أحمد محيي الدين
تُعدّ مدينة صور من أعرق المدن التاريخية والثقافية. وأبرز نواديها الرياضية التضامن صور، الذي حمل لواء الجنوب وبات سفيره في دوري الأضواء، ونجح في إحراز “الدوبليه” عام 2001، قبل أن تلغى نتائج الموسم بكامله

النادي تأسس عام 1939 بعدما تداعت مجموعة شبان من طلاب المدارس الى إنشاء فريق رياضي يمارس لعبة كرة القدم، وحصل النادي على الترخيص عام 1946 بموجب المرسوم الرقم 9929 تاريخ 11/9/1947.
خاض التضامن العديد من المباريات العربية والاجنبية على ملعب حسن يونس، سابقاً، الذي أصبح اليوم يعرف بملعب صور البلدي.
موسم الفريق الذهبي
وكان الموسم الكروي 2000 ـــ 2001 الأهم في تاريخ النادي إذ أحرز فيه «الدوبليه» اللبنانية إلا أن لقب البطولة لم يسجّل لنادي التضامن بعد إلغاء البطولة.
سألنا أمين سر النادي سمير بواب عن الأسباب التي أدت الى تراجع مستوى الفريق، فأشار الى أن النادي منذ صعوده إلى الدرجة الأولى بقي ضمن دوري الأضواء وذلك من خلال العمل الجماعي للإدارة واللاعبين والجمهور.
وهبوط مستوى الفريق يعود الى انتقال معظم نجومه الى فرق أخرى محلية ودولية أمثال رضا عنتر، وكان هناك نوع من الحصار المادي والمعنوي عوّق عملهم وتعثرت جهود إعادة بناء الفريق بالسرعة الممكنة وتأمين البدائل والاستمرار بالمنافسة.
ويفتخر النادي بأنه أول من خرّج لاعبين وساهم في انتقالهم الى النجومية الدولية وتحديداً الأوروبية بدءاً بالسيراليوني محمد كالون الذي انتقل من صور الى نادي الإنتر الإيطالي، ثم رضا عنتر الذي احترف مع فريق هامبورغ الألماني.
شكراً علي أحمد وشريف وهبي
وعن موضوع تمويل النادي، قال بوّاب إنه لا بد من توجيه التحية والشكر إلى علي أحمد وشريف وهبي، لكن للأسف لم نستطع مشتركين أن ننهض بالفريق نتيجة حسابات كل طرف ونظرته إلى مستقبل نادي التضامن، ولم يجرِ التوصل الى حلول على الرغم من معرفة الأسباب والدوافع، لكنها كانت تجربة مفيدة وإذا تكررت فسوف يُستفاد من الأخطاء وتكون الشراكة على أسس واضحة وصريحة. أما بخصوص المتموّلين فتوجه بواب بالشكر إلى كل من دعم وما زال يدعم النادي وهم كثر.
وعن نظرته المستقبليه إلى الكرة اللبنانية، أوضح بواب أنه بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، الذي طال قسماً كبيراً من مدينة صور، وما سبّبه من تدمير للبنى التحتية والمنشآت، كانت المطالبة بإلغاء الموسم الرياضي هذه السنة ليبقى ذاكرة للأجيال أنّ موسم 2006 ــ 2007 ألغي نتيجة العدوان على لبنان، وللتفرغ، الى جانب الاتحاد اللبناني، لإعداد دراسات ومشاريع وبرامج لتطوير اللعبة، ووضعها في مصاف الدول المتقدمة عربياً وعالمياً، وهذا يتطلب إنشاء مدارس كروية وملاعب للتمارين وتأهيل الجهاز التحكيمي وإيجاد برامج تسويقيه لدعم الأندية مادياً.
إهمال الفئات العمرية سبب تراجعنا
وعن عمل النادي والتطوير بداخله والفئات العمرية، علّل بواب أسباب تراجع الفريق إلى إهمال الفئات العمرية، علماً بأن معظم لاعبي الجيل الذهبي تدرجوا من الفئات العمرية، وأحرزوا بطولة للناشئين والشباب ومنهم رضا وفيصل عنتر ونصرات الجمل وهيثم زين وآخرين.
وأوضح بواب أن الإدارة في صدد الاهتمام بالفئات العمرية مجدداً من خلال إقامة المدرسة الصيفية السنوية، ومراقبة الدورات في القرى المحيطة لمدينة صور، وخصوصاً أن الجنوب هو خزان كرة القدم لمعظم النوادي اللبنانية. وضمن عملية تدعيم فريق التضامن صور للموسم الجديد، أنهت إدارة النادي الجنوبي مراسلاتها مع الاتحاد السيراليوني بهدف استقدام ثلاثة لاعبين إلى الفريق، ومراكزهم موزعة على خطوط الملعب الثلاثة. وهي بانتظار جلاء غبار الانقسام الاتحادي قبل إحضارهم الى لبنان. ويشارك في تمارين التضامن حالياً 5 لاعبين من الواعدين الذين يعمل الجهاز الفني على مراقبتهم قبل اتخاذ قرار ضمّهم، ومع التحاق بلال برجي وحسن بيطار وانضمام هيثم حرقوص من الراسينغ جونيه، تكتمل صورة الفريق للموسم الجديد، مع احتمال عودة ابن النادي فيصل عنتر الى فريقه السابق.