شربل كريّم
الفرق لا تتغيّر، والأسلوب لا يتغيّر، كما أن الهستيريا الجماهيرية لا تخفّ حتى لحظة واحدة. إنها بطولة الدوري الاميركي الشمالي للمحترفين في كرة السلّة، التي لم ينطفئ وهج وجهها المعمّر يوماً واحداً أو تأتي مبارياتها عكس التوقعات او الآمال المعقودة عليها.
غريبٌ أمر هذه البطولة المقامة في بلدٍ يعجّ بالرياضات التي تحوز اهتمام شريحةٍ واسعة من الجماهير، اذ لا يخفى على احد مدى اهتمام ابناء بلاد العمّ سام بكرة القدم الاميركية والبايسبول وحتى كرة المضرب، لكن كل هذه المجموعة لم تؤثر في الاقبال على العالم الذي يتحدى فيه العمالقة الجاذبية.
قيل مراتٍ عدة إن الـNBA في طريقه الى التقهقر قبل الانكفاء، وخصوصاً عند اعتزال الاسطورة مايكل جوردان حيث ابدى كثيرون قلقهم من تدهور المستوى العام ونظرة الجمهور الى البطولة، فكان ظهور كوكبة جديدة من اصحاب العضلات المفتولة المطعّمين بالعنصر الاوروبي الذي اضفى نكهة جديدة بأسلوبه الخاص، رداً صريحاً على المشككين. وعموماً، يحسب لديفيد ستيرن، رئيس رابطة الدوري الاميركي للمحترفين، معرفته في تسويق اللعبة منذ قدومه الى عالمها قبل اكثر من 20 سنة، اذ عمد الى استقطاب النجوم الآسيويين بهدف توسيع رقعة المهتمين بعد نجاحه في كسب الرهان داخل قارة اميركا الشمالية. وقد تحوّل عمالقة الـNBA جراء هذه الخطة الى ما يشبه الأبطال التاريخيين للولايات التي يمثلون، وضاهوا بأناقتهم والاضواء المسلّطة عليهم نجوم افلام هوليوود. إنه وقت الطيران في سماء الملاعب الاميركية، فقد عاد النجوم الى “قريتهم العالمية” ليؤكدوا ملوكيتهم على دنيا الكرة البرتقالية، وخصوصاً الاميركيين منهم الذين شعروا بنوعٍ من الغصة بعد السيطرة الاوروبية على مونديال اليابان في الصيف الماضي.
كوبي براينت وليبرون جيمس وديرك نوفيتسكي وغيلبرت اريناس وكارلوس بوتزر، وغيرهم من الاسماء الرنانة قادمون ليهزّوا عالمنا بكراتهم الساحقة وتسديداتهم البعيدة المدى في الاوقات القاتلة، فهل يمكن ان يحافظ “الادرينالين” على مستواه الطبيعي في سهرات سلوية مماثلة؟