علي صفا
من راقب الناس مات همّا، ومن يراقب المشهد الرياضي في لبنان... كيف يعيش؟
رياضاتنا تأثرت بالحرب. نعم، نواد وناس وماديات، فماذا يحصل فيها؟ وماذا يجب أن نفعل، في وزارتها واتحاداتها ونواديها وملاعبها وإعلامها، وكيف يبدو المشهد الرياضي عموماً والكروي خصوصاً؟
صراع بين وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية حول أدوار وصلاحيات كل طرف.
في اتحاد الكرة فرقاء وآراء وجلسات مضادة وقرارات بتسيير«دوريات» للموسم، إما من دون جمهور أو بتجارب أولية على الجمهور!
نواد متعثرة، إدارياً وفنياً ومادياً، لا تعرف كيف تبدأ ومتى وبماذا ولماذا ...
جمعية عمومية ( تعا تعا ...روح روح)، بأصوات مبرمجة كلاماً وصمتاً ومقاطعة وتوافقاً صوريّاً.
الجمهور، وجمهور النجمة خصوصاً في مخاض بين تيارات أسهلها يفرّق وأصعبها يُغرق، وهذا ما يؤثر على مسار الموسم كله حضوراً ومادياً وأمنياً.
هذا المشهد العام يعني أطرافاً معنية مسؤولة: الوزارة والاتحاد والنوادي والجمهور والقوى الأمنية والإعلام طبعاً. فماذا يفعل هؤلاء جميعاً؟
الوزارة مشغولة بكل شيء ما عدا الحلول الضرورية، وأقرب حلولها المريحة «ليكن الموسم الكروي من دون جمهور»! يعني حلّوا عن ضهري.
وقوى الأمن وجدت دورها في التفرج على المشهد والفصل بين الممثلين والأبطال والحرامية، حيث لا يمكن أن تتدخل إلا إذا حدث مشكل حقيقي بين الجمهور، لأن «ماكو أوامر».
جماعة الاتحاد مشغولون بفض الاشتباك التوافقي، وبعضهم بحسابات النقاط والأصوات تمهيداً للانقضاض على السلطة وتأليف «حكومة الأكثرية» للعمل براحة مركزية دون مراقبة كما العهود الخوالي، مع علم البعض بأن هذا من عاشر المستحيلات حالياً!
ونادي النجمة مشغول بتمرير مباراته الآسيوية وبعدها يتفرغ للتصفيات الداخلية للخروج من ورطته السياسة والبيانات وآثارها القريبة والبعيدة على إدارته وجمهوره وراعيه.
نوادي الأولى تبحث في كيفية تمرير هذا الموسم المرّ، معظمها بلا محرّك ولا بترول ولا ضوء ولا حتى زمور، فيما يتحرك الأنصار والنجمة وربما العهد والمبرة للمنافسة على ألقاب الموسم «العالمية»!
وتبقى وسائل الإعلام المعنية بالمراقبة والتحليل والتوجيه، تتوزع بين الجاهل والمتجاهل والمربوط مع قليل من الأصوات الحرة المبحوحة.
وهكذا فالكل مشغول، مشغول بالفراغ بلا طعمة ولا نكهة ولا حلول حقيقية لهذا الواقع، فالمسؤولون أضعف من المشاكل القائمة.
ومع ذلك يتمسك كلّ بمواقع المسؤولية ليقوم بواجبه الوطني براحة ضمير غائب نحو رياضة مسكينة و... شهيدة.