آسيا عبد الله
دارت مشاركة لبنان في كرة السلة ضمن دورة الألعاب الآسيوية في دوحة قطر على ثلاثة محاور، فبعدما تراجع اتحاد السلة بداية عن عدم المشاركة، عاد وقرّر إرسال النادي الرياضي ليمثل لبنان إلّا أن الوزير أحمد فتفت أعلن قرار المشاركة بالمنتخب الوطني...

اضطرّ الاتحاد اللبناني لكرة السلّة أن يعود عن رغباته الأولى وينفذ قرار الوزير تمثيل سلّة لبنان بمنتخبها الوطني. وتأكيداً لذلك أصدر الاتحاد بياناً، أول من أمس، أعلن فيه استدعاء 14 لاعباً لبدء التمارين، يوم الاثنين المقبل، في مجمّع ميشال المرّ بقيادة المدرب الأميركي بول كوفتر ومساعده العراقي قصي حاتم.
والملاحظ أن الأسماء ضمّت ستة لاعبين من النادي الرياضي (حسين توبة وعلي محمود ومازن منيمنة وعلي فخر الدين وجوزف فوغل)، وسبعة من نادي بلوستارز (جان عبد النور وروني فهد وباسم بلعة وأحمد العزير وروي سماحة وفادي الخطيب وجهاد المرّ)، ولاعباً واحداً من نادي المتّحد (صباح خوري)، واعتذر بريان بشارة عن المشاركة مع المنتخب.
والغريب أن يستدعي الاتحاد المنتخب للتمارين بقيادة كوفتر الذي لم يُمدّد له أخيراً، وبوجود ستّة من لاعبيه خارج لبنان لمشاركتهم في بطولة الملك عبد الله في الأردن. ويبرر الاتحاد اختياره المدرب كوفتر بأنه أكثر المدرّبين تأقلماً مع رجال المنتخب بعد إشرافه عليهم في بطولة العالم الأخيرة، ولكن هل يُعقل أن يتمرّن نصف المنتخب في «مجمع ميشال المرّ» لأربعة أيام قبل أن ينضمّ لاعبو «الرياضي» إليهم في حال صعودهم إلى نهائي دورة الأردن؟ وهل تكفي سبعة أيام فقط لتحضيرات منتخب شارك مرتين في كأس العالم وعليه أن يخشى من نتائج لا تليق باسمه وسمعته؟ وفي الأساس، رغم كل الظروف فكيف أمكن اتحاد اللعبة أن يستجيب ويختصر سلّة لبنان بنادٍ أيّاً كان ويقرّر تمثيله قبل أن تتدخل الوزارة لتصحيح الموقف، وهذا من حقها؟ والخلاصة كيف وقع الاتحاد بإشكالية كهذه على منتخبنا السلوي صاحب السمعة العالمية حيث يجب أن يشكّل الأولوية أمام امتحان الحفاظ على المركز الثاني في آسيا ضمن البطولة التي ستقام في اليابان لحجز بطاقة المشاركة في أولمبياد بكين 2008.
على كل حال، كيف يمكن للمنتخب أن يصل إلى مرحلة عالية من التجانس الفني والكيميائي المطلوب في هذا الوقت الضيّق؟ وهذا ما أشار إليه مدير المنتخبات المستقيل جاسم قانصوه بقوله: «كان هناك طرحان، الأول تحضير منتخب الرجال لبطولة آسيا المقبلة في اليابان، والثاني إشراك منتخب الناشئين في كأس الملك عبد الله والآسياد في حال تعثّر مشاركة الأول»، وتابع: «إن ذلك سيسلّح الناشئين بالخبرة التي تسمح لهم بخوض العالميّة للمرة الأولى في فانكوفر، إلّا أن كلا الطرحين لم يلقَيا تجاوباً من الاتحاد!».
وإلى جانب تخبّط الاتحاد وضيق فترة تجميع اللاعبين وإعدادهم وعدم خوضهم أية مباراة تدريبية، فإن ما يؤكّد صعوبة المهمّة هو قرعة مسابقة كرة السلة للرجال في الآسياد التي أدت إلى وقوع لبنان (صاحب المركز 24 عالمياً ووصيف بطل آسيا) في المجموعة الثانية إلى جانب الصين (البطل وصاحب المركز 11 عالمياً)، واليابان وكازاخستان، فهل يمكن أن نتّكل مجدداً على سمعة المنتخب المدوية آسيوياً وعلى كثافة الجمهور اللبناني في الدوحة وعلى حماسة أبطالنا واندفاعهم في ظلّ انعدام أي تخطيط أو تحضير مناسب؟