من تابع المباراة القوية بين بوروسيا دورتموند ولايبزيغ في نهاية الاسبوع الماضي، لا شك في انه قد لاحظ وقتذاك أن التعادل لن يكسره سوى شيء خارق يقوم به احد اللاعبين ويرجّح كفّة فريقٍ على آخر.
وهذا ما حصل عندما قام الموهوب الفرنسي عثمان ديمبيلي بمجهود فردي رهيب على الجهة اليمنى، أهدى على اثره كرة على طبقٍ من فضة على رأس المهاجم الكاميروني بيار ــ إيميريك أوباميانغ، ليخرج دورتموند فائزاً بهذا الهدف.
بصراحة، لو قام الارجنتيني ليونيل ميسي أو البرتغالي كريستيانو رونالدو بما قام به ديمبيلي من تخطّي للاعبين بسرعة ممزوجة بالمهارة والذكاء، لكانت وسائل الاعلام العالمية قد أسهبت في استعراض تلك اللقطة ووصفت اللاعبين المذكورين بالاسطورة. فعلاً لم تكن اللقطة عادية، وتعكس شيئاً ملموساً عرفته كرة المانيا في الاعوام القريبة الماضية، ويمكن إطلاق عليه لقب كنوز دورتموند الذي يضم اكثر من ديمبيلي واحد؛ ففريق المدرب توماس توخيل اعتاد في الآونة الاخيرة استقطاب أهم المواهب الصاعدة في سماء كرة القدم الاوروبية، مستفيداً من وجود مدير رياضي اسمه ميكايل تزورك، الذي على ما يبدو يحمل التعويذة الصحيحة التي تسحر هؤلاء الشبان وتجعل عملية إقناعهم بالتحول الى «فستفالن شتاديون» سهلة، بحيث يرفضون العروض المغرية من اندية كبرى في اسبانيا وانكلترا وايطاليا وفرنسا، وحتى من سارق المواهب الأزلي في «البوندسليغا»، أي بايرن ميونيخ.

كلمة سر دورتموند
هي في إعطاء الشبان
فرصة اللعب


آخر الوافدين في سوق الانتقالات الشتوية كان ما يعرف حالياً بـ»زلاتان الجديد»، وهو المهاجم السويدي اليافع الكسندر اسحق (17 عاماً)، الذي رفض عرضاً من العملاق الاسباني ريال مدريد، مفضلاً الانتقال الى دورتموند. وقبل اسحق كان ديمبيلي (19 عاماً) والتركي إيمري مور (18 عاماً) والاميركي كريستيان بوليسيتش (18 عاماً) والدولي جوليان فيغل (21 عاماً).
كل هذه الاسماء كانت مطاردة من كشافي اكبر اندية «القارة العجوز»، لكنهم حطّوا في «مغارة دورتموند» التي تجمع جواهر الكرة الاوروبية بسلاسة.
طبعاً لا تغري ادارة «أسود فستفالن» هؤلاء الشبان بالاموال، فهي أصلاً عانت الامرّين في فترة سابقة على هذا الصعيد، لدرجة اضطرت إلى الاستدانة من بايرن لكي تبقي النادي على قيد الحياة. وهنا يبدو المفتاح بيد الطرف الذكي الذي يوجّه هذه المواهب الى المكان الافضل، بحيث لن يعرفوا المصير البائس الذي عاشه ما حكي عن أنه أهم موهبة كروية في العالم النروجي مارتن أوديغارد، الذي تسرّع في الانتقال الى ريال مدريد، في خطوة ضجّ بها العالم، لكنه اليوم ينشط مع فريق هيرينفين الهولندي معاراً من النادي الملكي الذي لم يمنحه ما كان بإمكان دورتموند أن يعطيه إياه وما يعطيه للاعبيه حالياً.
وهنا الحديث عن الفلسفة الموجودة في هذا النادي الالماني الذي يضم خيرة الكشافين في اوروبا. وبعد ان تتم عملية الرصد، يذهب تزوك ورجاله الى إقناع اللاعب الشاب بأهمية الذهاب الى دورتموند دون سواه، وتكون كلمة السرّ عادة هي بمنحه فرصة اللعب بشكلٍ كبير. ومن هذه المرحلة ينتقل العمل الى توخيل الذي أثبت أنه يبرع في تطوير قدرات اي موهبة وافدة بحيث تتحول الى حجرٍ اساسي في تشكيلته، فتحمل الى دورتموند النتائج الايجابية راهناً، والاموال الكبيرة لاحقاً، على اعتبار ان أيّاً من هذه الاسماء المذكورة لن ينتقل الا بمبلغٍ كبير.
مساء غدٍ يلعب دورتموند في كأس المانيا مع هيرتا برلين. هي مباراة غير سهلة بلا شك، لكن الاكيد ان توخيل سيترك فيها مساحة للشبان من اجل إعطائهم ما وعدهم به، وخصوصاً أن لائحته تكبر أكثر فأكثر، وهناك أسماء لا يعرفها كثيرون لكنها ستسيل لعاب الطامعين بمواهب الفريق الاصفر والاسود مستقبلاً، أمثال دشينيش بورنيتش وفيليكس باسلاك وياني لوكا سيرا، الذين لا تتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة.




برنامج البطولات الأوروبية الوطنية

فرنسا (المرحلة 24)

- الثلاثاء:
مونبلييه - موناكو (20.00)
كاين - بوردو (20.00)
باريس سان جيرمان - ليل (22.00)

- الأربعاء:
باستيا - نانت (20.00)
ليون - نانسي (20.00)
نيس - سانت اتيان (20.00)
متز - ديجون (20.00)
لوريان - تولوز (20.00)
انجيه - رين (20.00)
مرسيليا - غانغان (22.00)

إيطاليا

(المرحلة 23)

- الثلاثاء:
روما - فيورنتينا (21.45)

(مؤجلة - المرحلة 18)

- الأربعاء:
كروتوني - يوفنتوس (19.00)
بولونيا - ميلان (21.45)

كأس إسبانيا
(إياب نصف النهائي)

- الثلاثاء:
برشلونة - أتلتيكو مدريد (2-1 ذهاباً) (22.00)

- الأربعاء:
الافيس - سلتا فيغو (0-0 ذهاباً) (22.00)

كأس ألمانيا (دور الـ 16)

- الثلاثاء:
هامبورغ - كولن (19.30)
استوريا فالدورف - أرمينيا بيليفيد (19.30)
بايرن ميونيخ - فولسبورغ (21.45)
غروثر فيورث - بوروسيا مونشنغلادباخ (21.45)

- الأربعاء:
ساندهاوزن - شالكه (19.30)
شبورتفرويند لوته - ميونيخ 1860 (19.30)
بوروسيا دورتموند - هيرتا برلين (21.45)
هانوفر - اينتراخت فرانكفورت (21.45)