strong>خاض منتخب لبنان لكرة السلة مباراته الأخيرة الحاسمة، أمس، في بطولة العالم الـ15 لكرة السلة أمام «منتخب النمور» النيجيري، الذي خطف بطاقة التأهل الى دورالثمانية مستغلاً إرهاق لاعبي لبنان من لقائهم بالمنتخب الفرنسي.
آسيا عبد الله

تعود بعثة المنتخب الوطني لكرة السلة ، مساء غد، الى لبنان متوّجة بحضور ناصع في مونديال اليابان قوامه فوزان وثلاث خسائر، أصعبها الأخيرة أمام المنتخب النيجيري. ومع أن الأمنية لم تكتمل بالفوز ببطاقة التأهل إلا أن الواقعية الرياضية تفرض علينا الاعتراف بتفوق لاعبي نيجيريا وهذا لاينقص شيئاً من واجب التقدير والاحترام لنجومنا الذين رسموا للوطن صورة رياضية بيضاء بين ظلال الحرب السوداء.
نزل منتخبا لبنان ونيجيريا وفي جعبة كل منهما فوزان، وكلاهما يتطلع فقط الى الفوز الذي يمنح التأهل الثمين. جاءت المباراة الحاسمة، صباح أمس، لصالح النيجيرين لعباً ونتيجة منذ الدقيقة الأولى حيث بدا واضحاً تفوّق النمور لياقة وتهديفاً كون معظم لاعبيه يتدربون في الجامعات الأميركية التي تخرّج المهارات السلوية العالية، ومما ساعد أيضاً معرفة بعض لاعبيه لأسلوب لاعبي لبنان من خلال احترافهم في أندية لبنانية، من هنا تقدمت الواقعية على الأحلام فأنهى نمور نيجيريا المباراة بفوزهم 95 ـــ 72 وتأهلوا للدور الثمن النهائي للمرة الأولى من مشاركتهم الثانية في بطولة العالم.
وحلّ روني فهد هدّافاً للمباراة بـ25 نقطة، وجو فوغل بـ16، وبراين بشارة بـ10 نقاط. وسجّل رجال لبنان تقدماً في الربع الثالث فسجلوا 25 نقطة مقابل 23 للنيجيريين، وجاءت نتيجة الأرباع كالآتي: (17 ـــ 25، 33 ـــ 47، 58 ـــ 70، 72 ـــ 95). وكانت نسبة التهديف الثلاثي عند اللبنانيين 28% مقابل 40% عند النيجيريين.
كلزي: ولكن لم ننجحوعن اللقاء الأخير قال إداري البعثة جورج كلزي «أردنا هذا الفوز واستعددنا للقاء الأفارقة لكننا لم ننجح». أضاف «معظم لاعبيهم يلعبون في جامعات أميركا، كان اللقاء صعباً كونهم تحضّروا لنا بشكل ممتاز»، و بشأن اللاعبين اللبنانيين قال« كان عامل الحماسة لدينا أكبر بكثير ممّا يجب، على عكس عامل التركيز، ما دفعهم الى الفوز علينا»، وعن المشاركة ككلّ ختم «أعتقد بأننا قمنا بواجبنا في اليابان ومشاركتنا سجّلت نقطة تاريخيّة في مسيرتنا السلّوية».
سركيس: الإيقاع والدفاع
وتعقيباً على المباراة جاء رأي المدرب الوطني غسان سركيس بعيداً عن العاطفة وركّز على الفنيّات فقال «لا شكّ أن اللاعبين قاموا بجهد كبير وأحرزوا إنجازاً على الفنزويليين والفرنسيين، لكننا منذ البداية لم نشهد إيقاعاً مضبوطاً للمنتخب». أضاف «ليس ممكناً أن يخسر لاعبون يتمتّعون بهذا المخزون وبهذا المستوى أمام النيجيريين، لا يمكننا التغاضي عن الأخطاء الفنية» مشيراً الى الخطأ في التسديد الثلاثي عند اللاعبين اللبنانيين والذي انتقده المحللون الرياضيون الأجانب أيضاً، وتابع «اختاروا أن يلعبوا الكرات الصعبة ولم يعتمدوا على اللعب الجماعي» وأشار سركيس الى أن الأنانية الموجودة عند أي لاعب من شأنها أن تؤثر سلباً على مجريات المباراة وقال «على المدرّب إجبار اللاعب على تمرير الكرة واللعب مع فريقه». ولم يمرّ سركيس مرور الكرام على غياب المدرب بول كوفتر عن اللقاءين الأخيرين، بل حمّل الاتحاد المسؤولية الكاملة قائلاً «وقعوا في هذه المشكلة عام 2002 وهم يكرّرون الفعلة، ويتسبّبون في عدم استقرار الجهاز الفني»، وعن دفاع المنتخب اللبناني قال سركيس «كان التفكّك واضحاً منذ البداية باستثناء لقاء فرنسا حين نجح دفاع المنطقة»، وقارن المدرب الوطني دفاعنا بدفاع القطريين «رغم أنهم لم يفوزوا في أي مباراة لكنّ أداءهم الدفاعي كان متماسكاً»، وختم سركيس مهنّئاً رجال لبنان «رغم ملاحظاتي الفنية الواقعية، لا يمكنني سوى أن أفتخر كباقي الشعب اللبناني بمنتخبنا الذي شارك رغم صعوبة ظروف الحرب».
قانصوه ومامو: وسام للبنان
وحول تقويم مشاركة المنتخب اللبناني قال جاسم قانصوه، مدير المنتخبات اللبنانية لكرة السلة، «بدأ هذا المشروع منذ زمن، فتأهّلنا الى آسيا، بعد ذلك الى بطولة العالم 2002، ومنذ ذلك الوقت استطعنا الحفاظ على التجانس الكيميائي بين لاعبينا، الذي استمرّ معنا في أصعب الظروف، وبعد إنجاز قطر لعبنا الموسم اللبناني وأنهينا البطولة بأمان ثمّ أتت بطولة غرب آسيا (وصل) وانتهت، وجاءت الحرب ومع ذلك كان الاتحاد اللبناني لكرة السلة هو الوحيد الذي أخذ قراراً بالمشاركة العالمية بالمنتخبين الأول في اليابان والناشئين في الصين». تابع قانصوه «معسكرات عدة خاضها رجال لبنان في الظروف الصعبة فتغلّبوا على فنزويلا وكندا في الـ(بوس كاب) رغم التحضيرات البسيطة» ويخصّ بطولة العالم قائلاً « المهمّ أننا حقّقنا فوزين ثمينين وهذا وسام للبنان ولكرة السلة اللبنانية».
من جهته أشاد جان مامو، مدير المنتخب اللبناني في إنديانا بوليس، برجال لبنان وتحسُّن مستواهم، وأشار الى غياب المدرّب كوفتر قائلاً «الكل يعرف أنه ليس مريضاً، المشكلة في 2002 و2006 هي في الجهازين الفني والإداري، ففي إنديانا بوليس تغيّر المدرب أثناء خوضنا البطولة وها هو التاريخ يعيد نفسه بحلول قصي حاتم مكان كوفتر» وفضّل مامو أن يكون مدرّب المنتخب لبنانياً، وقارن بين تحضيرات المنتخب قبل إنديانا بوليس 2002 واليابان هذا العام فقال « لم يتحضّروا كما يجب بسبب الظروف الصعبة التي مرّت على البلاد، ومع ذلك قدّموا مستوى جيداً، أما نحن فخضنا يومئذٍ معسكراً تدريبياً ممتازاً قبل شهرين من بدء البطولة»، وهنّأ مامو اللاعبين جميعاً.
وهكذا يُختتم مشوار منتخب لبنان العالمي، محققاً عصافيرعدة: فوزين على فرنسا وفنزويلا وتأكيداً على أن سلة لبنان ليست فارغة كغيرها إضافة الى سلة من الفرح على شعبنا في الزمن الصعب. وتنطلق مسيرة ناشئينا في نهائيات بطولة الأمم الآسيوية التي تستضيفها مدينة اورومكي الصينية من أول أيلول حتى التاسع منه، بقيادة المدرب بول كوفتر.