انتهت. جوزف بلاتر أصبح خارج «الفيفا» مع إعلانه لاستقالته من الاتحاد الدولي بعد سلسلة من فضائح الفساد التي هزّت العالم أجمع.الأكيد أن «سيب» لم يكن يستطيع تحمّل المزيد من الضغوط، وكان آخرها يوم أمس مع اقتراب المقصلة من رأس المقرّب منه الأمين العام الفرنسي جيروم فالك. ملف آخر وضع على نارٍ حامية، مع الزج باسم فالك في تحويل 10 ملايين دولار أميركي لحسابات مصرفية يملكها نائب رئيس الاتحاد الدولي السابق الترينيدادي الموقوف جاك وارنر.

ومع مسارعة «الفيفا» إلى نفيها تورط فالك، رغم إقراره بتحويل الملايين العشرة، فإن بلاتر يبدو أنه قد اختار الاستقالة تحت وطأة الضغوط التي حاصرته من كل النواحي، وذلك عقب فوزه الجمعة الماضي بولاية خامسة على التوالي على حساب الأردني الأمير علي بن الحسين.
وبعد إعلانه استقالته، دعا بلاتر إلى جمعية عمومية غير عادية للفيفا لانتخاب رئيس جديد، قائلاً: «رغم إعادة انتخابي، فإنه لم يكن لدي دعم كل عالم كرة القدم، لذا سأدعو إلى جمعية عمومية غير عادية لانتخاب رئيسٍ جديد».
وتابع: «سأستمر في أداء واجبي حتى ذلك الحين، وأنا الآن متحرر من قيود الانتخابات، وسأركّز على الانخراط في إصلاحات طموحة»، مضيفاً: «الفيفا بحاجة إلى إعادة هيكلة شاملة بمواجهة التحديات التي لا تتوقف».
وأكد «الفيفا» أن «جمعية عمومية لانتخاب رئيس جديد ستعقد بين كانون الأول وآذار 2016».

هل يترشح الشيخ
أحمد الفهد أم الأمير علي للرئاسة؟


أول ردود الفعل كان من الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي قال إن استقالة بلاتر من رئاسة «الفيفا» قرار صعب وجريء، ولكنه القرار الصحيح. بدوره، رأى رئيس الاتحاد الإنكليزي غريغ دايك، الذي كان رأس حربة في مهاجمة «سيب» وحشد الأوروبيين ضده، أن استقالة بلاتر هي «أمر عظيم لكرة القدم».
وبسرعة، وفور إعلان نبأ الاستقالة، تصاعد الكلام عن ترشح الأمير علي بن الحسين للانتخابات الجديدة، وقد جاء هذا الأمر على لسان نائب رئيس الاتحاد الأردني صلاح صبرة، الذي صرّح أمس لوكالة «فرانس برس»: «في حال إجراء انتخابات جديدة، فإن الأمير علي جاهز». وأضاف: «إن الأمير علي جاهز لتولي الرئاسة فوراً، إذا ما طُلب منه ذلك».
وتابع: «ندرس حالياً الوضع القانوني لرئاسة الفيفا التي خسرت شرعيتها»، واصفاً استقالة بلاتر بـ»الانهيار الكبير»، مضيفاً أن الأمير علي «نجح في إحداث التغيير» على رأس الفيفا. علماً بأن الأمير الأردني انسحب قبل الجولة الثانية من التصويت الجمعة بعدما حصل في الجولة الأولى على 73 صوتاً مقابل 133 لبلاتر.
هذا ويرى متابعون أن رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الكويتي الشيخ أحمد الفهد سيكون منافساً قوياً للرئاسة إن أراد الترشح وسط قبضه على المجموعة الأكبر من الأصوات الآسيوية، بينما يشكك آخرون في إمكانية نجاحه على خلفية تصاريحه النارية ضد الأميركيين، وقد ذهبوا إلى القول بأنها ستنعكس عليه سلباً في تجمّع اللجان الوطنية الأولمبية في العالم «اكنو» الذي يرأسه أيضاً.
(الأخبار، أ ف ب)