اكتسب المعلق الإيسلندي غودموندر بينيديكتسون شهرة عارمة في كأس أوروبا 2016 نظراً لردّ فعله الجنونيّ عند تأهل منتخب بلاده إلى دور الـ 16 للمرة الأولى في تاريخه بعد تسجيل الهدف الثاني في مرمى النمسا، عندما وقف وراح يصرخ غير مصدق. الجميع وصف هذا المعلق الملقب "غومي بن" بـ "المجنون"، لكن ما فعله أمام النمسا كان غيضاً من فيض مما عاد وفعله في المباراة أمام إنكلترا.بطبيعة الحال فإن الفوز على منتخب بحجم إنكلترا في ربع نهائي بطولة مثل كأس أوروبا كفيل بأن يصيب أياً كان بالجنون، وهذا ما حصل بالفعل مع "غومي بن" إذ عند صافرة النهاية صرخ بالنبرة العالية ذاتها قائلاً وفق ترجمة الصحف الإنكليزية التي اهتمت بمعرفة كلماته: "لقد فعلوها، لقد فعلوها، لن نعود إلى بلادنا، لقد رأيتم هذا، لقد رأيتم هذا، هذا عظيم، لا أصدق ما يحصل، إنه حلم، لا توقظوني منه، إنه حلم عظيم. عيشوا كما تريدون أيها الإنكليز. إيسلندا ستواجه فرنسا الأحد. إيسلندا فرنسا. يمكنكم أن تعودوا إلى دياركم، يمكنكم مغادرة أوروبا، يمكنكم الذهاب أينما تريدون. إنكلترا واحد إيسلندا اثنان، هذه النتيجة النهائية هنا في نيس. وتستمر الحكاية الخرافية".
شُغلت الصحف الانكليزية في ترجمة الكلمات الحماسية
لـ «غومي بن»

بين ليلتين وضحاهما إذاً تحوّل هذا المعلّق إلى بطل في بلاده يوازي ما يفعله منتخب بلاده في "اليورو" ووصلت شهرته إلى العالمية مع وسائل التواصل الإجتماعي حيث انتشرت مقاطع تعليقاته على نطاق واسع ولاقت إعجاباً كبيراً، وهو الذي وصفه إتحاد الكرة في بلاده بأنه "شخص هادئ جداً"، و"غير منفعل على الإطلاق".
وبالحديث عن إنكلترا، وللمفارقة، فإن معلقاً آخر اكتسب شهرة على حسابها وهو النرويجي بيورغ ليليان خلال فوز منتخب بلاده على منتخب "الأسود الثلاثة" 2-1 عام 1981 في تصفيات مونديال 1982، حيث راح يصرخ عند نهاية المباراة: "نحن الأفضل في العالم، نحن الأفضل في العالم، لقد أسقطنا إنكلترا في كرة القدم 2-1، هذا حتماً لا يصدق، لقد أسقطنا إنكلترا، إنكلترا مكان ولادة العظماء: لورد نيلسون، لورد بيفيربوك، سير وينستون تشيرشل، سير أنطوني إيدين، كليمنت أتيل، هنري كوبر، ليدي ديانا، لقد أسقطناهم جميعاً. لقد أسقطناهم جميعاً"، مضيفاً: "مارغريت تاتشر هل تسمعينني؟ مارغريت تاتشر لقد ركلنا أبناءك، لقد ركلنا أبناءك".
هكذا، فإن معلقين يعرفون شهرة واسعة في البطولات الكبرى مثل كأس العالم وكأس أوروبا نظراً لأدائهم الحماسي والعاطفي الذي يحيد عن الكلاسيكية والنمطية، وخصوصاً أن الأمر هنا يتعلق بالمنتخب الوطني، أي إن المعلق يحظى بهامش واسع لإظهارعواطفه حيث إنه لن يُتهم هنا بالتحيز لهذا الفريق أو ذاك.
أمثلة كثيرة في هذا الإطار مرّت سابقاً يبرز بينها الأرجنتيني فيكتور هوغو موراليس الذي اشتهر في مونديال 1986 في المكسيك وتحديداً بتعليقه على الهدف التاريخي لدييغو أرماندو مارادونا أمام إنكلترا حين راح يردد كلمة "غول" مراراً غير مصدق، وشكر الله لأنه علّق على هذا الهدف، بينما الكولومبي خافيير فرنانديز فقد صوابه عند تعليقه على الهدف الرائع لخاميس رودريغيز في مرمى الأوروغواي في مونديال 2014، ليعود في "كوبا أميركا" التي اختتمت قبل أيام في الولايات المتحدة ويذيع صيته مجدداً بعد تعليقه على هدف كارلوس باكا في مرمى البلد المضيف في مباراة تحديد صاحب المركز الثالث حين ردد كلمة "غول" لمدة 37 ثانية متتالية من دون توقف ليحطم الرقم القياسي في هذه الطريقة من التعليق التي يشتهر بها معلقو أميركا الجنوبية.