إذا كان "دربي" لبنان بين الأنصار والنجمة قد خطف أضواء الأسبوع الثالث من الدوري اللبناني لكرة القدم مع ما سيرافقه من جدل على مدى أيام، وخصوصاً على الصعيد التحكيمي، إلا أن هذا لا يقلل من أهمية أحداث أخرى شهدها الأسبوع انطلاقاً من الشمال الزغرتاوي، مروراً ببحمدون وبيروت، وانتهاءً بصيدا.خريطة المنافسة في الأسبوع الثالث شهدت عودة العهد مع فوز مستحق على الضيف الاجتماعي 2 - 0 في نتيجة لا تعكس طبيعة المباراة وكم الفرص الذي أهدره العهداويون، مترافقاً مع أداء عالٍ جداً رغم غياب أحمد زريق والتونسي يوسف المويهبي بداعي الإصابة.
قبله، كان الراسينغ يواصل عروضه الجيدة ويتعادل مع الصفاء القوي 1 - 1، في وقتٍ كان فيه التعادل السلبي سيّد الموقف بين الإخاء الأهلي عاليه وضيفه شباب الساحل.
يملك السلام أفضل خط هجوم بـ 11 هدفاً سجّل الموريتاني نياس خمسة منها

لكن الأهم هو ما حصل في ملعب المرداشية حين فاز السلام زغرتا على ضيفه التضامن صور 3 - 1. فالزغرتاويون حققوا فوزهم الثالث معززين صدارتهم للدوري بتسع نقاط أمام العهد الثاني بست نقاط وبمباراة أقل، والنبي شيت ثالثاً بفارق الأهداف عن العهد، في حين أن الراسينغ حل رابعاً بخمس نقاط أمام الصفاء الخامس بفارق نقطة.
ولا يمكن مرور الكرام على نتائج السلام وتصدره ترتيب الدوري وترتيب الهدافين عبر لاعبه الموريتاني مامادو نياس بخمسة أهداف، إذ في الماضي القريب كان السلام زغرتا يعاني على صعيد التأخّر في التحضير وعدم وجود مدرب، قبل أن يجد ضالّته في التونسي طارق جرّاية الذي قاده الى نهائي كأس التحدي وخسره لمصلحة الراسينغ.
لم يكن أحد يتوقع أن يقدّم السلام ما قدمه في الأسابيع الثالثة الأولى، فهو فاز على الأنصار والاجتماعي والتضامن صور، متصدراً الترتيب. فكيف حصل هذا، وما هي أسبابه والى أين يسير الفريق؟
أسئلة يجيب عنها جرّاية الذي يرى أن الفضل يعود الى لاعبيه بنسبة 75% مقابل 25% للجهازين الإداري والفني، فما يقدمه اللاعبون من التزام وعزيمة في التمارين والمباريات كان له المردود الإيجابي في الأسابيع الثلاثة الأولى. ويشدد جرّاية على أهمية العمل الذي حصل على صعيد الجانب النفسي والمعنوي وتحويل الفريق الى عائلة واحدة. أما على الصعيد الفني، فإن التدريبات التي تعتمد على الكرة بشكلٍ كلّي أثبتت فعاليتها وهو أمر يختبره اللاعبون للمرة الأولى. "أضف الى ذلك العنصر الأجنبي الجيد الموجود في الفريق، وهذا ظاهر من خلال تصدّر نياس لترتيب الهدافين وتسجيل هيليغبي هدفين مع ثلاث تمريرات حاسمة، الى جانب الأداء الدفاعي العالي للبرازيلي ليوناردو وتسجيله هدفاً. لكن هذا لا ينتقص مما يقدّمه اللاعبون؛ من الحارس محمود صيداوي الذي لم يكن أحد يتوقّع أن يقدّم هذا الأداء الى جانب حمزة خير وشادي سكاف والقائد جان جاك يمين وعمر زين الدين وعامر محفوض. والأهم بالنسبة إليّ هو معدّل أعمار الفريق الذي يبلغ 22.9 عاماً، ما يعني أن السلام سيكسب فريقاً جيداً للسنوات المقبلة".
أما بالنسبة الى إدمون شحادة الذي خطف الأضواء في المباريات الثلاث، فيرى جرّاية أن العامل النفسي له دور كبير في أداء لاعب السلام زغرتا.
وبعيداً عن فريقه، وحول مستوى الفرق الأخرى ومستوى الحكام، يرى المدرب التونسي أن المستوى جيد وأداء الحكام أكثر من جيد، لكن هناك حاجة كبيرة إلى العمل على الجانب التكتيكي لدى الفرق. أما على الصعيد الفردي، فهناك الكثير من المواهب كلاعب النجمة خالد تكه جي ولاعبَي الأنصار ربيع عطايا وعمر عويضة ولاعبَي العهد محمد حيدر والنيجيري كبيرو موسى ولاعبَي الصفاء السنغاليين تالا نداي ودومينيك مندي، وأبو بكر المل من طرابلس.
أما بالنسبة إلى المنافسة على اللقب، فيرى جرّاية أن العهد هو المرشح الأبرز ومن بعده النجمة والأنصار مع تنويه بأداء الراسينغ. أما بالنسبة الى السلام ومنافسته على اللقب، "فهذا يمكن أن أتحدّث فيه بعد انتهاء مرحلة الذهاب".




عزيزة: مجموعة عناصر وراء التألّق

يرى أمين السر في السلام زغرتا شربل عزيزة أن عناصر النجاح هذا الموسم ترتكز على العنصر الأجنبي المميز، وخصوصاً نياس الذي يرتبط بعقد لثلاث سنوات مع الفريق، إضافة الى اللاعبين اللبنانيين الذين تجاوبوا مع العمل التكتيكي الذي يقوم به المدرب جرّاية، مع دعم استقرار إداري وتقديم المكافآت للاعبين، فكل لاعب يحصل على 100 دولار بعد الفوز وهذا يسري على 15 لاعباً الذين يشاركون في اللقاء مع الحارس الاحتياطي، أما اللاعبون الذين لا يشاركون فيحصل كل منهم على 75 دولاراً.