رفعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الصوت عالياً ضد الإتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، متهمة إياه برعاية مباريات تجري في مستوطنات إسرائيلية على أراض مسروقة في الضفة الغربية المحتلة، داعية الى إجبار نوادي كرة القدم الإسرائيلية في المستوطنات على الانتقال إلى مكان آخر.وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، في تقرير إن ستة أندية في الدوري الإسرائيلي تلعب في مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة غير الشرعية بموجب القانون الدولي.
وبحسب التقرير، فإن "الفيفا" عبر السماح بإجراء مباريات على هذه الأراضي، ينخرط في نشاط تجاري يدعم المستوطنات الإسرائيلية.
6 أندية إسرائيلية تلعب في مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة

وقالت مديرة مكتب إسرائيل وفلسطين في المنظمة ساري بشي في بيان: "يشوّه الفيفا لعبة كرة القدم الجميلة بإقامة مبارياتها على أرض مسروقة".
وأكدت بشي لوكالة "فرانس برس" أن "بعض هذه المباريات تقام على أراض يملكها فلسطينيون من غير المسموح لهم بدخول المنطقة، بينما تقام مباريات أخرى على أراض تابعة لقرى فلسطينية صادرها الجيش الإسرائيلي ومخصصة حصرياً لاستخدام المدنيين الإسرائيليين".
وبحسب بشي، على أندية كرة القدم من أجل الإمتثال للقانون الدولي "نقل مبارياتها إلى داخل إسرائيل".
وأكدت المنظمة الحقوقية أن أندية كرة القدم الإسرائيلية تمثّل جزءاً من "صناعة كرة القدم المحترفة"، وأن الفيفا يدعم اقتصادياً "نظاماً يستند إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان".
ومن المتوقع أن يجري "الفيفا" محادثات حول هذه القضية في 13 و14 تشرين الأول المقبل خلال اجتماع للجنته التنفيذية.
وبحسب التقرير، يلعب نادي بيتار جفعات زئيف على ملعب أقيم على أرض تابعة لعائلتين فلسطينيين من بلدة بيتونيا الفلسطينية المجاورة. ويضطر فريق كرة القدم في بيتونيا للقيام بتدريباته واللعب في بلدة مجاورة بسبب عدم وجود ملعب يلبي شروط "الفيفا"، إما بسبب الاستيطان وإما بسبب الجدار الفاصل الذي بنته إسرائيل، بحسب "هيومن رايتس ووتش".
وقال رئيس الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب لوكالة "فرانس برس" إنه طلب من الإتحاد الآسيوي لكرة القدم والإتحاد الأوروبي للعبة تولي القضية، معرباً عن أمله في حصول اتحاده على دعم اللجنة التنفيذية للفيفا.
من جهته، أعرب الإتحاد الإسرائيلي لكرة القدم عن أسفه لـ "جر الرياضة من ملعب كرة القدم إلى السياسة"، ولكنه أبدى "ثقته" بأن "الفيفا" سيتعامل بشكل صحيح مع المسألة.
وبحسب الإتحاد الإسرائيلي، يجب التركيز على "تطوير اللعبة والحفاظ عليها كجسر يربط بين الناس وليس كجدار يفرق بينهم".
وأكد الإتحاد الدولي لكرة القدم في بيان أن "الفيفا ستواصل جهودها لتعزيز العلاقات الودية بين الإتحادات الأعضاء لدينا بالتوافق مع قوانين الفيفا، وتحديد الحلول الممكنة لمصلحة اللعبة وجميع المعنيين".
وكان الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم قد بدأ حملة في أيار 2015 لتعليق عضوية الإتحاد الاسرائيلي في "الفيفا".
وألّف الاتحاد الدولي للعبة في حينه لجنة من أجل البحث في قضية المستوطنات وحرية حركة اللاعبين الفلسطينيين، في ظل اضطرارهم للحصول على أذونات للتنقل من الإسرائيليين الذين يتحكّمون في كل المنافذ إلى الضفة الغربية ومنها.
وستقدم اللجنة تقريراً عن أعمالها في اجتماع اللجنة التنفيذية للفيفا في 13 و14 تشرين الأول، بحسب متحدث باسم "الفيفا".
وقال المتحدث لوكالة "فرانس برس" إن هناك "تقدماً محلوظاً" جرى تحقيقه في ما يتعلق بحرية حركة اللاعبين الفلسطينيين.