قد لا تسعفك الكلمات لتوصيف ما حصل مساء يوم السبت على ملعب المرداشية في زغرتا. ففريق المدينة الشمالية السلام زغرتا، أضاف ضحية جديدة إلى سلسلة ضحاياه في الدوري اللبناني لكرة القدم، كانت هذه المرة فريق النجمة الذي خسر 1 ــ 2 أمام صاحب الأرض في الأسبوع الرابع من الدوري.مباراة استثنائية أمام جمهور زغرتاوي استثنائي، فاز فيها السلام واستعاد الصدارة بـ12 نقطة من أربع مباريات، تاركاً ضحيته الجديدة في وضع محزن في المركز 11 برصيد نقطتين من أصل 12 ممكنة.
نعم، السلام أضاف النجمة إلى الأنصار والاجتماعي والتضامن صور الذين خسروا سابقاً من الفريق الشمالي، ونعم النجمة من دون فوز للأسبوع الرابع على التوالي. وضع يستدعي إعلان حالة طوارئ في صفوف بطل كأس لبنان والنخبة والسوبر، لكن كل هذه الألقاب أصبحت في طيّ النسيان في ظل الوضع المأسوي للفريق النبيذي.
حقق الساحل أول فوز، وطرابلس نقطته الأولى، ونتيجة كبيرة للتضامن

أبطال زغرتا بقيادة صاحب الفضل الأكبر، وهو المدير الفني طارق جرّاية، كانوا على موعد آخر، مع صفحة جديدة من التميّز، فقلبوا تأخرهم بهدف أكرم مغربي في الدقيقة 17 إلى فوز بثنائية للمتالّق إدمون شحادة من ركلة جزاء في الدقيقة 24، ومايكل هيليغبي في الدقيقة 78. ومن تابع أداء الفريق الزغرتاوي، يعلم تماماً أن فوزه لم يكن صدفة، وقد يكون شاهد بصمات المدرب جرّاية على الأداء الزغرتاوي، خصوصاً عبر البناء السريع للهجمات والارتداد الفعال للدفاع. أداء زغرتاوي وضع النجماويين التائهين في موقف حرج، وكشف فداحة وضع خط الظهر، إن كان عبر ماهر صبرا الذي سبّب ركلة الجزاء على الموريتاني مامادو نياس، قبل أن يطرد في الدقيقة 84، أو زميله بشار المقداد الذي تلاعب به زميله السابق حسن القاضي (الذي بدا وكانه يصفّي حسابات شخصية مع فريقه الذي تخلى عنه) ورفع كرة بالمسطرة إلى هيليغبي الذي وضع الكرة برأسه وخلفه المتفرّج الثالث في دفاع النجمة قاسم الزين. وحده حارس المرمى أحمد التكتوك تحمّل عبء الهجمات وأنقذ مرماه من ثلاث كرات خطرة جداً، اثنتين لشحادة وواحدة لنياس. لكن فريقه سيفتقده في الأسبوع المقبل أمام التضامن صور بعد طرده في الدقيقة 90 لتصديه لكرة سلامية بيده خارج منطقة الجزاء.
انتهت المباراة بفوز للسلام الذي يمرّ بأفضل أحواله، على النجمة الذي يعيش أسوأ أيامه التي قد تزداد سواداً إن لم يحقق نتيجة جيدة أمام التضامن في الأسبوع الخامس، ولا شك أنها مهمة صعبة جداً في صور.
هذا الملعب شهد السبت أيضاً فوزاً كبيراً للتضامن على ضيفه الاجتماعي 4 - 1، في لقاء تاريخي للقائد رضا عنتر الذي يعود إلى الملاعب اللبنانية بعد 15 عاماً. ولم تكن عودته عادية، فهو صنع هدفاً وسجّل آخر في الدقيقة 79، فأكمل تألق البرازيلي باولو ماتوس الذي سجّل هدفين في الدقيقتين 7 و57، فيما سجّل وسيم عبد الهادي الهدف الرابع في الدقيقة 55. أما هدف الاجتماعي، فسجله كوفي بواكيه في الدقيقة 33 من ركلة جزاء.
أمس، نجح طرابلس في إحراز أول نقطة له، وكانت من الأنصار الذي عادل ضيفه على ملعب المدينة الرياضية 1 - 1 في لقاء عانى فيه الأنصاريون أمام فريق أثبت أن نتائجه لا تعكس أداؤه، إذ كان بإمكانه الخروج فائزاً مع تألق لاعبيه اللبنانيين أبو بكر المل الذي سجّل هدفاً جميلاً بمساعدة الهواء في الدقيقة 49 وسعد يوسف ووليد فتوح وأحمد مغربي وعبد الله طالب، ومن خلفهم الحارس نزيه أسعد.
أما الأنصار، فلو لعب اللقاء كما لعب في آخر عشر دقائق بعد هدف علاء البابا من جملة كروية رائعة بدأها القائد ربيع عطايا وأكملها نجم الأنصار محمد قرحاني، لكان في النتيجة كلام آخر.
في الوقت عينه، كان الصفاء يعود من النبي شيت بفوز غالٍ 1 - 0 سجّله دومينيك، ليتقدم بطل لبنان إلى المركز الثالث.
لكن الأهم كان الفوز الذي حققه الساحل بقيادة مدربه الجديد مالك حسون، وكان على حاسب الراسينغ القوي 1 - 0 على ملعب العهد سجله