هولندا ــ خليل بشير*
من فترات التجارب إلى لحظة تتويج الفائزين، يمكن القول إن سباق هولندا على حلبة “زاندفورت” يعدّ البداية المثالية لبطولة “آي وان غران بري” في نسختها الثانية. لقد فوجئت جميع الفرق بأحداث السباق الافتتاحي المتعدد الصفات، إذ تضاف إلى الإثارة التي شهدها منذ منح الضوء الأخضر للسائقين، كلمة “الجنون” نظراً إلى تبدّل المعطيات خلال التجارب والسباق على وجه الخصوص، اذ توافرت العناصر المطلوبة لإخراج سباقٍ مثيرٍ فاق التوقعات، وخصوصاً بعد هطول الأمطار في منتصفه، وهو ما أدى إلى تغيير مجرى المنافسة وأربك استراتيجيات الفرق.
الفريق اللبناني كان حاضراً بطموحاتٍ غير محدودة، وحقق اليكس الخطيب في فترة التجارب الخاصة بالمبتدئين بدايةً طيبة بحلوله في المركز الـ 13. في المقابل، واجه باسل شعبان أثناء التجارب الحرّة مشاكل في علبة السرعات بعد ثلاث لفات فقط، وهو ما أجبره على التوقف لمعالجة المشكلة التي استغرق حلّها ثلاث ساعات. وبقدر المفاجأة التي أصابتنا إثر المشكلة التقنية، كان الحديث الأبرز الذي صعق الجمهور الهولندي المتشح باللون البرتقالي، تخلّف سائقه السابق في الفورمولا 1 يوس فيرشتابن عن قيادة سيارة بلاده، مطالباً فريقه بمبلغ مليون دولار، فجاء استبداله بيرويين بليكمولين الذي قدّم أداءً مميزاً، نجح من خلاله في التقدّم من المركز السابع إلى الأول بعد هطول الأمطار، ليطغى هتاف الجماهير على صوت المحركات. إلا أن نقطة التحوّل كانت إبقاء هولندا على الإطارات الخاصة بالمسار المبلّل بعد جفاف الحلبة، ليحلّق نيكو هولكنبورغ مهدياً ألمانيا فوزاً غالياً على أرض عدوتها اللدودة في عالم الرياضة. وبدا واضحاً أن هذه السنة ستكون أوروبية بامتياز رغم بروز المكسيك وجنوب أفريقيا، لكن فرنسا أكدت حضورها عبر سائقها المبتدئ الذي حلّ أولاً في الفترة الخاصة بالمبتدئين، فيما أثبت نيكولا لا بيار الغني عن التعريف حضوره في المراكز المتقدمة، وخصوصاً في التجارب التي وجدتها الأجمل منذ إطلاق البطولة بعد تنافس سبعة فرق على الصدارة، وكان الفاصل بينها أقل من 0.700 ثانية بمجموع اللفتين.
لا أحد يعرف السيناريو الذي سيطبع السباق الثاني على حلبة “برنو” التشيكية، لكن يمكنني الجزم بأن المنافسة ستكون ضارية وأن السيارة التي تعلوها الأرزة ماضية في تطورٍ ملحوظ.
* سائق الفريق اللبناني في الـ A1