تعود كأس أوروبا 2016 الى الانطلاق من جديد بداية من عطلة هذا الأسبوع في الدور الـ16 من البطولة. يوما السبت والأحد يحملان مباريات قوية وحاسمة تبدأ في اليوم الأول مع سويسرا ضد بولونيا، وويلز ضد إيرلندا الشمالية، لينتهي يوم السبت بمباراة قوية تجمع البرتغال مع كروتيا. أما في اليوم الذي يليه فتلعب فرنسا مستضيفة البطولة ضد إيرلندا الشمالية، لتعود ألمانيا أمام سلوفاكيا في مهمة سهلة. ويختتم يوم الأحد بين المجر وبلجيكا. في المباراة الأولى تبدأ سويسرا وبولونيا الساعة 16.00 بتوقيت بيروت في مباراة متكافئة على الورق بين منتخبين يخوضان الأدوار الاقصائية لاول مرة.
ووقع المنتخبان في الجهة الشمالية من الجدول، حيث تغيب المنتخبات الكبرى على غرار ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وانكلترا، ما يجعل مشوارهما نحو أدوار متقدمة أكثر احتمالاً.
وتتركز الأنظار على لاعب بايرن ميونيخ البولوني روبرت ليفاندوفسكي (27 عاماً) صاحب الرقم القياسي في أهداف التصفيات (13 هدفاً) و42 هدفاً في مختلف بطولات الموسم الماضي، الذي يأمل تعويض ما فاته في الدور الأول عندما صام عن التسجيل.
وعلق ليفاندوفسكي على المباراة: "سويسرا فريق جيد جداً، وأحد (الفرق) الافضل في أوروبا، وهو المرشح للفوز. لكن مثل أي فريق، لديهم نقاط ضعف آمل أن نستغلها".
ويعرف السويسريون ليفاندوفسكي جيداً، إذ احترف 11 من لاعبيه في الـ"بوندسليغا"، بينهم نجم وسطها غرانيت تشاكا الذي أمضى أربعة مواسم مع بوروسيا مونشنغلادباخ قبل انتقاله الى أرسنال الانكليزي أخيراً.
ولا ينحصر الخطر البولوني بليفاندفوسكي فقط، إذ يمتلك المدرب آدم نافالكا سلاحاً ثانياً مع ياكوب بلاتشيكوفسكي صاحب هدف الفوز على أوكرانيا، كما يعوّل على ظهير أيمن بوروسيا دورتموند الالماني لوكاس بيتشيك ومهاجم أياكس امستردام الهولندي اركاديوسش ميليك صاحب هدف الفوز على ايرلندا الشمالية.
تتجه الأنظار
مجدداً الى النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو

في المقابل، يرى حارس سويسرا يان سومر الذي يحمل ألوان مونشنغلادباخ أن بولونيا: "خصم صعب من دون أي شك. كما نعرف ليفاندوفسكي من البوندسليغا".
وتتفوق بولونيا في المواجهات المباشرة مع أربعة انتصارات في 10 مباريات، فيما فازت سويسرا مرة واحدة، ويعود الفوز السويسري الوحيد الى مباراة ودية في بازل عام 1976 بنتيحة 2-1.
من جهة أخرى، لم يكن أكثر المتفائلين في المعسكرين الويلزي والايرلندي الشمالي يحلم بأن يقف هذان البلدان الصغيران أمام فرصة تاريخية قد تفتح الباب أمام أحدهما للمشاركة في مباراة العاشر من تموز، لكن الحلم قد تحول الى حقيقة.
وتتجه أنظار جمهور الجارين البريطانيين الى ملعب "بارك دي برينس" حيث سيتواجهان الساعة 19.00. ويعتبر وصول المنتخبين الى هذا الدور إنجازاً بحدّ ذاته، لأنهما يخوضان غمار البطولة القارية للمرة الاولى في تاريخهما، كما أن ويلز لم تظهر الى ساحة البطولات منذ عام 1958 حين وصلت في مشاركتها الاولى والوحيدة في كأس العالم الى الدور ربع النهائي.
اما بالنسبة إلى ايرلندا الشمالية، فهذه مشاركتها الكبرى الأولى منذ مونديال 1986 حين خرجت من الدور الأول بعد أن وصلت الى ربع النهائي عام 1958 والدور الثاني عام 1982 في مشاركتيها الآخريين في العرس الكروي العالمي.
ومن المؤكد أن مشاركة هذين المنتخبين مستحقة تماماً لأنهما لم يكونا بحاجة الى الاستفادة من النظام الجديد للبطولة بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة من 16 الى 24، وذلك لأن ايرلندا الشمالية تصدرت مجموعتها في التصفيات أمام رومانيا والمجر، فيما حلت ويلز ثانية في مجموعتها بفارق نقطتين فقط عن العملاق بلجيكا المتصدرة.
وتبدو ويلز الأوفر حظاً للحصول على بطاقة الدور ربع النهائي نظراً الى وجود بعض اللاعبين الكبار، على رأسهم غاريث بايل إضافة الى لاعبي وسط أرسنال وليفربول الانكليزيين أرون رامسي وجو الن ومدافع سوانسي سيتي القائد اشلي ويليامز.
وفي الساعة 22.00، ينتظر متتبعو البطولة المباراة المرتقبة بين البرتغال وكرواتيا. وتتجه الأنظار الى النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي نجح في قيادة منتخبه لبلوغ الدور الثاني باحتلاله أحد افضل مركز ثالث، وقد خرج بثلاثة تعادلات في الدور وبشق النفس في مواجهة منتخبات عادية هي بالاضافة الى المجر أيسلندا المغمورة والنمسا.
لكن منتخب كرواتيا نجح في مواجهات أصعب، وقد وصف مدرب البرتغال فرناندو سانتوس منتخب البلقان بـ"الحيتان". وقدم المنتخب الكرواتي بقيادة صانع العابه المتألق لوكا مودريتش عروضاً رائعة في الدور الاول.
ورفض رونالدو اعتبار البرتغال الفريق الأضعف في هذه المواجهة، وقال: "لقد نجحنا في التأهل الى الدور التالي، وسنواجه فريقاً جيداً جداً، لكن الكفة متساوية"، وأضاف: "كرواتيا منتخب قوي جداً ويملك لاعبين رائعين، وليس كل منتخب يستطيع إلحاق الهزيمة بإسبانيا".
وتلعب فرنسا يوم الأحد أمام جمهورية إيرلندا الساعة 16.00، وتواجه ألمانيا سلوفاكيا الساعة 19.00. وأبدى حارس الـ"مانشافت" مانويل نوير قلقه من خطورة نجم المنتخب السلوفاكي، ماريك هامسيك، ومن تسديداته بالقول: "الجميع يعرف مدى خطورة تسديدات هامسيك البعيدة المدى، لقد سجل بعض الأهداف الرائعة مع نابولي من مسافات بعيدة".
أما المباراة الأخيرة التي تختم هذا اليوم فتجمع بين المجر وبلجيكا الساعة 22.00. وأمام منتخب بلجيكا، الذي لُقب بالحصان الأسود للبطولة، ستحاول المجر أن تواصل مغامرتها في هذه البطولة، والسعي إلى إحداث أكبر المفاجآت.