علي صفا
عمومية كروية صائمة

قاعة حاشدة بالحضور، من ممثلي أندية كرة لبنان، يعادلون 273 صوتاً من أصل 366، وأعضاء لجنة الاتحاد وإعلاميين وكاميرات متنوعة، كلهم في جمعية عمومية للبحث في شؤون اللعبة الشعبية الأولى في لبنان !
كرة لبنان المسكينة تعاني من كل أنواع الفراغ والعوز والنجوم ومال صناديقها وتهرّب الممولين، ومن قلة الجمهور وثقافة البعض والتشجيع السليم، كما تعاني من عتم الموسم المجهول وتحديد مسؤولية المسؤولين «غير المسؤولين» عن شيء!
هذه الكرة شهدت ،أمس، واحدة من أهدأ الجلسات وأسرعها وأقلها كلاماً ونقداً. كلام سمعناه قبلاً ووجوه ألفناها قبل عام، عامين، وربما عشرين، تمحور معظمه حول طلب الدعم المادي وإعفاء من الغرامات وبقية الرسوم، وكأنها اختصرت مشكلة الكرة!
وتميزت الجلسة «التاريخية» بصيام معظم الحضور عن « كلام النميمة» بما تشكو منه الكرة وما تحتاجه وعن مشاكلها وأجانبها وبرامج تطويرها، فهذه مسائل ثانوية عائلية داخلية خاصة لا يجوز شرعاً الكلام فيها علناً لأنها من «السبعة وذمتها»!
وميزة أخرى، غاب عنها أحد أبطالها، ربما لحسن الحظ، له وللجلسة ولبعض أعضاء الاتحاد، حيث كان يفترض أن يقدم المشهد المعارض الساخن، لكن اتصالات بين طرفي«المايسترو» وربما الرقابة السياسية حذفت المشهد مع كل تقدير. وهذا من فضائل السياسة على الرياضة... أحياناً.
ولم تغب السياسة عن بال البعض، فقد دعا أحدهم السياسيين لحضور هذه الجلسة ليتعلموا الروح الرياضية هنا ويشمّوا رائحة الوحدة الوطنية، بدلاً من تفتيتها فوق المنابر ووسائل الإعلام، فنحن نعرف متى نستدعي السياسة ومتى نحتاجها ومتى نرفضها ومتى... نعلّمها!
عمومية، من حسن الحظ أنها عقدت في رمضان، معظم حضورها صائم، والصيام ينسي أحياناً، فنسوا أن يتحدثوا عن مشروع تطوير، منهم أو من الاتحاد أو حتى من السماء.
جمعية هادئة راقية متآلفة لم تشهد مثلها جمعيات الاتحاد الإنكليزي «أبو قوانين اللعبة الحديثة»، لأنها طرحت كل ما يتعلق بشؤون اللعبة وأسبابها وحلولها ووضعت رؤية لمستقبلها الزاهر، بكلمات قليلة جداً، وفي وقت قياسي أيضاً. يا جماعة، «خير الكرات ما قلّ ودل»!
والخلاصة: حضر الجلسة مندوبو 111 أندية، أكثرية قانونية وزيادة ، ولكن للأسف غاب عنها اثنان، عروس اسمها «كرة القدم» وعريس اسمه «موسم» لذلك سيكون العرس الكروي بلا مدعوين، بلا جمهور... ودامت الأفراح في ملاعبكم عامرة.