اكتمل مشهد الصفقة التاريخية بين العهد ولاعب الصفاء محمد حيدر مع تقديم العهد للاعبه الجديد وتسلم حيدر لقميص الفريق خلال مؤتمر صحافي عُقد في مقر النادي بحضور الرئيس تميم سليمان وأمين السر محمد عاصي والمسؤول الإعلامي في النادي الزميل يوسف يونس الى جانب عدد من الإعلاميين تقدمهم رئيس جمعية المحررين الرياضيين يوسف برجاوي.الصفقة التي لطالما حكي عنها في الأسابيع الأخيرة انتهت بانضمام حيدر الى العهد في صفقة يجمع المتابعون على أنها الأعلى في تاريخ الكرة اللبنانية، في حين يرى البعض أنها تأخذ اللعبة الى مكان لا قدرة لها عليه، وبالتالي يؤذي اللعبة أكثر مما يفيدها ويؤثر بشكل سلبي عليها نسبة الى قيمة العقد الكبيرة مع حيدر.
أكّد سليمان أنه ملتزم بعقد حيدر حتى لو ابتعد عن الرئاسة

أمر أجاب عليه سليمان معتبراً أنه لا يمكن للأندية أن تبقى جالسة تتذمّر من سوء الأحوال المادية من دون السعي إلى تأمين الموارد المالية؛ ففي حسبة بسيطة، فإن أندية المقدمة تتكبد خسائر بقيمة 100 ألف دولار مع بداية كل موسم بدل تجربة لاعبين وتذاكر سفر وفسخ عقود في منتصف الموسم مع لاعبين فشلوا مع الفريق، "لكن في المقابل إذا عملت بطريقة صحيحة واحترافية فحينها يمكن أن توفر على خزينة النادي، كما أن كرة القدم في العالم انتقلت الى هذا المستوى ولا بد لنا من مواكبتها ولو بعد سنوات من انتقالها".
أضف الى ذلك أن رفع قيمة العقود سيخلق حالة تنافسية بين الأندية التي سيسعى كل منها الى محاولة تأمين الأموال في ظل نجاح نادٍ آخر في ذلك. وهذا ينعكس إيجاباً على النادي واللاعب، وبالتالي المنتخب، اذ حين يرتاح اللاعب سيقدّم أكثر، وتصبح الكرة مصدر عيش مريح له، وهو سيعطي كل ما لديه لإثبات نفسه.
ولفت سليمان الى أن الموضوع ليس مادياً فقط حتى استطاع الحصول على جهود حيدر، فهناك ناديان آخران قدّما عروضاً توازي عقد العهد وحتى أكثر. لكن العهد بدأ العمل مبكراً مع حيدر لكي يحصل على توقيعه. كذلك رأى سليمان أن على الاتحاد أن يفرض على الأندية الأخرى إبرام عقود مع لاعبيها.
المشهد كان مؤثراً بالنسبة الى حيدر، خصوصاً لدى سؤاله عن شعوره بعد تركه الصفاء، متحدثاً عن الغصة والشعور المؤلم الذي يشعر به لتركه نادٍ حقق معه الشهرة والانجازات وقدّمه الى الاعلام والجمهور والمنتخب وحتى الاحتراف. ولعلّ أكثر ما يؤلم حيدر هو تركه جمهور الصفاء الذي يكنّ له كل محبة، ويملك معه أجمل الذكريات، لكن هذه حال كرة القدم في لبنان والعالم.
وردّاً على سؤال حول كيفية تعاطيه مع مسألة التسجيل في مرمى الصفاء، تمنى حيدر أن يفعل ذلك، وأكثر من مرة، لكون هذا له فائدة لفريقه، لكن من الطبيعي أن لا يحتفل احتراماً لعلاقته السابقة بالنادي.
وعن صفقة انتقاله الى العهد، أشار الى أن هناك أكثر من 12 لاعباً في الأندية يستحقون عقوداً مماثلة، لكن أنديتهم لا تملك القدرة المالية على ذلك. ولفت الى أن حياته لن تتغير بعد العقد الكبير، لكنه سيرتاح، وهو سيبقى ينزل الى الملعب لكي يقاتل في كل مباراة كما كان يفعل دائماً منذ بدايته مع نادي الأمل معركة.
وشدد حيدر على أنه لم يفكّر في المال في الدرجة الأولى، وهو لو أراد ذلك لكان احترف في الخارج. "قد يكون هذا العرض كبيراً على خمس سنوات، لكن كان يمكن أن يحصل على عقد أكبر لمدة سنة يثبت معها قدراته ويحصل على عرض أكبر في السنة التي بعدها". إلا أن حيدر اختار عرض العهد بعد الطريقة التي تعامل بها "أبو جاسم" (تميم سليمان) معه وقدومه الى منزله قبل فترة ومفاتحته بضمه الى العهد.
بدروه، نفى سليمان وجود أي عوائق أخّرت انتقال حيدر الى العهد، لكن المسألة أخذت وقتها الطبيعي حيث إن اللاعب مرتبط بعقد مع الصفاء حتى أواخر أيلول، وإدارة العهد لم ترغب في كسر العرف القائم بموافقة النادي على انتقال أي لاعب حتى لو انتهى عقده مع فريقه، وهي مصرّة على هذا العرف، "علماً بأن من الافضل أن تكون العقود هي التي تربط اللاعبين بأنديتها، فهذا مريح للاعب والنادي حيث يعلم كل طرف بما له من حقوق وعليه من واجبات، وهذا الأمر بيد اتحاد اللعبة والأندية لكي يصبح نافذاً".
وأكّد سليمان أنه ملتزم بعقد حيدر حتى لو ابتعد عن رئاسة النادي، علماً بأن العمل في العهد استمرارية ونادي العهد لم يتخلّ عن واجباته المالية في أي يوم من الأيام. لكن إمعاناً في التأكيد، فإن سليمان مسؤول عن تنفيذ العقد، وكذلك الأمر بالنسبة إلى بعض اللاعبين في النادي المسؤولين منه، حتى لو لم يعد رئيساً للعهد.
وكان هناك سؤال لسليمان وعاصي عن سبب تجربة لاعبين أجانب في وقت أقفل فيه النادي ملفهم مع الثلاثي الاوغندي دينيس إيغوما والنيجيري موسى كبيرو والتونسي يوسف المويهبي، فكان ردّ من عاصي بأن هذا خطأ من المدرب، إذ لا ينبغي تجربة المزيد من الأجانب.