هي منتخبات «النجم الواحد»، البرتغال، ويلز وبولونيا. الأول مع كريستيانو رونالدو، والثاني مع غاريث بايل، والثالث مع روبرت ليفاندوفسكي. قاد هؤلاء منتخبات بلادهم إلى الفوز في المباريات الأخيرة لهم في تصفيات كأس أوروبا 2016، ولم يخيبوا آمال جماهيرهم.
في الحديث عنهم، يجلس هؤلاء دائماً في المقدمة، إن كانت النتيجة سلبية أو إيجابية، وهذا ما يجعلهم عرضة للظلم أكثر من غيرهم من اللاعبين. ولأن الآمال عليهم فقط، فإن غيابهم يؤثر على النتائج سلباً، كما يؤثر حضورهم إيجاباً.
لا يمكن القول إننا الآن في عصر منتخب «النجم الواحد» الذي يحمل المنتخب على كتفيه وتتجه إليه الأنظار دون سواه، إذ تتفاوت المنتخبات في ما بينها بطريقة اللعب، لكن ما ثبت بوضوح في عالم كرة القدم، هو أن اللعب الجماعي وعدم بروز نجم دون آخر هما الطريقة المثلى لإصابة النجاح.
لكن بالعودة إلى هذه المنتخبات الثلاثة، وأولها البرتغال مع نجمها الأول رونالدو، قاد «سي آر 7» منتخبه في المباراة الأخيرة ضد أرمينيا، إلى الفوز بنتيجة 3-2، بتسجيله ثلاثة أهداف «هاتريك»، ليتصدر «برازيل أوروبا» المجموعة التاسعة. وبات رونالدو يملك في رصيده 35 هدفاً دولياً، ليصبح ثاني أفضل هداف في تاريخ تصفيات الـ»يورو» وكأس العالم، بعد الإيرلندي روبي كين الذي يملك 38 هدفاً.
أما نجم ويلز وزميل رونالدو في ريـال مدريد، غاريث بايل، الذي وضع سريعاً مشاكله مع الفريق الإسباني جانباً، وقدّم مستوى ممتازاً في التصفيات، ليقرّب منتخب بلاده من أول ظهور له في نهائيات البطولة منذ 57 عاماً، إذ سجل هدفاً رائعاً تغلب فيه على بلجيكا 1-0، ليتصدر الويلزيون ترتيب المجموعة الثانية.

سجل كل من رونالدو وليفاندوفسكي «هاتريك» ليلة السبت

وبات بايل بحاجة إلى انتصارين فقط في آخر أربع مباريات للتأهل إلى النهائيات. وطبعاً يدرك هذا النجم صعوبة المهمة، لكن الجماهير الويلزية ترى فيه المنقذ الذي سيغيّر كل الصورة السلبية التي ترسمها المنتخبات الأخرى حول منتخبه.
وأخيراً مع ليفاندوفسكي الذي اكتسح ومنتخبه بولونيا ضيفهم الجورجي بنتيجة 4-0، ليتصدر أيضاً المجموعة الرابعة. «ليفا» وحده حقق الفوز، وأصاب أيضاً رقماً قياسياً، إذ سجل «هاتريك» خلال 4 دقائق في آخر لحظات المباراة. وجاءت الأهداف الثلاثة في الدقائق 89 و91 و92 توالياً ليكون ثاني أسرع «هاتريك» في تاريخ التصفيات بعد التركي عارف آدم الذي سجله في «يورو 2000» في مرمى إيرلندا الشمالية.
حتى الآن يبدو أن هؤلاء الثلاثة ومنتخباتهم يسيرون في خط النجاح في التصفيات، لكن هل سيذهبون بعيداً في نهائيات البطولة إذا ما تأهلوا؟
تبيّن التجارب السابقة، وتحديداً في البطولات الأخيرة، أن المنتخبات التي تعتمد «النجم الأوحد» لا تتمكن من الوصول إلى مراحل متقدمة، إذ إن الكرة الناجحة حالياً صارت جماعية، وهذا ما يفسر سبب نجاح إسبانيا في الأعوام الأخيرة، ثم ألمانيا بعدها. وكانت مباراة بطل العالم ضد جبل طارق دليلاً على ذلك، اذ سحق «المانشافت» خصمه الضعيف 7-0، بأسماء هدافين مختلفين.
النجومية والآمال المعلقة على لاعب واحد لم تعد تنفع كالسابق مع تطور حركة الكرة بين اللاعبين، فضلاً عن أنها لعنة تطارد اللاعب النجم إذا ما أتت النتيجة سلبية. أما إن كان محظوظاً وأصاب الإنجازات، فإنه الوحيد الذي سيحصل على الإشادات دون اللاعبين الآخرين أو حتى المدرب الذي جهَّز الخطط.
بين الكرة الجماعية في المنتخب و»النجم الواحد» تفوز الأولى، والمباراة النهائية في كأس العالم بين ألمانيا والأرجنتين تبين ذلك. المستقبل للكرة الجماعية لا لأصحاب النزعة الفردية من المنتخبات.




رونالدو غيّر التاريخ

احتفلت الصحف البرتغالية بالـ»هاتريك» الذي سجّله نجم منتخبها كريستيانو رونالدو في مرمى أرمينيا ليفوز 3-2. وكتبت صحيفة «آبولا» على غلافها عنوان «المتألق» الذي يسلط الضوء على «صاروخ ماديرا» الذي أنهى الموسم بـ66 هدفاً. وأشادت «أو غوغو» بكابتن منتخبها وعنونت «رونالدو غيّر التاريخ»، في إشارةٍ منها إلى أنها المرة الأولى التي يفوز فيها المنتخب البرتغالي على الأراضي الأرمينية.