كان النجم الألماني والهداف التاريخي للمونديال ولمنتخب بلاده ميروسلاف كلوزه، العنوان الأبرز في الأسبوع الماضي، حين اتخذ قرار الاعتزال نهائياً بعد اعتزاله دولياً عقب مونديال 2014، ودون إهدار الوقت، قرر على الفور الالتحاق بصفوف المنتخب الألماني ليعمل في الجهاز الفني الذي يقوده يواكيم لوف.
اعتزل كلوزه والتحق على الفور بالجهاز الفني لمنتخب ألمانيا
بطبيعة الحال، أصاب كلوزه في خياره، وهو بالتأكيد وجد الطريق مفروشاً أمامه بالورود للعودة إلى "المانشافت"، لكن على مقعد البدلاء هذه المرة، وذلك نظراً إلى الهالة التي يتمتع بها في بلاده، والإنجازات الكثيرة التي قدمها له، وآخرها إسهامه في قيادته إلى لقب مونديال البرازيل الذي أزاح فيه "الظاهرة" البرازيلية رونالدو، عن عرش أفضل هداف في تاريخ كأس العالم. هذه السيرة لـ "ميرو" سهّلت له الوصول إلى المنصب الجديد، لكن يجدر القول إن اسم كلوزه وحده لم يفرض نفسه، إذ إن وجوده في المنتخب الألماني يبدو ذا فائدة كبيرة للأخير، نظراً إلى تجربته الغنية، وهو سيكون معنياً بخط الهجوم، خصوصاً أن "المانشافت" افتقد بعد اعتزاله للمهاجم الصريح الهداف إذا ما أخذنا في الاعتبار أن ماريو غوميز تقدم في السن. ولعل المفارقة حضرت في المباراة الأولى لألمانيا بعد تعيين كلوزه، بتسجيل الوافد الجديد سيرج غنابري، اللاعب السابق لأرسنال الإنكليزي وفيردر بريمن حالياً وهداف أولمبياد ريو، ثلاثة أهداف "هاتريك"، فضلاً عن منح الفرصة لكيفن فولاند وتسجيله هدفاً، حيث إن وجود كلوزه سيفيدهما، بلا شك، في الفترة المقبلة عبر اكتسابهما من تجربته، فضلاً عن توكيله مهمة البحث عن مهاجمين آخرين.
وإذا كان كلوزه قادراً على تقديم الفائدة لمنتخب بلاده، فإنه في المقابل سيستفيد من هذه التجربة لصقل تجربته التدريبية، إذ ليس بقليل أن يبدأ أولى خطواته في هذا المجال مع بطل العالم الحالي وإلى جانب مدرب مثل لوف، وبطبيعة الحال فإن نجاحات "المانشافت" القادمة ستمهّد الطريق أمام "ميرو" لاقتحام عالم التدريب من أوسع أبوابه.
كلوزه ليس الهداف الوحيد السابق الذي يعمل مساعداً لمدرب في منتخب كبير، إذ سبقه إلى ذلك قبل مدة النجم الفرنسي السابق تييري هنري، كمساعد ثانٍ لمدرب منتخب بلجيكا، الإسباني روبرتو مارتينيز. البلجيكيون طبعاً وجدوا في هنري، المحلل الرياضي أيضاً حالياً، الرجل المثالي للعب هذا الدور، نظراً إلى تجربته الغنية تحديداً في البطولات الكبرى مع منتخب فرنسا، وهذا ما بدا واضحاً، أن بلجيكا تفتقده كما ظهر في مونديال 2014 وكأس أوروبا 2016، حيث فشل "الشياطين الحمر" في تحقيق أي شيء رغم تشكيلتهم القوية، هذا فضلاً عن الفائدة على الصعيد الهجومي التي يمكن أن يقدمها "تيتي"، وهذا ما لم يخفه مهاجم بلجيكا كريستيان بينيتيكي الذي قال: "إنه يساعدنا على تحسين قدرتنا في إنهاء الهجمات. إنه ينقل إلينا تجربته ويقدم لنا النصائح حول الخيارات في منطقة الجزاء، والطريقة التي سأتمركز فيها وكيف أسدد الكرة".
وسريعاً بدت بصمة هنري، حيث سجل المنتخب البلجيكي 13 هدفاً في 3 مباريات (قبل مواجهة أمس أمام إستونيا)، كما أن بينيتيكي نفسه سجل "هاتريك" في المباراة أمام جبل طارق.
أضف إلى أن الميزة التي يتشارك فيها هنري مع كلوزه هو اعتبارهما قدوة، ما يساعدهما في التقرب من اللاعبين، وهذا ما عبّر عنه نجم بلجيكا إيدين هازار حيث قال: "عندما كنت أصغر سناً كنت أشاهد هنري ومنتخب فرنسا أكثر من منتخب بلجيكا. إنه يعلمنا الكثير".
كلوزه وهنري هما عيّنة للعديد من اللاعبين الذين شقوا طريقهم إلى عالم التدريب كمساعدين، ومن يعلم، فقد يصبحان في يوم من الأيام مدربين لمنتخبي بلديهما؟