strong>الكابتن موسى لا يزال خارج النجمة... بعد شهر من تدريبات الفريق، وبعد مباراتين له في التصفيات الآسيوية... لماذا؟ ماذا يريد موسى وماذا تريد الادارة، وماذا يريد الفريق، وماذا ينتظر الجمهور؟ حول كل هذا كان لنا دور وجولة وهذا الموضوععلي صفا

موضوع فرض نفسه ليطرح اليوم سريعاً، لأنه يمس النجمة «روح اللعبة» في لبنان، ولأنه يمس لاعباً مثّل رمزاً في ناديه لا يجوز أن ينكسر بسهولة، كما سابقاً مع بعض كباتن النجمة وغيرها، ولأنه يمس نجماً على عتبة الاعتزال وهي حالة تهز الوجدان الرياضي ومسيرة الولاء للاعب لا يشك فيه، وأخيراً لأن موسى كان خلال لقاء النجمة وسيلانغور أول من أمس، الغائب الحاضر في ثنايا المباراة وذاكرة الجمهور، سواء الذي يؤيد الكابتن في غيابه أم لا.
آخر الماهرين
لاعب مميز، مع النجمة والمنتخب الوطني، منذ عشر سنوات اختير خلالها سبع مرات أفضل لاعب في لبنان.
هو الوحيد الذي يرفع له جمهوره الخاص لافتة كبيرة تحمل اسمه ورقمه (20)، وهو الوحيد الذي يهتفون له مراراً «موسى حجيج من ذهب وعلى... المنتخب». وقد يكون هو الوحيد الذي يدخّن علبتي سجائر يومياً، قبل اللعب وبعد اللعب وأمام الجميع. وقد يكون آخر صانعي الألعاب المخضرمين المميزين في كرة لبنان المتراجعة.
وهو بكل تأكيد الكابتن الأكثر تأثيراً في رفاقه في الملعب لعباً وشخصية. وربما كان الأوثق علاقة برئيس النجمة السابق محمد فنج من حيث مشاركته الآراء والتشاور في اختيار مدربين ولاعبين، وأحياناً في رسم تشكيلة الفريق.
هو يجمع كل هذه الصفات معاً، إذن لابتعاده أسباب ليست سهلة أو سطحية... المهم ما هي الحكاية؟ لماذا لم يلتحق بتمارين الفريق بعد وقف العدوان قبل شهر، هناك طلبات خاصة مقابل طلبات من ادارة النجمة، اولها: «ندعو جميع اللاعبين إلى المشاركة في التمارين اولاً وبعدها لكل حادث حديث» فكيف تلقّى موسى هذا الحديث؟
لماذا تتدخل يا أنا؟
وجدت نفسي أتدخل في الموضوع، على خطين يلتقيان، كإعلامي حالياً وكلاعب في النجمة سابقاً، وأيضاً لأنني أتفهم ما تعنيه «نهاية لاعب شجاع» يفترض أن لا تنتهي سلباً، لا فنيّاً ولا شخصياً، وخصوصاً مع لاعب عاش طفولته وتربّى عند جدته فتربّت معه شخصية عصامية تفجرت في مهارات الكرة، فكان واحداً من نجوم كرة لبنان خلال 20 عاماً.
ساعة مع الكابتن
للمرة الاولى جلست مع الكابتن موسى في لقاء خاص لأعرف ما عنده، ومع فنجان قهوة سادة وعدة سجائر له، أوضح موسى تقريباً كل شيء بصراحة وجرأة صادقة، فهو لا يخشى شيئاً أكثر من كرامته وسمعته وعائلته وخاتمته السعيدة، وكانت خلاصة الموقف كما يلي: أنا الآن في سن الـ32، قد ألعب موسماً أو موسمين بعد، وعليّ أن أحصّن الآن وضعي المادي وخصوصاً بعدما ضربت الحرب «محلي»، لذا طلبت من النادي الحصول على مبلغ والحفاظ على مرتبي الشهري، بعدما عرفت أنهم بصدد خفضه كثيراً، وهناك نواح أخرى تتمثل في وجود أشخاص في الجهاز النجماوي كانت لهم مواقف «مشبوهة» في بعض محطات الفريق، وكذلك مع روائح «مذهبية» أثّرت في بعض زملائي، اضافة الى كتابة تقارير تطاولني شخصياً، وهذا جعلني أتوقف جدياً أمام هؤلاء. وأضاف موسى «تلقيت عرضاً من ناد طموح يقدم لي مبلغاً ومهمة فنية وإدارية». هذا هو الموقف حتى الآن، ولا أزال أنتظر موقف النجمة.
ساعة مع الرئيس
وكانت ساعة لقاء مع رئيس النجمة المحامي محمد امين الداعوق، الذي ترتاح الى صدقيته ومنطقه، سألته عن وضع الكابتن موسى فقال: «موسى ليس لاعباً عادياً في النجمة، بل هو رمز لسنوات، لذا قدمنا له ما لم نقدمه لأي لاعب آخر، وعرضنا عليه أخيراً عقداً خاصاً مع مرتب محدد ومكافآت خاصة، ومنصباً فنياً في النجمة بعد اعتزاله، لكنه طلب «مبلغاً مقدّماً» عالياً ونحن حالياً في واقع مادي صعب، ثم طلب استغناءه، وأنا عاتب عليه لأنه لم يلتحق بالتمارين عندما دعونا الجميع، فيما التحق رفاقه، والقضايا الفنية بيد المدرب محمود قندوز، ولا يزال الملعب مفتوحاً لموسى».
وختم الرئيس الداعوق: «لنترك هذا الموضوع إلى الاجتماع المقبل يوم الاثنين». وكان هذا الكلام قبل ثلاثة اسابيع تقريباً.
وهكذا لا تزال المسألة معلّقة بين النجمة والكابتن موسى، الذي كان خلال مباراة النجمة وسيلانغور «الغائب الحاضر»، وكان فريقه وجمهوره يبحثان عن قائد... ولكل قائد ثمن.