ينتظر لاعبو الكرة وصول فصل الصيف بفارغ الصبر من أجل قضاء عطلتهم بعد موسمٍ شاق ومتعب يستنزف قواهم ويصبحون معه بحاجة إلى الهواء الطلق بعيداً من ضوضاء الملاعب من أجل استعادة عافيتهم للموسم الجديد، وكيف إذا كان مطلع هذا الصيف قد تخللته بطولتان كبيرتان مثل كأس أوروبا وكوبا أميركا والمجهود الذهني والبدني اللذين رافقهما؟ هنا يصبح ذهاب اللاعبين إلى العطلة بعدهما بمثابة الهروب من واقع إلى آخر، من جو الضغوط إلى جو الراحة والسكينة.هكذا، فقد لحق اللاعبون ببعضهم الواحد تلو الآخر نحو العطلة وكان آخرهم لاعبو البرتغال وفرنسا الذين خاضوا المباراة النهائية لكأس أوروبا حيث توزعوا بين بلدان العالم وشطآنها وجزرها ومنتجعاتها وفنادقها الفخمة بحثاً عن الإستجمام.
وبطبيعة الحال فإن هؤلاء اللاعبين استفادوا من وسائل التواصل الإجتماعي لينقلوا لحظة بلحظة ما يفعلونه في عطلتهم ويضعونه في متناول متابعيهم ناقلين في صور الجانب الآخر من حياتهم خارج الملاعب، هنا حيث الحياة الطبيعية وحيث الأمور على سجيتها.
البداية طبعاً مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو. "الدون" كان بحاجة ماسّة إلى فترة راحة "طارئة" بعد مشاركته في "يورو 2016" وتعرضه لإصابة قوية في المباراة النهائية فضلاً عن مجهوده طيلة الموسم مع فريقه ريال مدريد الإسباني ووصوله أيضاً إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا التي فاز فيها على أتلتيكو مدريد. رونالدو قضى العطلة في جزيرة إيبيزا الإسبانية مصطحباً عائلته. هكذا ابتعد "سي آر 7" عن تعداد الأهداف لينشغل بالسباحة والإسترخاء تحت الشمس وتناول الغداء والعشاء على اليخت وطبعاً استعراض عضلاته كما نشر في إحدى الصور. لكن النجم البرتغالي قطع عطلته يوم الجمعة الماضي ليعود أدراجه إلى مسقط رأسه جزيرة ماديرا لافتتاح فندق خاص به.
اللافت أن جزيرة إيبيزا استقبلت أيضاً غريم رونالدو النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي ارتأى قضاء عطلة هادئة هانئة فيها بعد التعب الذي نال منه بسفره إلى الولايات المتحدة للمشاركة في كوبا أميركا التي انتهت بإعلانه الإعتزال الدولي.
وعلى غرار رونالدو، استمتع "ليو" بمياه إيبيزا وشمسها، الا أن وجوده فيها لم يخلُ من حادثة طريفة ومعبّرة حيث فوجىء بشاب يسبح باتجاه اليخت الذي كان على متنه لمسافة كيلومتر من أجل لقائه والتقاط الصور التذكارية معه. وبعد تمكن الشاب الذي يدعى سولي من الوصول إلى ميسي فوجىء بأن هاتفه النقال تعطل بفعل المياه فما كان من النجم الأرجنتيني إلا أن طلب ممن كانوا برفقته التقاط صورة تذكارية له مع الشاب وإرسالها لاحقاً إليه ودعاه إلى تناول كوب من العصير معه، حيث قال سولي لصحيفة "إل موندو ديبورتيفو": "لقد تحدثنا لمدة عشرين دقيقة كما لو كنا صديقين. بدا متواضعاً ومضيافاً مثل عائلته. لن أنسى هذا اليوم".
من جهته، فإن النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، المنتقل حديثاً إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي، فقد فاجأ عشاقه عندما نشر صورة له بين هضاب صخرية وقال: "أنا في مكان ما في العالم" من دون تسميته، لكن بعد أيام قليلة اتضح أن هذا المكان ليس إلا مدينة كاليفورنيا حيث عاد "إيبرا" ونشر صورة له وهو يلعب الكرة على الشاطىء ثم جرى التداول بصورة له وهو يتناول العشاء مع النجم الإنكليزي ديفيد بيكام في "بيفيرلي هيلز".
وفي كاليفورنيا ذاتها، أمضى النجم الألماني مسعود أوزيل عطلته ونشر صورة له وهو مستلق أمام بركة السباحة وقال: "أريد أن أحصل على كل أشعة الشمس قبل موسم طويل في الدوري الإنكليزي".
الولايات المتحدة لم تكن وجهة إبراهيموفيتش وأوزيل وحدهما إذ حط فيها الرحال أيضاً النجم الفرنسي بول بوغبا مباشرة بعد ختام كأس أوروبا، لكن في مدينة ميامي حيث انتشرت صور له وهو يلعب كرة السلة مع النجم البلجيكي روميلو لوكاكو مرتدياً قميص "الملك" ليبرون جيمس بطل الـ "أن بي آي" مع كليفلاند كافالييرز.
أما الألماني سامي خضيرة فقد اختار الطبيعة الهادئة في اليونان لقضاء عطلته، فيما اتجه الإيطالي غراتسيانو بيللي نحو كندا ونشر صورة رائعة له وهو يتناول الفطور في فندق مطل على شلالات نياغارا، بينما استمتع الإيسلندي غيلفي سيغوردسون بممارسة هوايته باصطياد الأسماك في جزر الكاريبي.
هكذا، قضى النجوم عطلهم التي تعكس في جانب منها حياة البذخ التي يعيشونها، أما الآن، فقد حان مجدداً وقت العودة إلى الجهد والعمل، والى ذرف الكثير من العرق.