الأول يُلقب "إل تشولو" أو رجل العصابة، والثاني يلقب "إل بيرسبيكاز" أو الداهية. الأول اسمه دييغو سيميوني، والثاني اسمه خورخي سامباولي. الاثنان أرجنتينيان، أما الأحد فموعدهما على الأراضي الإسبانية.
بطبيعة الحال عند الحديث عن قمة أتلتيكو مدريد وإشبيلية في المرحلة الثامنة والعشرين من الدوري الإسباني، فإن العنوان الرئيسي لها هو المواجهة بين سيميوني وسامباولي اللذين يعدان حالياً من أفضل المدربين في "الليغا"، لا بل في أوروبا ككل، وبالإضافة إلى كونهما أرجنتينيين، فإن ما يجمعهما هو الروح الثورية التي تصبغ أداءهما التدريبي عبر إخراج الأفضل من اللاعبين وتحفيزهم ومدهم بالطاقة الإيجابية رغم الصعوبات.
بالنسبة إلى سيميوني، من المسلم به أن هذا المدرب صنع اسماً كبيراً في عالم التدريب بسرعة قياسية عندما تسلم تدريب "الروخيبلانكوس" حيث صنع فريقاً قوياً زعزع به السيطرة المطلقة للقطبين ريال مدريد وبرشلونة على الكرة الإسبانية وأحرز لقب "الليغا" عام 2014 وأرعب به أوروبا عندما تمكن من الوصول إلى نهائي دوري الأبطال في 2014 و2016.

سيميوني صنع
اسماً كبيراً في إسبانيا وسامباولي يسير
على خطاه
اللافت في مسيرة سيميوني مع أتلتيكو هو محافظة الفريق على ثباته في السنوات الأخيرة، إذ رغم التراجع في الموسم الحالي على صعيد "الليغا" فإنه واصل تألقه قارياً ونجح الأربعاء في بلوغ ربع النهائي مرة جديدة، حيث لم يتوان مهاجم الفريق الخصم في دور الـ 16 باير ليفركوزن الألماني، المكسيكي خافيير هرنانديز "تشيتشاريتو"، عن القول بأن أتلتيكو أحد المرشحين لإحراز اللقب.
سيميوني يتميز بالثقة التي يمتلكها والإرادة القوية، إذ رغم صدمتي خسارة نهائي دوري الأبطال أمام الجار الغريم ريال مدريد فإنه لم يفقد الحافز والحلم الذي عكسه على لاعبيه ومشجعي "الروخيبلانكوس" الذين أصبحوا يلهبون الحماسة في ملعب "فيسنتي كالديرون" بإشارة واحدة من يد مدربهم.
سامباولي يشبه سيميوني. الاثنان يتشاركان في الكثير من الصفات لناحية الشخصية، لكن الأول يبدو متأثراً بمواطنه مارتشيللو بييلسا الملقب "إل لوكو" أو "المجنون" لناحية الفكر والابتكار الخططي حيث يقول عند مقارنته بمواطنه "إنه مثلي الأعلى وملهمي"، أما شقيقته فتؤكد أنه كان يقضي الكثير من وقته وهو يشاهد مباريات لبييلسا قبل أن يخلفه في تدريب منتخب تشيلي الذي حقق معه نتائج لافتة بتقديم أداء مميز في مونديال 2014 وإحراز بطولة "كوبا أميركا" في 2015 و2016، وهذا ما جعل مسؤولي النادي الأندلسي يسارعون إلى التعاقد معه بعد انتقال أوناي إيمري إلى باريس سان جيرمان الفرنسي ليصبح بذلك المدرب الأرجنتيني الثاني في تاريخ إشبيلية بعد كارلوس بيلاردو.
ما يمكن قوله إن سامباولي نجح في مهمته حتى الآن في موسمه الأول مع إشبيلية، وهذا أمر لافت في تجربته الأولى في الملاعب الأوروبية. صحيح أن الفريق الأندلسي ودّع دوري أبطال أوروبا من دور الـ 16 أمام ليستر سيتي الإنكليزي. لكن يجدر القول إنه أضاع ركلتَي جزاء ذهاباً وإياباً كانتا كفيلتين ببلوغه ربع النهائي، أما في "الليغا" فيحتل حالياً المركز الثالث بفارق ثلاث نقاط عن برشلونة الثاني و5 نقاط عن الريال الأول ومتقدماً بخمس نقاط على أتلتيكو، وهي محصلة جيدة في الموسم الأول، وخصوصاً أن الفريق خسر في الصيف الماضي اثنين من أبرز لاعبيه، هما: الأرجنتيني إيفر بانيغا والبولوني غرزيغورز كريتشوفياك، لكن سامباولي تمكن من تشكيل توليفة قوية وهذا ما لفت الأنظار إليه وتحديداً من برشلونة حيث ورد اسمه بين المرشحين لخلافة لويس إنريكي.
مواجهة خاصة ستجمع سيميوني وسامباولي الأحد، أقل ما يقال فيها إنها على زعامة المدربين الأرجنتينيين في الوقت الحالي.