strong>... وكأنه كتب على فريق الحكمة لكرة القدم أن يعيش أسيراً لمزاجية مموليه الرؤساء، ففي العقد الأخير قاد دفته الادارية والتمويلية انطوان شويري (8 سنوات) ثم هنري شلهوب (ما يقارب السنتين)، وكلاهما كان يلوح بالاستقالة سنوياً، تحت عنوان «مأسسة» النادي.
إبراهيم وزنه

لطالما كان «الأخضر» الكروي يدفع ضريبة المشاكل الحاصلة على جبهة كرة السلة، فكيف يبدو حالياً المشهد الاداري في الصرح الحكماوي العريق؟ وأي فريق كروي سيلعب في الموسم الاستثنائي باسم الحكمة المعلّق؟
استقالة شلهوب وبداية القلق
بعد سنة من رئاسته لمجلس أمناء الحكمة، انتُخب هنري شلهوب، الآتي من رئاسة نادي الشانفيل، رئيساً فعلياً لنادي الحكمة حتى عام 2009، والكل يعلم أن هوى الشلهوب سلّوي بامتياز. وتألفت الادارة التي رأسها الرجل لفترة قصيرة من سبعة أعضاء معظمهم من المقربين. وأمام تكاثر الخيبات التي مني بها فريق السلة، إضافة الى الأجواء المتشنجة الحاصلة بينه وبين معظم الفاعلين في الأسرة السلوية، وبسبب العوائق التي واجهت بطولة غرب آسيا «وصل» المحلية والخارجية، وجد شلهوب نفسه مضطراً للاعلان عن خفض موازنة دعم فريقي السلة والقدم، علماً أن فريق القدم قدّم موسماً لافتاً، العام الماضي، توّجه بالعودة الى الدرجة الأولى وحلّ وصيفاً في مسابقة كأس لبنان. وفي التفاصيل أن الرئيس قال أمام المعنيين الحكماويين «اعتمدوا على تلامذة مدارس الحكمة للمستقبل الرياضي لفريقي السلة والقدم»، وأبدى استعداده لدفع 300 ألف دولار سنوياً دعماً للفريقين معاً، ولكن قبل أسبوعين حسم شلهوب أمره وقدّم استقالته نهائياً من رئاسة النادي ليفتح مسيرة القلق، واستبق خطوته بإعطاء كتب الاستغناء الى عدد من لاعبي فريق السلة!
المواجهة الإدارية للواقع المستجد
فور تقديم شلهوب استقالته، سارعت الفعاليات الحكماوية الى التفتيش عن «المموّل البديل» مع اهتمام وافر من المطران بولس مطر الذي لم يجتمع بعد بشلهوب لمعرفة أسباب استقالته، ومن المحتمل لجوء أهل الحكمة كعادتهم الى الاستنجاد برابطة الخريجين والقدامى، واستباقاً بادر أمين سر النادي جوزيف عبد المسيح الى توجيه الدعوات للتحضير لانتخابات جديدة في 9 تشرين الأول، وهو اليوم يصرّف أعمال الادارة من دون اتخاذ أي قرار، ويبدو الحديث عن شويري غير وارد بتاتاً.
إميل رستم يتحدّث بمرارة
بين إميل رستم وفريق الحكمة لكرة القدم حكاية طويلة، فقد تنقّل في مواقع عدة مسؤولة في النادي، وهو منذ 26 سنة المدير الفني للفريق، وفي الانتخابات الأخيرة سقط بالضربة القاضية من أقرب المقربين. وقد سألناه عن فريقه اليوم فأجاب بحسرة « همّنا أن نخوض الموسم بأقل الأكلاف، وهدفنا المعلن توفير موازنة الاستمرار، والحفاظ على مصلحة اللعبة». وبالنسبة إلى التمارين أوضح «من المؤلم أن ندعو لاعبينا إلى الالتحاق بالتمارين ولا نقدر على توفير مصاريف تنقلاتهم، وحسناً فعل الاتحاد بتأخير الموسم»، أما بالنسبة إلى اللاعبين الأجانب، فأعرب رستم عن اقتناعه بقرار الاتحاد، وعن أحوال لاعبيه قال «نحن على تواصل معهم، ووضعناهم في الاجواء المستجدة، وتمنّينا عليهم إجراء تمارين خاصة، مجموعتنا جيدة ونعرف امكانيات كل لاعب على حدة». وختم بإعلان حقيقتين «لا أحد يقدر اليوم على التحدّث باسم نادي الحكمة، وفي لبنان لا سياسة رياضية بل رياضة مسيّسة».
الوضع الفني مع وسام خليل
«اعتدنا على مواجهة عملية الانفصال الاداري عن الواقع الفني. المهم، بعد كل موسم، مراجعة الصفوف والعمل على سد الثغرات، واليوم يعاني لاعبونا أزمة مادية نتيجة استقالة الرئيس، ما يجعلنا غير متحمسين لاطلاق التمارين» هذا ما قاله مدرب الفريق وسام خليل.
فريق الموسم
تضم لائحة الحكمة لهذا الموسم الكروي الأسماء التالية:
إيلي فريجة، طوني الضاهر وعلي وهبي (حراس مرمى).
سهاد زهران، وليد شحادة، قاسم محمود، ميشال جبران، مارسيليو سيلفا، رياض قبيسي، سعيد اسكندر، يوسف مزيان، جعفر أبو طعام، علاء شاهين وعلي حركة (خط الدفاع).
فؤاد حجازي، حسين حمدان، وارطان غازاريان، كريكور الوزيان، كريم كنفاني، مصطفى توسكي، محمد حمود، جعفر أبو طعام، محمود دقيق (خط الوسط).
بول رستم، يوسف الجوهري، أحمد أيوب وعلي بزي (خط الهجوم).
أما بخصوص ملعب الفريق في «عين نجم» فقد تحوّل عشبه الأخضر الى يباس أصفر.