مباراة النجمة وسيلانغور، قبل أيام، شهدت هتافات نافرة سياسية ــ طائفية ــ ونقدية تركت آثاراً مرفوضة وتساؤلات قابلها بيان من نادي النجمة برفض الفتنة ويفخر بانتمائه إلى عائلة «تيار المستقبل» السياسي، وبين هذا وذاك توالت أصداء متنوعة
شلة الشغب في ملاعب الكرة بدأت قبل عامين بأربعين ولداً...كيف تدخل إلى الملاعب وكيف تتحرك وكيف تجرؤ، وكيف تعالج ، وما هي صحة علاقة الأندية بالتيارات السياسية، وما هو دور الأندية والاتحاد ووزارة الشباب والرياضة والأنظمة؟ أسئلة هامة قبل افتتاح الموسم، وجهناها إلى شخصيات معنية بالوسط الرياضي وقطفنا هذه الباقة.
زيد خيامي: مدير عام وزارة الشباب والرياضة
«ما تابعناه من هتافات، مرفوض جملة وتفصيلاً، ففضلاً عن كونه تصرفاً يدعو إلى الاشمئزاز، فهو يضر بالجميع، وبالتالي سينعكس سلباً على كل الملاعب الرياضية، وربما على الشارع»، وعن الحلول رأى خيامي أنه « أولاً على الأندية توعية وتوجيه جماهيرها، وعلى الاتحاد أن ينسّق بين الأندية وروابط الجماهير والجهات السياسية المعنية، وعلى الوزارة مساندة جميع الأطراف بهدف تنقية الملاعب». ودعا خيامي اتحاد كرة القدم إلى اتخاذ إجراءات قاسية، تصل إلى حد إيقاف المباراة «المشكلة» وإخراج المشاغبين أو اعتقالهم، ثم استكمالها، وختم مؤكداً: «ندعو المسؤولين السياسيين لإدراك مدى انعكاس خطاباتهم على الواقع الرياضي بشكل عام والكروي خصوصاً».
عمر غندور: رئيس النجمة الأسبق
ما حصل غير مقبول بتاتاً، لا في الملاعب ولا خارجها، لأنه يؤدي إلى فتنة وهم يؤذون الطرفين الـ «مع والضد». هذا ناتج أولاً من الجو السائد في البلد سياسياً وطائفياً، وجميع الأطراف مسؤولون، ولكن المسؤولية المباشرة لضبط الوضع تقع على القوى الأمنية وحدها، إذ يمكنها القبض على أفراد «الشلة» ومعاقبتهم، وهم لايتعدون أصلاً الـ50 شخصاً.
وعن بيان الرد من إدارة النجمة قال الحاج عمر: أولاً لم تكن النجمة يوماً محسوبة على تيار سياسي، وحتى عندما كان الشهيد رفيق الحريري يمدنا بالمساعدات المشكورة لم يطلب مطلقاً أن نكون تابعين، ولا نحن أصلاً نرضى ذلك. أما إظهار تبعية النادي فهذا خطأ لا يجوز، لا رياضياً ولا قانونياً، وهذا ضد رخصة النادي أصلاً التي تنص فقط على الشأن الرياضي. وأضاف: «عندنا أندية تدعمها جهات كالعهد والمبرة، إلا أنها لا تصرح بتبعيتها وهي تدرك ذلك».
وختم غندور: «أخشى أن ينعكس البيان على شرائح من الجمهور فتأخذ مواقف سلبية من مراجع النجمة».
بهيج أبو حمزة، الأمين العام السابق
«في ظل أجواء غير رياضية، حكماً لن يكتمل الموسم، ونأمل ألا ينسحب الأمر على اللاعبين». وفي ما يتعلق بتحديد المسؤولية أشار أبو حمزة إلى أن «المشكلة أولاً أخلاقية ولا علاقة للاتحاد بما حصل، ويجب أن تؤدي إدارات الأندية دوراً بارزاً فيها، وخصوصاً لجهة إصدار البطاقة الفردية لمشجعيها، ويجب تحصين الرياضة بقرارات قاسية قبل أن ينهار صرحها». وعن الحلول أكد الشيخ بهيج: «لن أتابع أي مباراة في ظل أجواء كهذه ،والحل المرحلي يقتضي إقامة المباريات داخل ملاعب موصدة، علماً أن زمرة قليلة من جمهور النجمة هي التي خرجت عن النص».
عبدو سعد - باحث
يشهد لبنان انقسامات سياسية غير مسبوقة تنسحب على المرافق كافة، ومنها الرياضية فمجتمعنا لا يزال «أهلياً» ولم نتحول بعد إلى مجتمع «مدني» ولم نتمكن من بناء دولة، بل لدينا «سلطة» فقط. الهتافات التي وردت تذكي النعرات وهي مرفوضة، وللأسف ردة فعل النادي الكبير كانت في الاتجاه الخطأ، فإدانة ما حصل هو ضروري، ولكن أن تصنف الأندية نفسها في أماكن سياسية لا يساعد اللعبة ولا الرياضة عموماً. القوى السياسية هي التي يجب أن تتبع حركة جماهيرها الواعية لا العكس، ومن هنا تأتي استطلاعات الرأي. المشكلة أننا نعاني غياب المفهوم الحقيقي للرياضة. وفي الحلول رأى سعد أنه «على الأندية وروابطها أن تأخذ قرارات تنظيمية جادة بإشراف الاتحاد اللبناني لضبط الملاعب بكل قسوة، وإلا فإني أرى شخصياً وقف الدوري كله حالياً فمصلحة الوطن أعلى ولو على حساب الرياضة أحياناً».
وليد قمر الدين ــ رئيس نادي طرابلس
قمر الدين أسف لوصول الأجواء الرياضية إلى هذا المستوى، وعلى البعض أن يعلم أنه جاء ليشاهد مباراة رياضية. فالنجمة كان يلعب أمام فريق أجنبي وعلى الجميع أن يقف خلف الفريق ويشجعه فقط. وأشار قمر الدين إلى أن ما حصل يمكن أن يتكرر من قبل جمهور آخر وتصب هتافاته في مقلب آخر وهذا مرفوض أيضاً. وأضاف: «على الجميع التمسك بالأخلاق الرياضية والابتعاد عن التناحر، فكلنا نعيش في بلدٍ واحد والتعاون بيننا واجب. وحول المسؤوليات ومعالجة الأمور، أكد قمر الدين على عدم تحميل المسؤولية لشخص أو فئة أو مجموعة أو نادٍ، فالأندية لا تقدر على السيطرة على جماهيرها ومنع البعض من الدخول إلى المدرجات.
سيمون الدويهي ـ عضو في الاتحاد
« ماجرى ليس جديداً على واقعنا الرياضي، لكن البعض يريد أن يكبّر الموضوع لغايات غير رياضية، وأرى أن تنامي هذه الهتافات يعود لانعكاس الواقع السياسي على الرياضة، وعلى الأندية تقع المسؤولية الكبيرة في مراقبة ومواكبة أداء جماهيرها في المدرجات». ولم يشأ الدويهي التعليق على بيان نادي النجمة، لكنه لفتنا الى أن ما يحصل في ملاعبنا يحصل مثله مع جماهير ناديي الرانجرز والسلتيك في اسكوتلندا، وأشار إلى ما تشهده مباريات الحكمة والرياضي في كرة السلة. وختم: «سنطرح القضية هذه في جلستنا المقبلة».
المقدم علي حسونه
أن ضبط حالات الشغب من بعض الجمهور في الملاعب تتطلب تكليف عناصر أمنية «مختصة» للتعامل معهم، او زرع عناصر استقصاء بلباس مدني تحدد أفراد الشغب وتتابعهم وتسحبهم من البيوت لمعاقبتهم بشكل مناسب أو منعهم من الدخول، ولا يفضل ملاحقة هؤلاء وقمعهم بشكل ظاهر في الملعب حتى لايؤثر ذلك سلبيا على باقي الجمهور. ويمكن استخدام كاميرات تصوير في الملعب لتحديد هؤلاء الافراد. وفي حالات اخرى يمكن استخدام الكلاب البوليسية. وعلينا ان نتنبه الى ان بعض الاولاد يجدون الملعب مكانا للتعبير عن مكنوناتهم وهذا يستدعي التعامل بطريقة مناسبة وأكرر من قبل عناصر مختصة، الى ان نصل الى ما نلاحظه في ملاعب انكلترا مثلا حيث الجمهور على تماس مباشر مع الملعب ومن دون شباك فاصلة.
(الأخبار)