بعد مدرب برشلونة، لويس إنريكه، وإعلان رحيله عن الفريق نهاية الموسم الحالي على إثر تراجع النتائج في معظم البطولات، سار مدرب لاس بالماس كيكي سيتين على الأثر ذاته. مبكراً أعلن رحيله عن تدريب الفريق، مؤكداً أنه لن يكون مدرباً له في الموسم المقبل. تأتي استقالته مفاجئة بعد موسمين حقق فيهما نجاحاً كبيراً ومشهوداً له رغم ضعف الإمكانات التي بين يديه. السبب الذي أودى إلى ذلك حسب سيتين أن هناك خلافات لا يمكن التغلب عليها مع مجلس إدارة النادي.
هذا ما قاله، أما ما رشح من بعض الصحف الإسبانية هو أن هناك تحفّظاً من قبل بعض اللاعبين على أساليبه الخططية وافتقاده الطموح. الاتهام الأخير عن افتقاد الطموح لا يمكن إدراجه إلا في خانة "الافتراء" على المدرب في إطار السعي نحو ترحيله.
صحيح أن لاس بالماس يحتل المركز الثاني عشر في جدول الدوري الإسباني، إلا أن الجانب المليء من الكأس يشير إلى أنه بعيد عن مراكز الهبوط، وتحقيقه أخيراً نتائج يصعب على أحد بهذه القدارت تحقيقها، لعل أبرزها التغلب في الجولة الأخيرة على فياريال 1-0، فيما أحرجوا الريال الذي تعادل معهم بصعوبة بالغة 3-3.
في ذلك الأسبوع استعاد الفريق حسّه التهديفي، إذ سجل 8 أهداف في خمسة أيام. ما يعادل ما أحرزه الفريق على مدار 11 مباراة سابقة بين شهري كانون أول وشباط الماضيين.

حقق الفريق نتائج لافتة هذا الموسم
ولم يخسر سوى
مرتين على ملعبه
فبعد تعادله مع الريال تغلب على أوساسونا 5-2، ليستفيق في شهر آذار محققاً بعض النقاط ومتخلصاً من محصلة شهر شباط الذي لم يحصد فيه أي نقطة.
التخلص من المدربين الذين ينجحون مع فرقهم، بدى كعادة لدى إدارة لاس بالماس. عادة غريبة غير مفهومة على الإطلاق، إذ بعدما استمروا 13 عاماً بعيدين عن دوري الدرجة الأولى، نجح المدرب باكو إيريرا بإيصالهم الى هناك. أقالوه فجأة رغم نجاحه حيث فشل الآخرون على مدار سنين طويلة.
جاء سيتين، خلفاً له، قالباً الفريق رأساً على عقب، معتمداً أسلوب الاستحواذ على الكرة متشابهاً في ذلك مع برشلونة. في الموسم الماضي، تسلم دفة الفريق متذيلاً الترتيب، ثم أنهى الموسم في المركز الثامن بفارق كبير عن مراكز الهبوط.
أما في الموسم الحالي، بدأت الأمور أفضل بكثير عن الموسم الماضي، تحديداً من ناحية التعاقدات، أبرزها الغاني المخضرم كيفن برينس بواتينغ الذي سئل عن سبب انتقاله إلى هذا الفريق، فأجاب "لمَ لا؟". كما ضموا بالإعارة اللاعبين الكرواتي ألين هاليلوفيتش وخيسيه رودريغيز. 6 تعاقدات بـ 2.40 مليون فقط، ضخت دماء جديدة، لتترجم خطط سيتين التي تعتمد إضافة إلى الاستحواذ على التمريرات القصيرة، والدفاع مع الكرة، والدفاع المتقدم، والضغط البدني على الخصوم.
يمكن القول إن الفريق، وبعد أن قطع نصف الموسم، بعيد كل البعد عن السقوط إلى دوري الدرجة الثانية، ولا يخاف أحد لا سيتين ولا اللاعبين أو الإدارة من الهبوط. فالنتائج التي حققوها كانت ملفتة، خصوصاً على ملعبهم إذ لم ينهزموا هناك إلا مرتين.
أما على صعيد اللاعبين، فلعل أبرزهم هو روكي ميسا، "مايسترو" الفريق، الذي بات بعد صناعة هدف الفوز أمام فياريال، أكثر لاعب صاحب تمريرات صحيحة في الدوري بـ 1609 تمريرة صحيحة في حين جاء في المركز الثاني لاعب إشبيلية الفرنسي ستيفن نزونزي 1436، وآسيير إيارامندي لاعب ريال سوسييداد في المركز الثالث 1362.
لاعبون صنعوا فريقاً جيداً مع المدرب، لكن نهاية الموسم سيرحل سيتين. مع ذلك، فإنه لن يوقف القتال في الدوري، وختم في إعلان الرحيل أنه "الآن أكثر من أي وقت مضى، يطالب اللاعبين بالتحلي بالروح القتالية حتى يشعر المشجعون بالفخر".