رفض فريق النجمة أن يخرج من الموسم الكروي خالي الوفاض، فنجح في احراز لقب كأس لبنان بعد فوزه على غريمه العهد 5 - 4 بركلات الترجيح، بعد أن تعادل الفريقان سلباً في الوقتين الأصلي والإضافي على ملعب برج حمود. مباراة جاءت نسخة عن تلك التي جمعت الفريقين قبل شهر على الملعب عينه في إياب الدوري، لكن الآية كانت مقلوبة هذه المرة، فخرج النجماويون فرحين، في حين خاب أمل العهداويين في اعتلاء منصة التتويج.مباراة حملت عنوان العرس الكروي بكل ما للكلمة من معنى بحضور جماهيريٍ رائع، خصوصاً من الجانب النجماوي الذي ملأ المدرجات الشرقية بالكامل، في حين كرر جمهور العهد حضوره القوي على ملعب برج حمود وملأ مدرجات الجهة اليسرى للمنصة. لكن ما حصل في نهاية المباراة أفسد هذه اللوحة الجميلة، رغم أن الأمور بقيت مضبوطة ولم تحصل مواجهات مباشرة.
حقق النجمة لقب الكأس بعد أن خسره الموسم الماضي أمام طرابلس

النجماويون كانوا في أمسّ الحاجة للفوز باللقب لإنقاذ الموسم من جهة، وتقديمه هدية لـ"وسام النجمة وذاكرته" الراحل وسام بليق. فكان المشهد مؤثراً جداً بعد نهاية المباراة مع صورة كبيرة لوسام في وسط الملعب ترافقها دموع رفيقه بهيج قبيسي الذي حمل كعربون وفاء من النادي الذي أحبه بليق حدّ الجنون. جمهور النجمة ولاعبوه ومن خلفهم إدارتهم احتفلوا طويلاً بالفوز، فكانت فرحة أمين سر النادي سعد الدين عيتاني تحديداً لا توصف، وهو وعد بتفجير فضيحة اليوم مكرراً هذا الوعد مرتين.
العهداويون من جهتهم صدموا لهذه الخيبة الكبيرة مع نهاية الموسم، خصوصاً أن فريقهم أثبت أنه ليس فريق المناسبات الكبيرة. فهو سقط في الاستحقاق الأهم في الدوري أمام الصفاء، وكاد يسقط في نصف نهائي الكأس أمام الأنصار، قبل أن تكون الصدمة بخسارة الكأس ومِمَن؟ من النجمة الغريم التقليدي الذي ثأر لإقصائه من الدوري اللبناني هذا الموسم. وخسارة العهد من جهة وفوز النجمة بالكأس من جهة أخرى، يعنيان أن مشاركة بطل لبنان السابق في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي الموسم المقبل أصبحت مهددة في حال لم يحرز اللقب القاري هذا الموسم. فالصفاء والنجمة هما من سيمثّلان لبنان الموسم المقبل، وبالتالي فإن خيبة العهد قد تكون أكبر في حال لم يصعد على منصة التتويج الآسيوية.
على الصعيد الفني، لم ترتقِ المباراة الى المستوى الشيّق نتيجة الضغط العصبي، فكان الشوط الأول عهداوياً، في حين مالت الكفة لصالح النجماويين في الأشواط الباقية، وكان واضحاً رغبتهم في جرّ خصمهم الى ركلات الترجيح، ونجحوا في ذلك.
وتأثر العهد بغياب حسين دقيق، ليس فقط بسبب دوره الأساسي دفاعياً وهجومياً، ولكن لاضطرار المدرب الألماني روبرت جاسبرت إلى إشراك أحمد زريق مكانه في الجهة الدفاعية اليسرى، فخسره في العمق الهجومي.
كذلك فإن العهد خسر لاعبه السنغالي محمدو درامي الذي طرد في الوقت الاضافي الثاني، وبالتالي غاب عن ركلات الترجيح.
أما النجمة فقد استطاع تخطّي غياب لاعب ارتكازه محمد شمص لوفاة والدته، ومحمد جعفر لأسباب مسلكية، والسوري صلاح شحرور للإصابة.
ونتيجة الشد العصبي، لم ينجح الفريقان في هزّ الشباك، فاحتكما الى ركلات الترجيح التي ابتسمت للنجمة، وخصوصاً اللاعب الناشئ يوسف جمال الحاج (19 عاماً) الذي سجّل ركلة الترجيح ما قبل الأخيرة وبطريقة رائعة، رغم الضغط العصبي. لكن "الترجيح" خذل العهد، وتحديداً لاعبه حسين حيدر الذي أهدر ركلة تصدّى لها الحارس أحمد التكتوك، فكانت السبب في خسارة الكأس.