يبدو لافتاً في كأس أوروبا 2016 سوء الطالع الذي يرافق النجم الألماني توماس مولر أحد أخطر المهاجمين في العالم وأغلاهم ثمناً وهداف وأفضل لاعب شاب في مونديال 2010 وثاني هدافي مونديال 2014، والذي توقع كثيرون أن يكون من نجوم الحدث القاري.إذ منذ انطلاق هذه البطولة لم يجد مولر حتى الآن طريقه إلى المرمى على نحو لم يكن متوقعاً وقد أصاب كثيرين بالدهشة، وهو الذي سجل رغم سنه الصغيرة 10 أهداف في المونديال حتى الآن. أما في مباراة أول من أمس أمام إيطاليا في ربع النهائي فقد تأكد الحظ العاثر الذي يرافق مولر في هذا "اليورو" في لقطتين، أولاهما تسديدته مطلع الشوط الثاني التي طار عليها أليساندرو فلورينزي وأنقذها على نحو لا يصدق قبل دخولها المرمى، ثم ركلة الترجيح التي تصدى لها جانلويجي بوفون.
ما الذي يحدث يا ترى مع هذا النجم الكبير؟ هل نحس الرقم 13 الذي يضعه على قميصه قد قرر أخيراً أن يصيبه في هذه البطولة؟
وللرقم 13 قصة مع النحس والشؤم منذ العصور القديمة، ثم وقعت في العصر الحديث حتى يومنا هذا العديد من الأحداث الذي زادت القناعة بلعنة هذا الرقم.
ففي 13 نيسان عام 1970 انطلقت رحلة المكوك الفضائي "أبولو 13" على الساعة 13:13 دقيقة وفي ثلثي المسافة وقع انفجار في المركبة ما أجبر الرواد على قطع رحلتهم.
كذلك فإن الأميرة ديانا لم تسلم من نحس هذا الرقم حيث اصطدمت السيارة التي كانت على متنها بعمود يحمل الرقم 13 في النفق الذي وقعت فيه الحادثة التاريخية المروعة التي أودت بحياتها.
وأخيراً فإن هجمات باريس الإرهابية الأخيرة وقعت في 13 تشرين الثاني ليعود كثيرون ويربطون ما حدث بشؤم هذا اليوم.
هذه الأحداث جعلت البعض يعيش رهاب الرقم 13 وهذا ما أدى مثلاً إلى أن تخلو شركات الطيران الفرنسية من المقعد الرقم 13 ليستبدل بالرقم A12، كما أن مصاعد الفنادق العالية في الولايات المتحدة تخلو من الرقم 13.
أما رياضياً، فقد وقع حادثان مروعان في موسم 1925-1926 للفورمولا 1 لسيارتين كل واحدة منهما تحمل الرقم 13، بينما تحطمت طائرة تحمل على متنها منتخب الأوروغواي للركبي في 13 تشرين الأول عام 1972.
يبقى أن الرياضي الأشهر نحساً بالرقم 13 هو مواطن مولر الذي ورث عنه الأخير هذا الرقم في المنتخب الألماني، ميكايل بالاك.
ففي عام 2000 خسر بالاك مع فريقه باير ليفركوزن لقب الدوري الألماني في المرحلة الأخيرة لمصلحة بايرن ميونيخ. ثم كان الكابوس الكبير في عام 2002 عندما تكرر الأمر مع بالاك وهذه المرة لمصلحة بوروسيا دورتموند كما خسر نهائي مسابقة الكأس أمام شالكه ونهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الإسباني.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد في ذلك العام حيث خسر بالاك مع منتخب ألمانيا نهائي المونديال أمام البرازيل والأكثر إيلاماً أنه لم يتمكن من المشاركة فيه لنيله إنذارين رغم أدائه الرائع في البطولة.
وفي عام 2006 سقط المنتخب الألماني بقيادة بالاك في نصف نهائي المونديال في بلاده في الوقت القاتل أمام إيطاليا بعدما كان مرشحاً للقب.
واستمر النحس يرافقه في عام 2008 عندما خسر نهائي دوري أبطال أوروبا بركلات الترجيح مع تشلسي الإنكليزي أمام مانشستر يونايتد، وفي العام ذاته خسر نهائي كأس أوروبا أمام إسبانيا.
وختاماً فقد تعرض لإصابة خطيرة قبل أيام على انطلاق مونديال 2010 أبعدته عن البطولة وتسببت في اعتزاله الدولي.
بعد هذا السرد عن الرقم 13 فلنعد إلى البطولة الحالية وإلى مولر. يكفي فقط أن يسجل هذا النجم هدفاً واحداً في المباراة المقبلة أو في النهائي إذا تأهلت إليه ألمانيا ليثبت أن كل ما تقدّم ليس إلا خرافة.