إبراهيم وزنه
حركة للتغيير في اتحاد كرة القدم «التوافقي»: شبه انقلاب أم شائعة لا تستحق التعليق؟
من قام بهذه الحركة، بل من أطلق الشائعة؟ وحتى لو كان خبر التغيير صحيحاً، وضمن الأنظمة، فما هو المانع؟ لا، لا وقت لحركات من هذا النوع في اتحاد توافقي
والبلد يضطرب بالتشنجات!


تعددت الآراء، وعلى كل حال هو موضوع قابل للتحقيق والنشر، فاذا كانت المسألة صحيحة فلها أسبابها وأبعادها واذا كانت شائعة فلها أيضاً أغراضها.
ماذا يعرف أعضاء اللجنة العليا أنفسهم عن هذا الأمر وماذا يقولون عن (حركة تعتمد تقديم ستة من أعضاء اللجنة العليا الـ11، ما يسقط اللجنة بكاملها تمهيداً لانتخاب لجنة جديدة).
زيد خيامي (مدير عام الشباب والرياضة)
أسف المدير العام لوزارة الشباب والرياضة على ما وصل إليه من معلومات أكيدة عن السعي الجاد من أحد أعضاء اللجنة، إلى إقناع عدد من أعضاء الاتحاد بتقديم استقالاتهم بدافع التخلص من الوضع القائم (عدم التوافق التام بين الرئيس والأمين العام)، وعلّق خيامي وهو أحد مهندسي الاتحاد التوافقي الراهن «لا أوافق على أي حركة انقلابية في الاتحاد لأن البلد لا يحتمل المزيد من الانقسامات، بل هو في حاجة الى مزيد من الاتفاق
والتوافق».
بهيج أبو حمزة (الأمين العام السابق)
من جهته، لم ير الأمين العام السابق بهيج أبو حمزة أي مؤشرات تدعو الى التغيير، وأضاف شارحاً «لو وجد أي سوء تفاهم بين أهل الاتحاد فعلينا السعي إلى معالجته تحت عنوان الحرص على مصلحة اللعبة، والجسم الكروي اليوم يعاني عللاً ولا يحتمل أي عملية تغييرية ولا قيصرية»، وأبدى أبو حمزة استعداده لتأدية أي دور ايجابي بهدف التقريب بين وجهات النظر، أما بالنسبة إلى المواكبة الجماهيرية للدوري، فرأى أن الجمهور وحده يقرر ذلك.
أحمد قمر الدين (نائب رئيس الاتحاد)
«لا يوجد أي شيء من هذا القبيل وما قرأناه هو مجرد شائعة خبيثة»، بهذه الكلمات وصف أحمد قمر الدين محاولة إسقاط اللجنة التي شاعت أخيراً، وعن رأيه في التغيير فيما لو حصل توافقياً قال: «أدعم التغيير فيما لو كان للأفضل، وهناك طرق قانونية من الممكن اللجوء إليها للوصول الى التغيير المطلوب من دون انقلابات»، وعن أجواء العمل في الاتحاد، قال قمر الدين «مقبولة ولكننا نطمح الى الأحسن».
موسى مكي (عضو في الاتحاد)
«لا أحب التعليق على أمور أراها صغيرة جداً اليوم، في وقت يعيش فيه البلد ارتدادات الحرب وانقسامات كبيرة على المستوى الوطني والسياسي»، هذا ما قاله عضو اللجنة العليا موسى مكي في سياق رده على «التغيير الانقلابي»، وختم موضحاً «لقد تعامل الإعلام مع الأمر بتضخيم زائد».
سيمون الدويهي (عضو في الاتحاد)
رفض رئيس لجنة كرة الصالات عضو الاتحاد سيمون الدويهي، فكرة الانقلاب الذي أشير إليه في الاعلام في شكل مضخّم، حسب رأيه، وأشار الى عدم تقبّل الأمر حتى من الفعاليات السياسية التي توافقت على شكل الاتحاد الحالي ومضمونه.
ولم يخف الدويهي وجود عدم تفاهم بين الرئيس والأمين العام، وقال في هذا السياق «منذ سنة لم تنعقد لجنة كرة الصالات التي أرأسها بسبب اختلاف الرأي بين الرجلين، وأنا مستعد اليوم لتقديم استقالتي اذا كان هناك تغيير جدّي لمصلحة اللعبة، ولكني أؤكد أنه لن يحصل أي انقلاب تغييري في ظل ظروف سياسية كهذه في البلد».
الرئيس والأمين العام
ماذا يقول الرجلان المختلفان توافقياً؟ رد رئيس الاتحاد هاشم حيدر «لا تعليق». أما الأمين العام رهيف علامة فأجاب «كيف صحتك أنت؟» في إشارة الى ان هذه الحركة لا تعنيه مباشرة. مما يحوّل البحث إلى شخص آخر!
... مما ورد نستخلص أن حركة التغيير كانت واردة ولكنها ضُبطت في المهد فتوقفت، ولكن للمسألة وجوهاً أخرى وتساؤلات: اذا كان واقع اللجنة العليا غير سليم ولا يمكن إصلاحه فما المانع من التغيير ضمن أنظمة الاتحاد (المادة 8 ـ 6)؟ وهل يكون التغيير لمجرد تغيير أشخاص أو للتخلص من ثنائية الوضع القائم بين الرئيس والأمين العام؟ وهل يحمل أصحاب فكرة التغيير أي برامج للتطوير؟ وهل هي حركة ادارية كروية أم مخلوطة سياسياً؟ وهل يمكن القيام بأي حركة «اتحادية» منفردة في أجوائنا السياسية الراهنة؟
في كل حال، يبدو أن هذا التوافق يلزمه توافق جديد.