strong>كرة لبنان تقف أمام موسم جديد صعب ومعقد، وأنديتها تبحث عن مخارج، واتحادها يبحث عمّا يحركه ويحركها، والجميع يجاهد وينتظر «غودو المال»، وهناك عقبة مشتركة ومعلقة، هي «الأجانب»، انها جزء من المشكلة والحل نطل منه على الموسم.
علي صفا

كيف سيمر هذا الموسم الكروي في لبنان؟ وكيف يفكر أهل الكرة عندنا؟ وما هي مشكلة الأجانب التي تأكل منه فنياً ومادياً كالمنشار؟
ندرك ببساطة أن ضم الأجنبي يكون لرفع المستوى الخاص والعام، لكنه يتحول غالباً إلى رفع المصاريف والضغوط وغيرة لاعبينا المحليين، وقد يسبب أيضاً صدمة حين يغادر فجأة من دون إنذار، أو يرفع دعوى قانونية، وهذا حصل فعلاً. لذا نطل على الموضوع عبر آراء المعنيين في أندية الدرجة الاولى(12) وأرقامهم المسجلة في الموسم الكروي الأخير تحت عنوان ( الأجانب: منافع وأكلاف ومضار).
الأنصار
تعاقد مع العراقيين صالح سدير وهوار محمد والبرازيلي فابيو، وحقق لقبي الدوري والكأس، وتكلف( 200 ألف دولار) مقابل عقود وإقامة وسفر، واستفاد منهم بنسبة (75بالمئة)، وكان له موسم ناجح .
النجمة
ضم ثلاثة لاعبين أفارقة ( دوا، سافاني، ادو)، ثم أبقى على دوا وضم ايبوا في الإياب، فانتفع من الأول بنسبة 60 بالمئة وكان الثاني عالة على الفريق، وتكلف النجمة إجمالياً ( 200 ألف دولار) عدا تجربة حوالى20 لاعباً كلّفوا أكثر من ( 10 آلاف دولار) من دون فائدة، وتراجع مستواه في الإياب وحل ثانياً.
الصفاء
تعاقد مع ثلاثة ( نادو البرازيلي والمصري محمد ثروت وكاري من ترينيداد) واستفاد منهم بنسبة ( 60 بالمئة)، وكلفوه (90 ألف دولار) وحل ثالثاً في الدوري بـ32 نقطة.
المبرة
حافظ على لاعبه النيجيري المميز كينيث وضم الاورغوانيين ستيبان غبريال وفيكتور هيغو، الهدافين، واستفاد منهم بنسبة (75 بالمئة) وحل رابعاً في الدوري، ووصل إلى ربع نهائي الكأس، وتكلف ( 120 ألف دولار)، وجدد للاعبيه الثلاثة لهذا الموسم.
العهد
جدد لأ بوبكر باه وكبيرو ثم ضم المغربي صلاح ابليوني، وتخلى عنه بعد 4 مباريات فقط، وتأرجح مستوى الفريق وتراجع، واستفاد من أجانبه بنسبة (35 بالمئة) ودفع (80 ألف دولار)، وحل خامساً.
السلام
تعاقد مع النيجيريين أمينو علي وباسكال، ثم تخلى عنهما سريعاً، وكلفاه (65 ألف دولار) واستفاد منهما بنسبة (20 بالمئة) ثم أكمل بفريق لبناني خالص فتحسن مستواه، بقيادة مدربه السوري عساف خليفة، وحل سادساً في الدوري.
التضامن صور
ضم المصريين أحمد رجب وأسعد عبد الراضي مع مدربين عراقيين حسون وشمران، وتكلف عليهما (50 ألف دولار) واستفاد منهما بنسبة (60 بالمئة)، وتأرجح مستواه وحل سابعاً بـ15 نقطة.
طرابلس
جدد النادي صورة ( أولمبيك بيروت) ونقل مقره إلى طرابلس، بإدارة جديدة مع المدرب الوطني سمير سعد، وتعاقد مع ثلاثة غانيين، كوفي وباجيو وادي لي، واستفاد منهم بنسبة (40 بالمئة) وكلفوه (80 ألف دولار). حل الفريق ثامناً بـ 14نقطة.
الريان
تعامل مع لاعبين نيجيريين، برشيوس وسلامة كينغسلي والبرازيلي مونتيرو، بإشراف المدرب الوطني فؤاد ليلا، واستفاد منهم بنسبة (50 بالمئة) وكلفوه (90 ألف دولار) وحل الفريق تاسعاً بـ 14 نقطة.
الراسينغ
قاوم الفريق العريق ليصمد موسماً في الأولى بعد هبوطه، بإشراف كيفورك مدرباً ولاعباً، وتعاقد مع منساري وحالوما من سيراليون، وكلفاه (65 ألف دولار) ولم يستفد منهما أكثر من 10 بالمئة، فأعلن سقوطه مبكراً بحلوله عاشراً وأخيراً بـ 8 نقاط فقط ، وعاد إلى الثانية ليبحث عن إدارة جديدة وفرصة أخرى.
أكثر من مليون !!
وعلى حساب الأرقام يتبين أن أندية كرة لبنان الممتازة فقط، صرفت الموسم الماضي، ما يقارب مليوناً وأربعين ألف دولار على أجانبها الـ 29، في حين لم تنتفع إلآ من 9 لاعبين فقط، والباقون شكلوا عالة وخسائر مادية وفنية، كما خطفوا فرصاً من الناشئين. فمن هو المسؤول عن كل ذلك الهدر؟ الإجابة عند إدارات الأندية والاعتراف صعب.
أمام هذا الواقع، وصفحته لا تزال مفتوحة حالياً، لا بد من طرح الأسئلة الآتية: من يختار الأجانب في الأندية؟ من يحاسب من؟ ولماذا يستمر هذا المسلسل الخاسر؟ وما هو دور اتحاد اللعبة في ضبطه؟
موضوع الأجانب مطروح على الطاولة، والاتحاد قرر ثلاثة، وأندية تطالب بالمساعدات، ولكن من يضمن وقف الهدر والسمسرات وسوء الاختيار؟
لاجواب. إذن... لماذا الأجانب!!