ها هو البرازيلي دانيلو ينضم إلى كوكبة من الأسماء التي سجّلت فشلاً ذريعاً مع ريال مدريد. الظهير الأيمن الذي زايد الريال في صفقته لخطفه من بورتو البرتغالي قبل غريمه التقليدي برشلونة، ظهر مجدداً بصورة لاعبٍ متواضع المستوى ليفتح الباب مجدداً حول سوء سياسة التعاقدات المعتمدة في البيت الأبيض، التي جلبت مرات عدة لاعبين سيئين أضروا الريال أكثر مما نفعوه.
قبل دانيلو كان هناك مدافعون آخرون وصلوا فجأةً إلى العاصمة الإسبانية ثم غادروها، تاركين أسوأ الذكريات. أحد هؤلاء ما وصفته صحيفة "ماركا" الرياضية الإسبانية المقرّبة من النادي الملكي، بأسوأ صفقة في القرن الـ 21. وهنا الحديث عن الإنكليزي جوناثان وودغايت الذي سجل هدفاً من طريق الخطأ في مرماه في أول مباراة لعبها بالقميص الأبيض، حيث طُرد أيضاً، وهو الذي انتظر 13 شهراً بعد توقيعه لكي يسجّل بدايته مع الفريق الذي وصل إليه مصاباً!
مدافعٌ آخر بدا شبحاً للاعب الذي اكتسب لقب "الحائط" في الدوري الإيطالي، حيث فاز بـ "السكوديتو" مع روما وإنتر ميلانو، وبدوري أبطال أوروبا مع الأخير. والكلام يرتبط بالأرجنتيني والتر صامويل الذي سارع الريال إلى الاستغناء عنه بعد موسمٍ واحد فقط، واستبدل به مدافعاً يصنع أسطورته الخاصة حالياً في مدريد، هو سيرجيو راموس.

كثرة الجنسيات وأسماء اللاعبين الذين فشلوا في العاصمة الإسبانية

كذلك، لا شك في أن محبي الريال يذكرون جيداً اسم الهولندي رويستون درنتي، الذي رأى فيه "الميرينغيز" نجماً واعداً بعدما لمع مع فينورد روتردام، لكنه سرعان ما تحوّل إلى العدو الأول للجمهور المحلي، الذي أطلق صافرات الاستهجان ضده مرات عدة، وطالب برحيله، فحصل الأمر بعدما أعاره الريال في مناسبتين إثر عدم ارتقائه إلى المستوى المطلوب.
إنكليزي آخر عاش كابوس مدريد، هو المهاجم المعروف مايكل أوين، الذي رغم تسجيله 16 هدفاً في 45 مباراة بقميص الريال، رأى نفسه محرجاً ضمن تشكيلة تضم الهداف الرائع للريال راوول غونزاليس و"الظاهرة" البرازيلي رونالدو، الذي استقدم مواطنه المدرب فاندرلي لوكسمبورغو برازيليين آخرين في تلك الفترة، هما روبينيو وجوليو باتيستا، اللذين يمكن تسجيلهما على اللائحة السوداء أيضاً.
وبين المهاجمين الذين لم يرضوا الطموحات وغادروا سريعاً أسوار ملعب "سانتياغو برنابيو"، كان الفرنسي نيكولا أنيلكا، الذي فاز مع الريال باللقب الأوروبي الكبير عام 2000، حيث شارك أساسياً في المباراة النهائية أمام فالنسيا. المهاجم الفذّ الذي سرق الأضواء في "البريميير ليغ" لم يجد نفسه في المنظومة المدريدية، فخسر النادي الملكي 23 مليون جنيه إسترليني في الصفقة التي نقلت اللاعب من أرسنال الإنكليزي الذي كان قد ضمّه مقابل 500 ألف جنيه فقط!
كذلك، يمكن ذكر اسم الأرجنتيني خافيير سافيولا، ضمن المهاجمين الذين سقطوا في امتحان الريال، ويمكن القول إنه كان القاسم المشترك بين جمهوري برشلونة والريال الذين اتفقوا على كرهه بعد فشله مع فريقيهما على حدٍّ سواء.
ولا يمكن إبعاد الإيطالي أنطونيو كاسانو من هذا الإطار، حيث لا يزال السؤال حتى اليوم: لماذا يتعاقد الريال مع لاعبٍ مثله، لا يُحتمل بتفلته فنياً على أرض الملعب أو بتصرفاته عامة؟ بطبيعة الحال، حتى إن والده الروحي، أي مواطنه فابيو كابيللو لم يستطع تحمّله كثيراً، فكانت النتيجة المعروفة.
اسمٌ كبير آخر يضاف إلى هذه اللائحة، هو البرازيلي كاكا. هذا النجم الذي لا يمكن التشكيك بقدراته، عُدَّ صفقة مدريدية فاشلة، على اعتبار أن الريال دفع 56 مليون جنيه إسترليني ثمناً لانتقاله من ميلان الإيطالي، لكنه طوال أربعة أعوام لم يظهر بنفس الشخصية القيادية التي ظهر عليها مع "الروسونيري".
ومن القادمين الفاشلين من إيطاليا، كان البرازيلي إيمرسون، وذلك في خضم البحث عن خليفة للفرنسي كلود ماكيليلي، والذي لم يكن الدانماركي توماس غرافيسن أيضاً. الاثنان عادا أدراجهما سريعاً، الأول إلى الـ "سيري أ" باتجاه ميلان، والآخر إلى الجزيرة البريطانية، لكن هذه المرة إلى اسكوتلندا حيث انضم إلى سلتيك.