شُغل العالم أمس بأحداث الشغب التي حصلت قبل مباراة روسيا وإنكلترا وخلالها، حيث تحوّلت لتصبح الحدث والحديث، حتى أكثر من المباراة نفسها.وهدّد "الفيفا" باستبعاد المنتخبين من البطولة في حال قيام جمهورَيهما بأعمال شغب جديدة.
وجاء في بيان للاتحاد الأوروبي أنه "لن يتردد في فرض عقوبات إضافية على الاتحادين الإنكليزي والروسي لكرة القدم، منها احتمال استبعاد منتخبيهما من البطولة، في حال حصول أعمال العنف من قبل جهمورَيهما مرة أخرى".
بدوره، شجب الاتحاد الدولي لكرة القدم "المشاهد المخزية وغير المقبولة التي قامت بها قلة من مثيري الشغب الأغبياء".
وأسف الاتحاد الدولي "أن يشهد حدث مثل كأس أوروبا يتابعه ملايين الأشخاص في العالم، أحداثاً ناجمة عن تصرفات أفراد لا علاقة لهم بكرة القدم ولا علاقة لهم أيضاً بمشجعيها الحقيقيين".
وأعربت الحكومة البريطانية أيضاً عن "قلقها العميق" بعد العنف الذي حصل في مرسيليا، وعرضت إرسال مزيد من رجال الشرطة إلى فرنسا.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية في بيان "أن الحكومة البريطانية تشعر بقلق عميق من جراء أعمال العنف في مرسيليا الليلة الماضية، ومنها التقارير عن أن المشجعين الإنكليز كانوا عرضة في بعض الأحيان لهجوم مشجعي الفريق المنافس".
من جهته، أدان وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو، "التصرف السيئ" للمشجعين الروس في مرسيليا، مشيراً إلى "أننا سنتلقى غرامة من الاتحاد الأوروبي" للعبة.
وأضاف: "بصفتنا الدولة المضيفة لكأس العالم المقبلة، علينا أن نحافظ على صورتنا، وعلى الناس عدم تشويهها"، في اشارة إلى مونديال 2018 في روسيا.
وأخذ موتكو في تصريح لوكالة "آر سبورت" الروسية على التنظيم والإجراءات الأمنية، مشيراً إلى أن مثل هذه اللقاءات "يجب أن تنظم بنحو صحيح من خلال فصل المشجعين. هناك مفرقعات، وهذا بالطبع سيئ، لا توجد حواجز ولا يوجد أي شيء".
وبطبيعة الحال، تصدرت أعمال الشغب عناوين الصحف، حيث عبّرت الصحف الفرنسية والبريطانية عن استيائها وقلقها.
وعنونت صحيفة "ليكيب" الرياضية "العار"، وتحدثت عن "حرب شوارع" في المدينة التي أدت فيها المواجهات إلى سقوط 35 جريحاً، بينهم مشجع إنكليزي في حالة حرجة.
ورأت الصحيفة الرياضية الفرنسية الرئيسية أن "الخوف بات يهيمن على كأس أوروبا لكرة القدم".
وعنونت صحيفة "لوباريزيان": "فرنسا في مواجهة مثيري الشغب" بعد "أعمال العنف الغريبة" التي عرضت على شاشات التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي.
وعبّرت صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" عن القلق نفسه، وقالت: "مثيرو الشغب يفرضون أنفسهم في كأس أوروبا لكرة القدم".
وعادت الذكريات السيئة المرتبطة بمثيري الشغب إلى الصحف البريطانية أيضاً، وعنونت صحيفة "مايل أون صنداي" على صفحتها الأولى "عودة إلى العصور المظلمة".
وعبّرت صحيفة "صنداي تليغراف" أيضاً عن شعورها "بالعار" وحملت بعنف على "المشجعين الذين يثيرون أعمال الشغب".
وفي أوج الاحتفالات بعيد الميلاد التسعين لملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، عدّلت صحيفة "صنداي ميرور" الأحد عبارة "بالفرح والمجد" التي ترد في النشيد الوطني البريطاني لتعنون "بالفرح.. والعار"، مُدينة بذلك الموقف "المشين" لمشجعي المنتخب الإنكليزي.