علي صفا
... الخطف والقتل والتدمير والاغتيال لايكفي، بل حبس الأنفاس أيضاً وخنق النشاط الحياتي. هكذا تبدو شعارات الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية وأهلها. ليس جديداً هذا العنوان، لكنه يحمل جديداً بين يوم وآخر.
أهداف الاحتلال لا تقتصر على جوانب الأمن ومحاربة “الارهاب المزعوم” بل تستهدف مناحي الحياة ذاتها، ومنها ميادين الرياضة وهي شبابيك الهواء وفسحة الترفيه بين الحصار والحصار. ومن آخر فصول الاحتلال والخنق الرياضي إقدام السلطات الاسرائيلية على منع أربعة مدربين برازيليين من الدخول الى غزة لتدريب لاعبي أندية محافظات الوسطى، بدعوة من جمعيتي الكتاب المقدس والشهيد محمد الدرة، وأقفل عليهم الاحتلال معبر رفح، المنفذ الوحيد لأهلها على العالموقد طالب مسؤولون رياضيون فلسطينيون الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بالتدخل ومخاطبة الاتحاد الدولي للعبة “الفيفا” للعمل على وقف هذا الحصار الخارج على كل القوانين الرياضية والانسانية .
وكان من المقرر أن يشرف أولئك المدربون البرازيليون على اختيار مجموعات من اللاعبين الناشئين من أندية محافظة الوسطى (14 نادياً) وتدريبهم في إطار برنامج لتطوير المهارات الفنية والبدنية والخططية في لعبة كرة القدم، وهم كانوا لاعبين في أندية برازيلية متقدمة.
وكانت سلطات الاحتلال الصهيوني قد بدأت مسلسل حصارها واعتداءاتها على الميادين الرياضية الفلسطينية منذ أول اجتياحاتها، وقد استهدفت خلال الأسابيع الأخيرة نادي الشمس وملعب فلسطين وملعب الجامعة الاسلامية، ودمرت دباباته أيضاً نادي أهلي بيت حانون كما حولت ملعب الشوكة رفح الى ثكنة عسكرية تنطلق منها لارتكاب الجرائم بحق أبناء المحافظة. وتعدّ الملاعب والنشاطات الرياضية متنفّسا لأهل المناطق الفلسطينية في زمن الحصار. وحول هذا ترتفع الأصوات من الداخل في كل مرة، داعية الدوائر المعنية في المجالات الآسيوية والأولمبية والدولية لرفع هذا الظلم وكسر حالة الحصار الصهيوني، بل وفرض قوانين العقوبات على هذه السلطات الجائرة.
نهج الاحتلال الصهيوني بات مكشوفاً منذ سنوات، ليس بالحصار والتدمير فقط بل حتى بإخفاء مجرد الظهور في المحافل العالمية وبأشكال مختلفة، كما حصل خلال الألعاب الأولمبية في سيدني عام 2000 حين حاولوا منع الوفد الفلسطيني من المشاركة في عرض الافتتاح خلف العلم الفلسطيني، وكأنهم يريدون القول هناك أناس بلا هوية ولا كيان ولا استقلالية ولا... حياة، ولكن الإرادة الفلسطينية نجحت.