فات بعض المسؤولين في الاتحاد اللبناني لكرة السلة أنّ واجهة اللعبة هي المنتخب، فنسي بعضهم وتجاهل البعض الآخر كل تصوّر وُضع أمامهم بخصوص المنتخب واستحقاقاته المقبلة، ونسوا أو تجاهلوا الأخذ في الاعتبار الاستحقاق الإقليمي المتمثل ببطولة غرب آسيا المقررة في الأردن أواخر الشهر الحالي، التي تحمل المشاركة فيها أهمية على مستويات مختلفة.طوال الأسابيع الأخيرة، شُغل الرأي العام السلوي بالسؤال عن وضع المنتخب وإمكانية حضوره في بطولة غرب آسيا، وخصوصاً أن منتخبنا فُقد عن الساحة منذ كأس آسيا الماضية، حيث لم تُقوَّم النتائج أو يُوضَع أي إطار للعمل وفق رؤية مستقبلية بحسب كلام صدر أخيراً عن نائب رئيس الاتحاد المعتكف نادر بسمة.
سيُغرَّم لبنان بـ 50 الف دولار إن لم يشارك في غرب آسيا

المنتخب اليوم هو ضحية بطولةٍ يرى بعض الاتحاديين أنها أهم من المصلحة الوطنية. بطولةٌ أعدم برنامجُها المنتخبَ ومنع ولادته، لا بل إن لاعبيه لم يجرِ الاتصال بهم لوضعهم في أجواء غرب آسيا إلا قبل يومين، وهم الذين جاهر بعضهم علناً في مقابلاتٍ عبر برنامج تلفزيوني بأنهم لم يعلموا بغرب آسيا ولم يفاتحهم أحد في هذا الموضوع، وعلى رأسهم نجم هومنتمن أحمد إبراهيم الذي ردّ على سؤال لمراسلٍ عن المشاركة في البطولة من عدمها بالقول: "لقد علمت منك الآن بأن هناك مشاركة في بطولة غرب آسيا، إذ لم يبلغني أي أحد بهذا الأمر سابقاً".
وفي ظل كل هذا الضياع والتفتيش عن المنتخب، كان هناك أشخاص يحاولون دفع العجلة بالاتجاه الصحيح، ومنهم عضو الاتحاد رامي فواز، الذي قدّم سابقاً نيابةً عن لجنة المنتخبات تصوّراً لاستراتيجية أساسية لإعداد المنتخب لغرب آسيا، ولتفريغ الوقت لتحضيره من خلال إصدار روزنامة أكثر دقةً تُبعد التضارب بين نهائيات البطولة المحلية والاستحقاق في الأردن.
لكن اللافت أن شيئاً لم يحصل، بل إن طلبات غريبة أحدها كان إلى لجنة المنتخبات لتسمية اللاعبين الـ 24 لإرسال اللائحة الأولية إلى اتحاد غرب آسيا، رغم أن هذا الأمر ليس من اختصاصها. أضف إلى تخطي صلاحيات عبر مفاتحة مدربين معيّنين لتوليهم سدة تدريب المنتخب، حيث لم يقرّ الاتحاد اسم أي مدرب حتى الآن، رغم أن المنتخب على بُعد أقل من 20 يوماً على انطلاق البطولة، التي لا شك في أنها تحمل أهمية، لأنها سيتأهل منها منتخبان إلى جانب إيران المضيفة إلى كأس التحدي الآسيوي المقررة في إيران في منتصف أيلول المقبل، علماً أن جدية المنتخبات المشاركة تبدو واضحة، والدليل أن الإيراني سيحضر في الصف الأول، بحسب مصدر في اتحاد غرب آسيا.
المصدر نفسه كشف لـ "الأخبار" أن غرامة بقيمة 50 ألف دولار ستطاول الاتحاد اللبناني في حال اعتذاره عن عدم المشاركة، ما سيضيف مشاكل أخرى إلى لبنان على الساحة الدولية، وهو الموقوف أصلاً لمدة سنتين عن استضافة أي بطولة بسبب الخطأ الإداري الجسيم في تسجيل اللاعب هايك غيوقجيان خارجياً.
كذلك، أفاد المصدر نفسه بأن اتحاد غرب آسيا سيمنح لبنان 4 إلى 5 أيام لإفادته بلائحة اللاعبين الـ 12 الذين سيدافعون عن ألوان "منتخب الارز" في البطولة، وهو الذي سبق أن أجّل انطلاق هذه البطولة 5 أيام ليُمنَح الاتحاد اللبناني مجالاً أكبر لكي ينهي بطولته.
لكن من سيسمي اللاعبين والمجنّس (قد يكون الخيار بين نورفيل بيل وتود أوبراين وويندل لويس)، والاتحاد لم يجتمع على اسم مدربٍ؟ سؤال عريض يترافق مع كلامٍ واسع عن البوسني ألان أباز مدرب المتحد طرابلس والصربي ميودراغ بيريسيتش مدرب التضامن الزوق لتولي المهمة. ورغم إشارة البعض إلى ارتفاع أسهم الأخير بالنظر إلى تفرغه حالياً، فإن هذه النظرية تسقط لأن المنتخب اللبناني قد لا يخوض أي حصة تدريبية قبل سفره إلى الأردن بالنظر إلى أن البطولة لا تزال مستمرة بحسب الجدول الموضوع، ما يعدّ سوء إدارة واضحة سيتحمل نتائجه اللاحقة الاتحاد قبل أي أحدٍ آخر، وخصوصاً أنه رضخ مرات عدة لتدخلات خارجية بخصوص جدولة المباريات تصب في المصلحة الخاصة للبعض دونها المصلحة العامة.




البطولة على تلفزيون لبنان

حصل تلفزيون لبنان على حقوق نقل مباريات بطولة غرب آسيا، حيث ستُنقل كل مباريات منتخب لبنان مباشرة وحصرياً عبر شاشة الوطن.
وجرى صباح امس التوقيع الرسمي على عقد الاتفاق بين تلفزيون لبنان ممثلاً برئيس مجلس ادارته المدير العام الدكتور طلال المقدسي، واتحاد غرب آسيا ممثلاً بالأمين العام جان تابت.
وكان تلفزيون لبنان قد نشط على كافة المستويات السلوية عبر نقل بطولات عدة منذ الصيف الماضي ترتبط بالاندية والجامعات وحتى المدارس.