strong>انكشف واقع اللجنة العليا للاتحاد اللبناني لكرة القدم بعدما اشتد الخلاف بين الرئيس هاشم حيدر والامين العام رهيف علامة، وتحولت الجلسات الاخيرة الى حضور فريقين. اللعبة تدفع الثمن وهذا الواقع لن يستمر، ولكن كيف ستأتي الحلول؟
شعار التوافق الذي أوصل اللجنة بجناحيها لقيادة اللعبة الشعبية، بدعم سياسي، ها هو يسقط على أعتاب موسم مبهم، نظرا لانقسام أعضاء الاتحاد الى «فرقتين»، ما يدل بوضوح على أن التعايش المثمر بين حيدر وعلامة بات مستحيلا. وبات السؤال الاساس ما هي بواطن الخلاف وما هي أسبابه؟ وهل وصلت المشكلة الى الحائط المسدود؟ للوقوف على أجواء التنافر وانعكاساته، قمنا بجولة آراء على أهل التوافق المزعوم لنستكشف مزيدا من المواقف والحقائق.
إطلالة على الرئيس وأمينه العام!
منذ دخولهما معا الى مقر الاتحاد، كان الحديث عن استحالة توافقهما، فلكل منهما شخصية قيادية مختلفة، وبينهما سنوات من النقد المتبادل حول قيادة اللعبة وانجازاتها وسقطاتها ايضا. فالرئيس هاشم حيدر مهندس ناجح ويشغل منصب مدير عام في مجلس الجنوب، وسبق له أن رأس نادي البرج، وله يد في إطلاق نادي الريان، والامين العام علامة بدأ صحافيا رياضيا ثم خاض المعترك الاداري الكروي مع نادي الانصار (أمينه العام لسنوات)، ولاحقا وصل الى سدّة الأمانة العامة للاتحاد عام 1985 وبقي لـ 15 سنة يدير دفة الاتحاد بمركزية شخصية.
في سياق الاختلاف!
منذ إعلان «لائحة التوافق» في مكتب الأمين العام السابق للاتحاد بهيج ابو حمزة، قبل سنة وشهر، وبعد 58 جلسة «اتحادية» نستنتج أن الحرب بين الرجلين «شكلية» وليست في المضمون، فتركزت «الزكزكات» بينهما على تأليف اللجان والوفود وصولا الى تمثيل الاتحاد في بعض المناسبات، ولاحقا اشتعلت معركة تعطيل نصاب الجلسات واتخاذ مقررات بحضور اكثرية منسقة، وفي المؤشرات تبرز التساؤلات: هل يهدف علامة الى إلغاء دور الرئاسة أو تهميش صلاحياتها، للاستئثار بمركزية القرارات، وماذا يريد الرئيس تماما من الامانة العامة؟
فريقان في خدمة اللعبة!
وهكذا توزعت اللجنة العليا للاتحاد الى مجموعتين، الأولى تجمع الرئيس وريمون سمعان وموسى مكي ومصطفى حمدان وهمبارسوم ميساكيان، والثانية تجمع الأمين العام رهيف علامة واحمد قمر الدين ومحمود الربعة ورفيق عرموني وجهاد الشحف وسمعان الدويهي. وبات الواقع اليوم يدحض كل التصاريح والأمنيات التي سمعناها في 23 آب 2005 على درج «الكورال بيتش» غداة انتخاب اللجنة، حيث أكّد «الرئيس والأمين» أنهما سيعملان معا كفريق واحد، ولمصلحة اللعبة.
آراء منقسمة... ولمصلحة اللعبة!
«الاختلاف بين الرئيس والأمين العام شكلي فقط، ولا يوجد أي اختلاف في الجوهر والمضمون، ومنذ أكثر من سنة لم تشهد جلسات الاتحاد انقساما في الرأي حول المواضيع الفنية او التنظيمية»، هذه وجهة نظر نائب رئيس الاتحاد أحمد قمر الدين، وختم قائلا «لا أحد يقبل بانعكاس هذا الخلاف الشكلي على واقع الكرة اللبنانية». أما زميله في «الفريق» سمعان الدويهي فقال بكل جرأة «هناك حرب إثبات وجود بين الرئيس والأمين العام فيما اللعبة تدفع الثمن، ومن جهتي أؤكد أننا فشلنا في عملنا والحل في حل الاتحاد مع إبعاد الموجودين عن اللجنة المقبلة»، ورأى الدويهي في شخصه أنه يمثّل نادي السلام والأندية الشمالية وختم «لطالما أكملت النصاب للفريقين المختلفين في الاتحاد».
أما مصطفى حمدان فرفض التعليق بداية، ثم قال «أمر مؤسف ما يحصل داخل أروقة الاتحاد، وحرام أن تصل اللعبة الى هذا المستوى من التعاطي «الأكثري» مع مشاكلها، وكوني واحدا من المؤتمنين على مصيرها أعدكم بلقاء قريب لـ«الأخبار» أتحدّث فيه عن كل الأمور تفصيليا، لا لشيء إنما لاراحة ضميري تاركا للأندية والجمعيات والرأي العام الحكم عليها».
انتخابات أم تسوية!
مصدر عارف وموثوق، أكّد للأخبار أن المرحلة المقبلة تحمل في طيّاتها أحد حلّين «إمّا إجراء انتخابات مبكرة، واما تسوية يكون كل الراهنين خارجها»، وأضاف المصدر «ما يحصل غير مقبول، فأعضاء الاتحاد يجب ان يكونوا فريقا واحدا يعمل لمصلحة اللعبة، ويجب إعادة النظر في شكل العلاقة بين الرئيس والأمين العام ومضمونها، لأن المرحلة تتطلب المزيد من التفاهم والتضحيات».
«الكرة» في ملعب السياسة!
بناء على ما تقدم، وفي ظل الحديث عن محاولات يائسة لامكانية عقد جلسة اتحادية مكتملة النصاب، دعا رئيس الاتحاد الى عقد جلسة استثنائية (اليوم الخميس)، والنظام العام يخوّله ذلك، ربما ترشح منها بعض المواقف المهمة. وعلى خط آخر، بات من المؤكد إحالة موضوع واقع الاتحاد على مراجع سياسية معنية فاعلة، وخصوصا من رعى عملية التوافق في 23 آب 2005، ما يرشّح أن توضع الاطراف الاتحادية أمام حلول جذرية أقساها طرح إبعاد الجميع وأسهلها «لملمة» الشمل الاتحادي على الطريقة اللبنانية التي تشهدها الحالة السياسية العامة، وربما ينسى الجميع أن هناك حلولا أخرى أو لنقل عراقيل أخرى قد يخفيها كل طرف كأوراق إلى حين الطلب. والخلاصة أن مشاكل الاشخاص تتفاقم وكرة لبنان تتفرج عاجزة بلا برامج ولا أفق ولا مستقبل وربما بلا موسم!