شربل كريّم
لطالما اشتهرت المانيا بصناعاتها الفريدة والعالية الجودة في المجال الاقتصادي، كما عرف انها بلاد الافكار والتفوّق في المجالات الاخرى. لكن من الناحية الرياضية وفي لعبة كرة القدم بالتحديد، التصقت بالالمان صفة “الروح القتالية” وعدم الاستسلام طوال الدقائق التسعين بعدما قلبوا التوقعات في مناسبات عدة، وآخرها اسقاط بايرن ميونيخ لإنتر ميلان في دوري الابطال الاوروبي.
كان لا بدّ من التوقف عند محطة الفوز اللافت للبافاريين دون سواه، رغم الانتصارات البارزة لريال مدريد وليون وارسنال، اذ إن انتصار الالمان حمل ابعاداً مختلفة الزوايا قد تبدّل التطلعات التي وضعها البايرن لنفسه عند انطلاق الموسم وتغيّر معالم ترشيحات النقاد. والمقصود هنا، أن الفريق البافاري كان يخرج خائباً في كل مرّة زار فيها ايطاليا في الاعوام الـ18 الاخيرة رغم انه كان مرشحاً دائماً لتحقيق الافضل على عكس ما اعتُبرَ وما فعله اول من امس. اما البعد الثاني فهو استسلام مدربه فيليكس ماغات حتى قبل انطلاق البطولة، مجاهراً بأن فريقه يجب ان يكون سعيداً إذا بلغ الدور الثاني للمسابقة الاوروبية الأم، بالإضافة الى اسقاط مديره اولي هونيس الاحتمالات الضئيلة للعودة بالنقاط الثلاث من الملعب الذي شهد تتويج البايرن باللقب القاري للمرة الاخيرة عام 2001. وإذ قلب رجال ماغات الطاولة مطيحين حسابات مدربهم، فإن المهاجم الشاب لوكاس بودولسكي، اكمل المهمة بتسجيله الهدف الثاني بعدما ألزم الجلوس على مقاعد البدلاء لعدم اصابته الشباك الا مرة وحيدة منذ وصوله الى البايرن من كولن، فيما اكد “بولدي” انه سيستعيد شهيته التهديفية في اول مناسبة، فكان عند وعده.
وحمل البعد الاخير رواسب المونديال، اذ لم يُخفِ الدوليون الالمان سعادتهم بقهر ماركو ماتيراتزي وفابيو غروسو اللذين ساهما بفاعلية في الفوز الايطالي “القاتل” على المانيا في الدور نصف النهائي، ليدفع البايرن الإنتر، المدجج بالنجوم، الى دوامة أزمة مرتقبة، ويحتل مكانه في دائرة الضوء التي لا يقتحم عرينها الا من امتثل الى المقولة الشهيرة “الكرة تعطي من يعطيها”، وهذا ما ترجمه البافاريون ليلة الاربعاء الماضي.