لم يضطر النجم الإنكليزي دايفيد بيكهام إلى إظهار أفضل ما لديه من إمكانات كروية لسرقة الأضواء من النجوم الآخرين، إذ كان يكفيه تغيير تسريحة شعره ليصبح حديث كل من له شأن في عالم كرة القدم. لذا يتفق كثيرون على أن بيكهام لم يكن يوماً ذلك اللاعب العظيم على غرار ما فعله الفرنسي زين الدين زيدان والبرازيليان رونالدو ورونالدينيو وغيرهم من أصحاب الكرات الذهبية في المواسم القريبة الماضية.لكن سواء كان المرء من مشجعي بيكهام أو العكس، فإنه سيلاحظ أن المميزات الكروية التي أطلقت شهرته، من ركلات حرة وكرات عرضية متقنة ولياقة بدنية عالية، لم تعد نقطة القوة لديه وسط صراعه المتواصل مع نفسه لاستعادة ما يمكن من مستواه المعهود رغم إدراكه صعوبة الأمر، وهو الذي بلغ الـ31 من العمر.
إذا بدأت شمس دايفيد بيكهام بالمغيب والغوص في بحر التقاعد الذي سبقه إليه العديد من نجوم الأمس، وذلك في ظل تأكيدات اللاعب أنه من المبكر الحديث عن جلوسه خارج إطار اللعبة، وهو الأمر الذي يخالفه فيه الإيطالي فابيو كابيللو مدرب ريال مدريد الإسباني الذي جعل منذ وصوله الى نادي العاصمة من بيكهام أحد لاعبي الصف الثاني.
وكان بيكهام قد اشترط تجديد عقده مع النادي الملكي بحجز مكان أساسي له في تشكيلة كابيللو وإلا سيلجأ الى الخطة الاحتياطية بطلب وضعه على لائحة البيع مع فتح باب الانتقالات نهاية الشهر المقبل.
ويبرز تيار من المراقبين يؤكد صحة قرار الإيطالي بإبعاد بيكهام عن تشكيلته، مستندين الى قناعات سابقة أن الإنكليزي لم يكن النجم الأول في فريقه السابق مانشستر يونايتد، بل كان يجدر إحاطة بول سكولز والويلزي راين غيغز والهولندي رود فان نيستلروي بهالة النجومية أكثر منه، والدليل التألق اللافت لهؤلاء حالياً في موازاة تراجع مستوى بيكهام.
وكل المعطيات تشير الى أن زواج بيكهام والريال في طريقه الى الانفراط بعد ثلاثة أعوام، ولا يمكن لصق صفة النجاح بها، إذ عانى اللاعب تذبذب الأداء العام لفريقه، من دون أن يلعب دور النجم المتحكم بالنتائج النهائية للمباريات مثلما فعل في التصفيات المؤهلة الى مونديال 2002 أمام اليونان.
ولا يخفى أحداً ما آلت إليه الأمور في مونديال ألمانيا 2006 عندما ظهر بيكهام عاجزاً عن مجاراة خصومه وغابت فعاليته وروحه القيادية.
(أ ف ب)