ما الذي يحدث مع ليفربول؟ ماذا أصاب «الريدز» في الشهر الأول من العام الجديد؟ لا أحد من القريب والبعيد يصدّق ماذا يحصل مع فريق المدرب الألماني يورغن كلوب الذي أدهش الجميع ونال الإشادات حتى منتصف الموسم الحالي بنتائجه الباهرة وكرته الجميلة، وإذا بالأمور تنقلب رأساً على عقب في ملعب «أنفيلد رود» وتتحول الطموحات إلى إحباطات والانتصارات إلى خيبات. هكذا، وفي أيام معدودات فقدت كرة ليفربول جمالها وبدأت الكوارث في النتائج، بدءاً من الدوري الإنكليزي الممتاز الذي كان فيه «الريدز» على مقربة من تشلسي المتصدر في المركز الثاني، وإذا به يتعادل أمام سندرلاند ومانشستر يونايتد ويتعرض لخسارة مفاجئة على ملعبه الشهير «أنفيلد رود» أمام سوانسي سيتي الضعيف 2-3 في المرحلة الأخيرة ويتراجع الى المركز الرابع.
وانتقل المسلسل المأسوي في منتصف الأسبوع الماضي إلى مسابقة كأس الرابطة حيث خسر «الريدز» على ملعبه أمام ساوثمبتون 0-1 في إياب نصف النهائي بعد خسارته ذهاباً خارجه بالنتيجة ذاتها، ليحرم بالتالي جمهوره من مواجهة الغريم مانشستر يونايتد في «النهائي الحلم» في «ويمبلي»، وانتهاء بالصاعقة الكبرى أول من أمس عندما ودّع ليفربول كأس إنكلترا من دور الـ 32 بخسارته على ملعبه أيضاً أمام وولفرهامبتون صاحب المركز الثامن عشر في الدرجة الثانية 1-2، علماً بأن فريق كلوب تأهل إلى هذا الدور بشق الأنفس بعد فوزه الصعب على بليموث من الدرجة الرابعة 1-0 في مباراة معادة نظراً إلى تعادل الفريقين السلبي في «أنفيلد»، لتكون المحصّلة في العام الجديد حتى الآن 4 هزائم و3 تعادلات وفوز وحيد في 8 مباريات.

ودّع «الريدز» كأس الرابطة
وكأس إنكلترا وتراجع في
الدوري الممتاز


لا شك في أن هذه الصورة السوداوية دقّت ناقوس الخطر في مدينة ليفربول برمّتها التي وجدت نفسها تستعيد الأيام السيئة مع المدرب الإيرلندي السابق براندن رودرجز لا بل حتى بدرجة أكبر، إذ إنها المرة الأولى منذ 2012 التي يتعرض فيها «الريدز» لثلاث هزائم متتالية على ملعبه.
الواضح أن ليفربول في أزمة وأنه يعاني من مشاكل عديدة. الفريق يبدو مفتقداً روحه القتالية والاندفاعية، لا بل حتى إن سرعة أدائه انتقلت إلى بطء غير معتاد.
القول هنا أن الثنائي الأبرز في الفريق البرازيلي فيليبي كوتينيو العائد بأداء متراجع جراء الإصابة والسنغالي ساديو ماني الذي كان مشغولاً بكأس أمم أفريقيا أثّر على ليفربول غير مبرر طبعاً، إذ إن كل فريق معرض لخسارة أبرز نجومه في موسم طويل.
بطبيعة الحال، فإن الأنظار اتجهت مباشرة إلى كلوب «قائد الثورة» منذ تسلّمه منصبه بعد مرور عدة أسابيع في الموسم الماضي. الألماني كان واضحاً ولم يخفِ بعد الخسارة أمام وولفرهامبتون أنه يتحمل مسؤولية. هذا الأمر لا يمكن إنكاره طبعاً، إذ بدا واضحاً أن التحفيز الذي يتّبعه كلوب لا يكفي وحده، بل من الضروري وجود عناصر قادرة على صنع الفارق وخصوصاً إذا ما تراجع أداء مفاتيح اللعب في الفريق أو غابت كما الحال مع كوتينيو وماني، وهنا يُسأل كلوب وإدارته عن عدم تدعيم صفوف ليفربول بأسماء على مستوى عال، حيث يحتاج «الريدز» دون مبالغة إلى مهاجم ولاعب وسط ومدافع وحتى حارس من فئة «سوبر ستار»، أي في كل المراكز، إلا أن الألماني ظل مصراً على أن فريقه مكتمل ولا يحتاج إلى أي تدعيمات وهذا غير صحيح، مقارنة بما تحويه الفرق الكبرى الأخرى.
ثم إن الثقة المفرطة لكلوب بما صنعه منذ تسلّمه مهمته دفعته إلى الاستعجال بضخّ الأسماء الشابة المفتقرة إلى الخبرة دفعة واحدة في الفريق، وهذا ما أربك توازن المجموعة، فضلاً عن انكشاف ضعف الدفاع تحديداً، إذ إن معظم شاغليه ليسوا بجودة ما تحويه الفرق الكبرى الأخرى حيث يكفي ذكر الإستوني راغنار كلافان منهم الذي لم يصدّق أن كلوب اتصل به لضمه إلى ليفربول.
الأكيد أن كلوب يبدو أمام الامتحان الأصعب له منذ قدومه إلى ليفربول وهذا ما سيزيد الضغوط عليه، مقارنة بموسمه الأول الذي كان غير مطالب فيه من الإدارة والجمهور بتحقيق الألقاب.
المهمة المقبلة غداً ستكون مفصلية لليفربول أمام تشلسي بالنسبة إلى منافسته في الدوري الممتاز على الأقل للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا وخصوصاً بعد تراجعه إلى المركز الرابع المهدد من قطبي مانشستر يونايتد وسيتي. جماهير «الريدز» ستُنشد مجدداً ومهما كانت الظروف أغنيتها الشهيرة لفريقها: «لن تسير وحدك أبداً». الفوز بالمباراة مطلب حتميّ، أما الخسارة فتعني أن ليفربول يسير، فعلاً، نحو المجهول.