إبراهيم وزنة
ما يزال اتحاد كرة القدم اللبنانية منفرطاً بلا اجتماعات ولا لقاءات ولا أفق، وبرنامج الدوري على الأبواب. وبعد استقالتين من 11 عضواً لا أحد يعرف شيئاً عمّا سيستجدّ: تسوية، استقالات جديدة أم تمرير موسم؟ والسؤال هو: من أين ستدخل كرة لبنان هذا الموسم، وماذا تحمل الأطراف المعنية؟

«ما بني على باطل فهو باطل»، عبارة باتت تحيط بمجريات الحياة اللبنانية بامتياز، السياسية والرياضية، ودائماً يدفع الرأي العام والوطن باهظ الثمن...هذه الصورة تلخّص واقع أهل السياسة والرياضة، فماذا نقرأ في وقائع الانفصال الحاصل داخل الاتحاد اللبناني لكرة القدم؟
«التوافق» لم يكن موفّقاً
ولدت اللجنة العليا للاتحاد منذ 15 شهراً بتوافق سياسي أوصل 11 شخصاً لقيادة لعبة تعيش العبثية منذ سنوات، فجاء المولود مشوّهاً، فلا الرأس متناسب مع الجسد ولا القلب نابض كما يجب، فكثرت المناكفات ووقعت الاستقالات (ريمون سمعان وسيمون الدويهي)، فكيف تستمر «المساكنة»؟ بقاء الاتحاد بفريقيه المنقسمين بات مستحيلاً، وتردد أن الاختلاف بين الرئيس هاشم حيدر والأمين العام رهيف علامة هو شكلي وليس جوهرياً، فيما دارت معارك حول «التفاصيل» و«الهوامش»! الى أن حصل الطلاق تحديداً بعد انعقاد الجمعية العمومية الأخيرة، وبعدها اندلعت حرب «الجلسات» وتعطيل النصاب واتخاذ المقررات، فماذا في التفاصيل؟
جلسة علامة ... القاضية
خلال شهر رمضان، جرى عقد الجلسات الأسبوعية كل خميس، ولما كان رئيس الاتحاد قد دعا إلى جلسة في 12 تشرين الأول، طار نصابها (حضرها 4 أشخاص بمن فيهم الرئيس وأمينه العام)، فسارع الرئيس الى تحديد يوم 19 تشرين الأول لعقد جلسة بغية إقرار البنود المعلّقة، ويؤكد مصدر مقرّب من الرئيس، أن الأمين العام عمل على توجيه الدعوة لجماعته الأعضاء، متسلحاً بالمادة (8) التي تجيز لستة أعضاء الدعوة الى عقد جلسة استثنائية (16 تشرين الأول)، وبالفعل انعقدت جلسة «علامة» وأقر خلالها 22 بنداً، ثم أعقبها بجلسة ثانية في 23 تشرين الأول، وصدر عنها 23 قراراً، ومن يومها انفجر الخلاف وتعطل الحوار، ولجأ فريق الأمين العام الى عقد جلسات غير محددة الهوية، تحت عنوان «اجتماع تشاوري»، وما زاد في حراجة الموقف استقالة العضوين: ريمون سمعان وسيمون الدويهي، تبعتها وساطات لترطيب الأجواء ولكن دون جدوى، ما أطلق العنان للحديث عن طبخة ما، فماذا في مضمونها؟
تسوية لجمع الأفرقاء فقط!
يؤكد المراقبون أن «التسوية» المتداولة اليوم تهدف الى إذابة الجليد بين الرئيس والأمين العام، وجمعهما حول طاولة الاتحاد، وما بين الحديث عن نية علامة وفريقه بسحب صلاحيات الرئيس، عن طريق إخضاع أي قرار أو موضوع لمعادلة (5 + 1)، وإصرار حيدر وفريقه على حفظ دور الرئيس القيادي، يتضح غياب دور برامج العمل، ومع ذلك أطلق عضو الاتحاد موسى مكي مسعى لإنقاذ الموسم، فطرح «تسوية» منها إلغاء القرارات الـ 45 التي اتخذت في «الجلستين»، مع الحرص على حفظ كرامات المعنيين، لكنه اصطدم بتمسك رهيف علامة وفريقه بأفكارهم ومقرراتهم، وفي هذا السياق اقترح مكي عقد مناظرة بينه وبين علامة أمام الرأي العام للبحث في قانونية الجلستين، وقال معلقاً «يصرّون على تفسير القوانين كما يريدون، وهذه العقلية ستأخذ باللعبة الى الهاوية». وفي اتصالنا مع علامة، قال: «الحديث حالياً صعب جداً، فنحن نريد الخير للعبة، ومن مصلحتنا أن نبتعد عن التصاريح»، وحول التسوية الضائعة رفض التعليق، لا من قريب ولا من بعيد.
آراء متقاطعة والموسم على المفترق
طرحنا أمام المتنازعين «الاتحاديين» موضوع إعاقة «الدعم المادي» الذي أعلنت عنه السعودية والإمارات، ومنهم من حدده بـ4 ملايين دولار، فردّ مقرّب من الرئيس «من السخافة أن يروّجوا بأننا وراء إعاقة وصول المساعدات، فيما الحقيقة تشير الى اصطدامها بالمخالفات القانونية التي يمعن البعض داخل الاتحاد في ارتكابها»، ثم أضاف موضحاً «يجب أن يتحققوا من العقود التي يبرمونها مع الناس، ونخاف أن يكون مصيرها كالوعود التي أعطيت للأندية قبل انتخابات الاتحاد».
من جهته، المدير العام لوزارة الشباب والرياضة زيد خيامي أشار الى حتمية إقامة الموسم من دون الالتفات الى الخلافات القائمة بين أعضاء الاتحاد، فيما رأى خبير كروي بأن التأجيل وارد جداً، كما ألمح مقرّب من المعطيات بأن الدوري سينطلق مدعوماً بالتسوية الموقّتة، فيما تمنى اتحادي بارز أن تذهب الأمور الى إجراء انتخابات جديدة. ولكن كيف؟ ومتى؟ ولماذا؟