علي صفا
في العالم وقائع وأخبار رياضية تستوجب أضواءنا، وفي أجوائنا أيضا مشاهد لكنها رمادية وتعيسة... ورغم هذا سأفضل مشهدا مريضا فواجبنا أن نتابع أحوال المريض الوطني، وهل هناك حاليا أمرضُ من كرة لبنان وهوامشها واتحادها التوافقي المنفرط ؟ فلندخل في المفيد المزعج...
في آخر اجتماع مفترض للاتحاد، الاثنين، التقى ثمانية أعضاء من 11 في غياب الرئيس وحليفين، وقرر الحضور بحسن نية جمع الطرفين «الرئيس والامين العام» لبّ الخلاف.
جمع الرؤوس، ولكن إذا حصل فعلى أيّ أساس سيكون، ولماذا كان الخلاف أصلا، وماذا بعده؟ أسئلة مشروعة حول اتحاد شرعي وبرعاية مُشرعة .
إذا كان آخر اجتماعين مبتورين ( 5+1) وما صدر عنهما من قرارات قياسية «غير قانونية» فلماذا وافق عليها الأعضاء الحضور، ولماذا لم يعترض الاخرون؟
وإذا كان الاتحاد توافقيا فهل يعني أن القرارات يجب أن تكون أيضا توافقية؟
وإذا كانت المشكلة تكمن في اختلاف طبيعة الرئيس والامين فما هو دور القوانين والنظام العام للاتحاد ؟
وقيل إن لقاء الثمانية الأخير ترك «حسن نوايا» من الحاضرين تجاه الغائبين الثلاثة.عال، نوايا حسنة عند ثمانية فأين هي النوايا السيئة إذن؟ معقول!
حسب المنطق والقوانين كل شيء يسير حاليا ضد المنطق والقوانين: لاإجتماعات قانونية، ولاغياب قانوني، ولا احترام للنظام العام، ولا استقالات افرادية ولا جماعية، ولا تدخلات فاعلة وحاسمة لأعضاء اللجنة العاليا ، ولا رضى للمراجع العليا عن الواقع، وأيضا لاحلول منها« مش فاضيين»، ولا دور لجمعية عمومية، وتصوروا هذا المأزق العالمي!
أيضاُ، الطليان قلقون، وقوات اليونيفل مشغولة بالاختراقات الاسرائيلية، وإدارة بوش مهزومه في الانتخابات وتتدحرج، ومجلس الامن صامت، ويبقى التفكير في محكمة كروية دولية، وياويلاه من احتمال تسييسها!
*****
هذا مشهد من الكوميديا السوداء على عتبة البطولات المحلية الغرّاء. وهنا لابد من همسات عالية الى المراجع الأعزاء: أولا، شكرا لنواياكم الطيية على فرض «تشكيلة التوافق» الراهنة، ولكن هل مازلتم تفضلون التوافق على الانتخابات؟ ولماذا الخوف من الانتخابات، أن تخسر الطوائف؟ الكل حاليا خسران.
ياجماعة، كرة لبنان ستنفجر في مرماكم، والمَخرج واضح « انتخابات حرة على أساس برامج واضحة للمرشحين، غصباُ عن كل التوافقات الشخصية الفاشلة. فكّروا شوي وجاوبوا حالكم .