كبحت فرنسا جموج الحصان الأيلسندي في كأس أوروبا 2016، منهية المغامرة التي تمنى كثيرون أن تكتمل نهايتها كما يريد الأيسلنديون أنفسهم. في ربع نهائي البطولة، سحق المنتخب الفرنسي ضيفه الأيسلندي 5-2. قد يكون هذا الإنجاز كافياً لمنتخب بحجم الأيسلنديين، لم يكن هناك أي شيء ليخسروه، إذ إن ما حققوه يُعَدّ إنجازاً كبيراً في تاريخهم الكروي. دخلوا أرض الملعب بثقة كبيرة، وقد ظهرت هذ الثقة حتى قبل أيام حين رأى المدرب لارس لاغرباك أن الديوك يمتلكون الحظوظ الأوفر للتأهل، ولكن ليس بنسبة كبيرة؛ "إننا قادرون على التغلب عليهم". كان هذا هو مبتغاهم، وظهر ذلك في الدقيقة الأولى من المباراة، ليعود الفرنسيون ويكتسحوهم. فرصة أولى للإسكندنافيين، عبر لاعب سوانسي سيتي غيلفي سيغورسون، ردّ عليها ديمتري باييت بتسديدة بسيطة، ثم انفرط عقد الفرص التي ترجمت أهدافاً سريعة. في الدقيقة 12، كسر أوليفييه جيرو مصيدة التسلل إثر تمريرة طولية متقنة من بلايز ماتويدي ثم تقدم قبل أن يطلقها بيسراه داخل الشباك بعيداً عن متناول الحارس هانيس هالدورسون.
أنهى الفرنسيون المباراة في الشوط الأول بتسجيل 4 أهداف

احتفال بالهدف وصدمة على وجوه الجماهير الأيسلندية لسرعة التسجيل في مرماهم. استمرت هذه الصدمة، إذ اهتزت شباكهم مجدداً في الدقيقة 20، إثر ركلة ركنية نفذها باييت وصلت إلى رأس بول بوغبا.
في الشوط الأول، اهتزت صورة المنتخب الأيسلندي لاهتزاز دفاعهم الذي صمد طوال التصفيات وصولاً الى ربع نهائي البطولة. لم يكن هؤلاء أنفسهم الذين نجحوا في التغلب على هولندا ذهاباً وإياباً في التصفيات، ولا من أقصى انكلترا في دور الـ16 قبل أسبوع.
بقيت السيطرة فرنسية، وفي الدقيقة 43 تقدم باييت الذي وصلته الكرة عند حدود المنطقة بتمريرة من أنطوان غريزمان فأطلقها بيسراه في الشباك، مسجلاً هدفه الثالث في النهائيات. وقبل أن يطلق الحكم الهولندي بيورن كويبرز صفارة نهاية الشوط الأول، سجل غريزمان هدف بلاده الرابع وهدفه الشخصي الرابع في البطولة بعدما كسر مصيدة التسلل ثم توغل واضعاً الكرة بذكاء شديد فوق هالدرسون، ليصبح مهاجم أتلتيكو مدريد الاسباني أول فرنسي يسجل أربعة أهداف في بطولة كبرى، منذ أن حقق ذلك ميشال بلاتيني في نهائيات 1984 بـ9 أهداف.
دخل الفرنسيون غرف الملابس بين الشوطين منتهين من عقدة الخسارة أمام الصغار، حيث حصل ذلك في نسخة البطولة عام 2004، قبل 12 عاماً، حين ودّع الفرنسيون البطولة على يد المنتخب اليوناني الذي عُدّ متواضعاً عامذاك، أو عام 1992 في الكأس القارية، وذلك ضمن منافسات دور المجموعات عندما سقط "الديوك" في مباراتهم الأخيرة أمام الدنمارك 1-2.
انتهى ذاك الزمن الى غير رجعة، ولا يعلو فوق صياح الديك أيّ صوت.
في الشوط الثاني حاول الأيسلنديون اللعب والعودة مستفيدين من تراخي الفرنسيين، ونجحوا مبكراً عبر كولباين سيغثورسون الذي سجل في شباك زميله السابق في توتنهام الانكليزي الحارس هوفو (56).
هدف يتبعه هدف. عاد جيرو من كرة رأسية إثر ركلة حرة نفذها باييت في الدقيقة 59، مسجلاً هدفه الثالث في النهائيات. ثم هدف جديد للأيسلنديين عبر بيركير بيارناسون في الدقيقة 84، لتنتهي المباراة بتأهل فرنسا الى نصف النهائي وملاقاة ألمانيا، وتوديع أيسلندا البطولة وجماهيرها في أرض الملعب.
صفق الجميع في الملعب، الفرنسيون للتأهل، والأيسلنديون لإنجاز قلَّ ما تكرر، انتهى بأخذ اللاعبين والجهاز الفني صورة تذكارية ستُحفر طويلاً في ذاكرة الكرة وجمهور وطنهم في بلادهم الجليدية.
- مثّل فرنسا:
هوغو لوريس، بكاري سانيا وسامويل اومتيتي ولوران كوسييلني (ايلياكيم مانغالا، 72) وباتريس ايفرا، بلايز ماتويدي وبول بوغبا وموسى سيسوكو وديميتري باييت (كينغزلي كومان، 80)، أوليفييه جيرو (اندري بيار جينياك، 60) وأنطوان غريزمان.
- مثّل ايسلندا:
هانيس هالدورسون، بيركير سايفارسون وراغنار سيغوردسون وكاري ارناسون (سفيرير اينغي اينغاسون، 46) واري سكولاسون، يوهان غودموندسون وارون غونارسون وغيلفي سيغوردسون وبيركير بيارناسون، يون دادي بودفارسون (الفرد فينبوغاسون، 46) وكولباين سيغثورسون (ايدور غوديونسون، 83).