مباراة دراماتيكية كجميع تلك المباريات الحاسمة في مسابقة "يوروبا ليغ" لكرة القدم بين ليفربول الإنكليزي وإشبيلية الإسباني، حيث تغلب أبناء الأندلس على "الحمر" 3-1، وتُوِّجوا بالبطولة ليسطِّروا هيمنتهم عليها، ويحفروا اسمهم من جديد على الكأس، وفي التاريخ، برفعهم لها للموسم الثالث توالياً، ليكرِّسوا السيطرة الإسبانية على الكرة الأوروبية هذا الموسم، ويضعوا إسبانيا وحيدةً على عرش أكثر البلدان إحرازاً للقب هذه المسابقة بمسماها السابق والحديث برصيد 10 ألقاب، وبفارق لقبٍ عن إيطاليا.
إشبيلية، بعد إنهائه الموسم سابعاً في الدوري الإسباني متأخراً بفارق 39 نقطة عن برشلونة البطل، حمل معه هدفاً مزدوجاً إلى النهائي، وهو تحقيق إنجازٍ تاريخي، وحجز بطاقةٍ مؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.
ليفربول كان يعلم قوة خصمه، فحرص على احترامه، ففعلها في الشوط الأول ليسيطر بشكلٍ كبير، فلم يظهر الفريق الأندلسي إلا في مشاهد قليلة جداً، بعدما سيطر رجال المدرب الألماني يورغن كلوب على وسط الملعب، وأغلقوا المنافذ على مفاتيح لعب إشبيلية.
من جهة المدرب أوناي إمري، كانت التشكيلة متوقعة، وبناءً عليه، لم يقدّم أي لاعب مستوى جيداً. والمفاجئ هو غياب اللاعبين عن مستواهم في المباريات السابقة من البطولة، وهو ما ساعد كلوب على قراءة إشبيلية فطبق الضغط العالي معتمداً على دانيال ستاريدج وحيداً في المقدمة، وخلفه ثنائي نشيط في خط الوسط - المدافع متمثل بالألماني ايمري كان والكابتن جيمس ميلنر.
ومع ظهور إشبيلية ضعيفاً أمام هجمات رجال كلوب ومرتداتهم، فضلاً عن استغلالهم للأخطاء في خطي الدفاعي والوسط، أشعل ستاريدج الملعب في الدقيقة 35 عندما كشف مجدداً عن حاسته التهديفية، إذ تسلّم كرة من البرازيلي كوتينيو على حدود المنطقة، فهيأها لنفسه وسددها من خارج قدمه اليسرى بحرفنة، لتسكن الزاوية اليسرى لمرمى الحارس دافيد سوريا.
انتهى هذا الشوط على هذه النتيجة وسط استسلام إشبيلية، وضغط ليفربول الذي نجح في التسجيل، لكن الحكم ألغى هدف الكرواتي ديان لوفرين بداعي التسلل في الدقيقة 39.
وفي الشوط الثاني، عاد اشبيلية سريعاً وتحديداً في الدقيقة الأولى منه بإصرار على التسجيل واندفاع قوي، إذ بعد 18 ثانية فقط، سجل الفرنسي كيفن غاميرو هدف التعادل، لتنقلب الأمور رأساً على عقب. وعكس الشوط الأول، سيطر إشبيلية واختفى ليفربول، ما زاد توتر "الحمر". وفي ظل أفضلية الإسبان، وضغطهم القوي، ترجموا أفضليتهم هدفاً ثانياً عبر الكابتن كوكي في الدقيقة 64.
وجوم سيطر على وجوه جماهير الـ "ريدز"، لتنخفض أصواتهم، وصدمة على وجوههم التي احمرت من غضبهم كألوان قمصان لاعبيهم.
الهدف الثالث جاء سريعاً أيضاً بعد 6 دقائق على الثاني، ودائماً بواسطة كوكي إثر تسديدة من داخل المنطقة ارتدت من يد الحارس البلجيكي سيمون مينيوليه، بعد خطأ قاتل من دفاع ليفربول.
تبديلات كلوب لتدارك الأمور، بدفع البلجيكيين ديفوك أوريجي وكريستيان بينتيكي والويلزي جو ألن لم تنفع، بل ظل كابوس المباريات النهائية ملاحقه، إذ خسر بهذه المباراة النهائي الخامس له، والثاني أوروبياً بعدما هُزم في نهائي دوري الأبطال أمام بايرن ميونيخ عام 2013.
في النهاية، استحق اشبيلية اللقب، لتستمر سيطرة الإسبان وهيمنتهم على أوروبا، بانتظار نتيجة نهائي دوري أبطال أوروبا بين قطبي مدريد ريال وجاره أتلتيكو في 28 الحالي.