انتهت بطولة لبنان لكرة السلة للرجال بأسوأ سيناريو مع تتويج الرياضي في المكاتب وليس على أرض الملعب، فتحوّل مقر الاتحاد اللبناني لكرة السلة منصة للتتويج وأصبح الرياضي بطلاً للبنان بقرار اتحادي بدلاً من الصفارة الأخيرة لحكام المباراة.تفوّقت بطولة السيدات "المظلومة" على بطولة الرجال التي انتهت على "جثة" منتخب لبنان الجريح في بطولة غرب آسيا في الأردن، ليختتم موسماً سلّوياً كان من الممكن أن يكون الأفضل منذ سنوات طويلة لو عرف القيّمون على اللعبة كيف يوالفون بين البطولة المحلية والاستحقاق الآسيوي.
ليلة الجمعة حصلت "الوفاة" حين عُلّقت المباراة السادسة بين الرياضي والحكمة ضمن سلسلة النهائي الأروع، وكان "الدفن" يوم السبت حين أصدر الاتحاد قراراً بتخسير الحكمة 20 - 0 وتتويج الرياضي.
هذا لا ينتقص من أحقية الرياضي في إحراز اللقب، فهو الفريق الأفضل في البطولة والأكثر تنظيماً واستقراراً. كذلك فإن ما حصل في غزير ليلة الجمعة ومن ثم خسارة الحكمة لا ينتقص من الإنجاز الذي حققه "الأخضر". فهو وصل الى النهائي بعد موسم معاناة طويل وضياع إداري، وبعد أن تراجع خلال الموسم المنتظم الى المركز السابع. لكن إدارته الجديدة وجهازه الفني ولاعبيه نجحوا في التغلب على صعابهم وقدموا سلسلتي نصف نهائي ونهائي ستبقى محفورة في سجل النادي رغم عدم تتويجهم باللقب.
المهم أن الموسم انتهى يوم السبت، حين عقدت اللجنة الادارية للاتحاد جلسة استثنائية، وبعد مناقشة ما حصل والاستماع الى آراء الجميع تبيّن ما يأتي:
"في الوقائع:
1. قبل بداية المباراة، كانت هناك أجواء تحضيرية ومناخ مهيّأ من خلال سيل الشتائم والأعلام السياسية والهتافات التي طالت رموزاً سياسية وعبوات المياه التي انهالت على الملعب وشعار "لا أحد يفوز على أرض الملعب في غزير" والهجوم على مقاعد الاهل في منصة الرياضي، وكذلك حركات قام بها جمهور الرياضي باتجاه جمهور الحكمة، إضافة الى الحملة الإعلامية الموجهة لتعزيز هذه الأجواء التحريضية.
2. أمام الاحداث التي أدت الى استحالة متابعة المباراة، حاول رئيس وأعضاء الاتحاد بمساعٍ حثيثة لأجل متابعة المباراة أياً تكن الأسباب؛ فرئيس نادي الحكمة مارون غالب أصرّ على عدم إخراج الجمهور لاستكمال المباراة مقابل موقف من النادي الرياضي برغبته متابعة المباراة بشرط إخراج الجمهور واستطراداً تحميل المسؤولية للاتحاد في حماية المباراة وسلامة اللاعبين. وفي النهاية، أعلن رئيس نادي الحكمة مباشرة عبر شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، والى جانبه رئيس وأعضاء الاتحاد، رفضه المطلق إخراج الجمهور، وأكده أكثر من مرة.
3. قام الاتحاد بجهود حثيثة، وبتعاون من الناديين، خاصة الاب جان بول أبو غزالة الذي يمثل وجهاً كنسياً وتربوياً وحضارياً ولا يقبل إطلاقاً بما جرى.
4. بعد مرور أكثر من ساعة والقوى الأمنية تسعى جاهدة لضبط الوضع والتحريض التشهيري الذي مورس على أحد الحكام عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي باتهامه بطريقة مدبرة، ما خلق جواً غير مقبول لدى الحكام، إضافة الى عدم خروج الجمهور وعدم قدرة إدارته على ضبطه.
5. تجاه هذا الوضع من أعمال شغب طالت بعض أعضاء الاتحاد وبعض الجمهور، وامتلاء أرض الملعب بالعديد من العبوات وغيرها من الأجواء المتشنجة، كان لا بد من اتخاذ الموقف والقرار السليم.
انطلاقاً من هذه الوقائع والمعطيات التي كانت مفتوحة أمام أعين اللبنانيين، وحرص الاتحاد على إنقاذ اللعبة من موقع استخدام التعقل والتبصر، البعيد عن قرارات الضعف أو ردات الفعل تقرر ما يلي:
أولاً: توجيه كلمة شكر وثناء لقوى الامن الداخلي بشخص المدير العام اللواء إبراهيم بصبوص وقائد منطقة جبل لبنان العميد جهاد حويك لحضوره شخصياً وللسهر الدائم والمتواصل، والحضور اللافت لقائد سرية جونية العقيد جوني داغر مشكوراً.
ثانياً: إن ما طال بعض الحكام اللبنانيين من إساءة وتشهير يظهر عدم الجدية والموضوعية، وإن الحكم المقصود بالذات هو مثال الكفاءة المهنية والشفافية، وإن التعرض لأي حكم هو تعرض للاتحاد، خصوصاً أن التشهير من قبل أمين سر نادي الحكمة وتوجيه الاتهام المباشر، انعكسا سلباً على الطاقم التحكيمي.
ثالثاً: بعد دراسة كافة هذه الوقائع والمعطيات، واستناداً الى الحيثيات الواردة، قررت اللجنة الإدارية بالإجماع ما يلي:
تغريم نائب رئيس النادي الرياضي تمام الجارودي 60 وحدة سنداً لأحكام المادة 148 من النظام العام بسبب الشتائم والتشهير، ومضاعفتها كون المباراة منقولة مباشرة على الهواء.
تغريم النادي الرياضي 20 وحدة سنداً لأحكام المادة 148 من النظام العام بسبب حركات الايدي التي قام بها أحد إدارييه، ومضاعفتها كون المباراة منقولة مباشرة على الهواء.
تخسير نادي الحكمة المباراة سنداً لأحكام المادة 150 من النظام العام (0-20) وذلك بسبب تعطيل جمهوره للمباراة وتغريمه 250 وحدة ومضاعفتها كون المباراة منقولة مباشرة على الهواء.
وبعد جلسة الاتحاد التتويجية للرياضي، كان هناك تتويج آخر، لكن هذه المرة على أرض الملعب، حين أحرزت سيدات فريق هومنتمن أنطلياس لقب البطولة بعد تقدمهن على سيدات الرياضي 3 - 1 في مجموع مباريات الدور النهائي، بفوزهن 61 - 54 (11 - 10، 23 - 18، 40 - 36، 61 - 54)، على ملعب مزهر أمام حشد جماهيري كبير. وهو اللقب الأول لهومنتمن أنطلياس في بطولة لبنان للسيدات، بعدما كان احتل المركز الثاني لسنوات طويلة خلف الانترانيك والرياضي بيروت.