علي صفا
مرّ مهرجان الكرة المصري لدعم «لبنان كما كان» على ستاد القاهرة ،أول أمس، بحضور جمهور ثلث المدرجات، وفراغ مدفوع، وفنانين وغناء شيرين ومسؤولين، بينهم وزير الشباب والرياضة أحمد فتفت ونظيره المصري ورئيس اتحاد الكرة المصري سمير زاهر، وبعثة لبنانية اتحادية وإعلامية. وتزينت المدرجات بأعلام لبنان ومصر ويافطات وفاء وتكريم للبنان الصامد العزيز وصور للمقاومة وقائدها نصر الله. وتوّج المهرجان بلقاء كروي بين منتخب مصر الكامل ومنتخب لبناني مع بعض لاعبين عرب، انتهى بفوز المصري بـ7 أهداف بيضاء.
أولا، شكراً لمصر ولكل من فكّر وشارك وحضر هذا المهرجان المنقول على شاشات شهدت مسلسل أهداف كروية سياسية...
وندخل في جانب آخر من الصورة ، لقطات نضيء عليها بروح رياضية محبة وناقدة:
مهرجان برعاية السيدة مبارك زوجة الرئيس، وحضور مفاجئ لوزير الشباب والرياضة اللبناني أحمد فتفت ورفع أعلام وصور للمقاومة وقائدها نصر الله. مشهد سياسي منوّع يدل على حركة رسمية يقابلها رد شعبي، وهو يأتي بعد تفاعلات تلت تصريحات رسمية مصرية بنقد المقاومة خلال العدوان. فجاء مشهد المهرجان بعنوان «الرياضة لإطفاء كبريت سياسي».
وفي لقطة الجمهور، شكراً لمن حضر من العشرين ألفا ولرجال الأعمال الذين دفعوا سلفاً ثمن البطاقات الشعبية، ونأمل أن يكون مردود الدعم المالي لمصلحة الرياضة وخصوصاً لاتحاد الكرة اللبناني طالما كان المشهد كروياً.
وفي الوفد الإعلامي المتفرج ، يفترض أن يكون بينه واحد مكلّف بإمداد أخبار عن المهرجان وما حوله، وما لا يُرى منه، حتى لا يكون الحضور خصوصياً وفارغاً.
وأخيراً، في مشهد المباراة وشكلها ونتيجتها.
مع كامل التقدير أولاً لمن شارك وركض، ولكن هل يمكن تصور منتخب للبنان مع بعض لاعبين عرب لهم أسماء بلا أفعال حاضرة يكملون العدد ليقابلوا منتخب مصر الجاهز القوي، ويرى العالم ونحن منه كيف يتبهدل بسبعة أهداف، مع التوصية العربية الأخوية، حتى لا يصل العدد الى دزينة؟ أما كان بالإمكان وجود مشهد أفضل ولو بالاتفاق؟ ثم إذا كان هذا هو منتخب لبنان المدعّم، فكيف سيكون بلا تدعيم؟
وأخيرا، تؤكد رياضتنا أنها تجمع وتدعم وتقرّب، ونبقى نحن نصفعها غالباً بالتسرع والسلق بالتحضير، فيما تبقى السياسة تطاردها لتحسّن وجهها وزلّاتها وأخطاءها التي لا تنتهي.
مهرجان مصر فكرة وطنية قومية، نسميه نحن «لبنان أفضل مما كان».