علي صفا
إذا خسرت مباراة...فهناك أشياء أخرى لتربحها.
لقاء فريق الأنصار اللبناني وضيفه القادسية الكويتي في بطولة الأندية العربية، جرى الأحد الماضي، وفاز القادسية بجدارة 3/1، لكن الأنصار فاز بأشياء أخرى وهذا مهم جداً، فما هي هذه الأشياء؟
قدّم الأنصار لوحة جميلة في الملعب البلدي، بتنظيم ناجح حضوراً وأمناً وانضباطاً وإخراجاً يدل على وجود جهاز عرف تحضير الأجواء في ملاعبنا المعقدة وظروفنا الأعقد.
تمكّن الأنصار من حشد جمهور مختلف ليملأ قسماً كبيراً من المدرجات التي تنقلها الشاشة مع هتافاتها لتمنح الفريق حيوية وتشير الى أنه بات صاحب الشعبية الأكبر حالياً، في غياب جمهور النجمة.
وأضفى الأنصار لمحة بدعوته شخصيات فنية وسياسية وإدارية ورياضية في جو مقبول وسط حضور فاعل للقوى الأمنية.
ووضح أيضاً أن الأنصار دعا وسهّل دخول حشد من الأولاد «البراعم» ليكونوا ذخيرة للمستقبل، والأهم أنه ضبط حضورهم وهتافاتهم بعدما أفلتت ببعض الشتائم.
كل هذا يعني أنه نجح بتأليف أجهزة فاعلة فاهمة أكدت أن الجهة المنظمة يمكنها ضبط إيقاع الأمن والضيافة والحضور وحتى صورة الشاشة.
والأهم، نجح الأنصار وربح أشياء أخرى تحتاج إليها كرتنا وملاعبنا... وتقدم إشارة إلى من يهمه الأمر ودرساً في التنظيم... فشكراً للجميع.
******
وهناك تأكيد آخر، أن نجاح اللعبة يبدأ من الأندية، من إداراتها المختصة التي تفهم جيداً كيف تؤلّف أجهزتها الفاعلة وخصوصاً من أبناء ناديها وليس من دخلاء عليها.
وبعد مشهد الأنصار لا بد أن نذكر هنا مشاهد النجمة وجمهورها «الأكبر» ومشاكله العالقة. بكل بساطة، لم ينجح النجمة لأنه لم يؤلف أجهزة مختصة فاعلة: إعلامياً وعلاقات وتسويقاً ومنتجات وأرشفة تاريخ النادي، بل فرط روابطه واكتفى بمستشار إعلامي واحد ( في الأنصار خمسة)، كما فشل في ضبط خمسين ولداً واكتفى ببيانات حمّلتهم مسؤولية تخريب الأجواء رغم سلطات القوى الأمنية والإدارة ورجال الاتحاد ورابطة النجمة وحتى قوى «اليونيفل»! وقد تعتب إدارة النجمة على الأصوات الصادقة التي تنبّهها وتفضّل من يضلّلها.
نكرر هذا لنذكّر بأهمية النجمه وجمهورها وحضورها وضرورة أن تراجع أساليب عملها ونظرتها، فتؤلّف أجهزة مختصة لكل مجال ومن أبناء النادي المخلصين الذين يرتاح إليهم الجمهور لا مفروضين ولا مربوطين بفلان وعلان، لأن النجمة لم تحقق حتى الآن سوى مزيد من الغرامات والعقوبات وخسارة الجمهور، فمن هو المسؤول عن كل هذا؟