"استضافة هذا الحدث تعني تنفيذ بعض الشروط، ومنها وضع العلم الإسرائيلي على الطاولة خلال أعمال الكونغرس. بعد أن أخذنا في الاعتبار الإيجابيات والسلبيات، رأينا من الأفضل لماليزيا عدم استضافة هذا الحدث". هذا الكلام نطق به أفندي حمزة، نائب رئيس الاتحاد الماليزي لكرة القدم، قبل شهرين، عندما رفضت بلاده استضافة كونغرس "الفيفا" المقرر في أيار عام 2017 بسبب حضور إسرائيل.ماليزيا إذاً رفضت الاستضافة، لكن البحرين قبلت بها، إذ قبل أيام أقرّ "الفيفا" إقامة الكونغرس في المملكة الخليجية.
وعليه، فإن إسرائيل المطرودة من ماليزيا وجدت لها ملاذاً في مملكة البحرين. لا مانع في المنامة إذاً من استضافة وفد الكيان الإسرائيلي، هذا ما أكده رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم علي بن خليفة آل خليفة، حيث قال لصحيفة البلاد البحرينية، بعد التساؤلات التي دارت في الشارع البحريني حول مشاركة وفد الكيان: "زيارة الوفد الإسرائيلي المتوقعة تأتي بعد حصول اتحاد الكرة على الضوء الأخضر من الجهات المختصة في مملكة البحرين"، وأضاف: "الأكيد أن استضافة البحرين لكونغرس الفيفا أكبر بكثير من مسألة دخول ثلاثة أعضاء من اتحاد الكرة الإسرائيلي إلى البحرين".
إذاً آل خليفة أوضح الصورة حتى لا تكون ملتبسة على أحد، ومفادها أن المهم هو استضافة هذا الحدث العالمي، أما الحديث عن الوجود الإسرائيلي فهذا أمر "عرضي"، إذ بالنسبة إلى هؤلاء باتت القضية الفلسطينية في طيّ النسيان وحتى الاندثار، أما التطبيع بكافة أشكاله مع الكيان الإسرائيلي فبات حتى علنياً. أوَليس ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة هو القائل أمام رئيس مؤسسة التفاهم العرقي في نيويورك، الحاخام اليهودي مارك شناير، قبل أشهر، وفقاً لما كشفته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية: «إسرائيل قادرة على الدفاع ليس عن نفسها فحسب بل عن أصوات الاعتدال والدول العربية المعتدلة في المنطقة»؟
لكن مهلاً، وجب تذكير رئيس الاتحاد البحريني بأن مئات من الناشطين الفرنسيين والجالية العربية تظاهروا قبل أيام أمام مقر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم للمطالبة بطرد إسرائيل من "الفيفا"، وأكثر فإن جماهير سلتيك الإسكوتلندي رفعت الأعلام الفلسطينية وردّدت العبارات المناهضة لإسرائيل في المباراة أمام هابويل بئر السبع الإسرائيلي في "يوروبا ليغ". هذا هو المشهد في البحرين، وذاك في فرنسا واسكوتلندا البعيدتين!