ببرودة أعصاب، طرد الحكم التشيلياني إنريكه أوسيس البرازيلي نيمار والكولومبي كارلوس باكا بعد انتهاء مباراة منتخبيهما، وذلك بعدما اشتبك الاثنان معاً في الدقيقة الأخيرة، بعدما سدد نيمار كرة قوية في ظهر لاعب كولومبيا بابلو أرميرو. لم يتردد الحكم في إشهار بطاقة صفراء ثانية لنيمار ثم طرده، وأخرى حمراء مباشرة في وجه باكا. كان سبب غضب نيمار واضحاً، وهو عدم قدرته على حمل منتخبه إلى معادلة النتيجة بعدما تقدّم الكولومبيون 1-0، حيث استمرت النتيجة على حالها حتى النهاية.لا يمكن وضع تصرف نيمار بهذا الشكل إلا في خانة التصرفات الطائشة التي يقوم بها النجوم، وتحديداً ساعة الغضب. ولأن الحمل عليهم كبير، لا يجد هؤلاء أي طريق، إذا ما أغلق المدافعون الطرق أمامهم، لتفريغ غضبهم إلا بمشاكل عنيفة مع خصمهم، ما يضعهم ومنتخبهم في دائرة الخطر. الخطر هو البطاقة الحمراء التي ستبعده عن المباراة المقبلة، وهي البطاقة الكابوس التي تصدر بعد تصرف متهور...

أخطاء وهفوات أخرى حصلت في زمن قياسي في كوبا أميركا الحالية مثل طرد مدرب المنتخب الأرجنتيني جيراردو «تاتا» مارتينو وإيقافه مباراة واحدة لاعتراضه على قرارات الحكم في مباراة منتخبه ضد الأوروغواي.
لكن ما أمكن ملاحظته بوضوح أن طرد «تاتا» لم يأخذ ضجة إعلامية في عالم الكرة بحجم ما أخذ طرد نيمار، إذ إن حادثة البرازيلي أعادت الجماهير بالذاكرة الى كثير من قصص النجوم مع البطاقات الحمراء: الفرنسي زين الدين زيدان في مونديالَي 1998 و2006، الأوروغوياني لويس سواريز في مونديال 2014، الانكليزي ديفيد بيكام في مونديال 1998، الهولندي فرانك رايكارد والألماني رودي فولر في مونديال 1990، و»الأسطورة» الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا في مونديال 1982.
يفقد النجوم أعصابهم في لحظات حرجة من المباراة، ما يجعل العواقب ــ غير المدركين لنتائجها لحظتها ــ وخيمة جداً.
ويمكن القول ان ضغط النجومية والآمال الكبيرة المعقودة على النجوم هي السبب الأول في رفع منسوب غضبهم عند عدم قدرتهم على تقديم النتائج المرجوة من قبل الجماهير.

ذكّرت حادثة نيمار بحوادث طرد تاريخية في عالم الكرة

هذا ما حصل مع نيمار، ومع زيدان سابقاً في مونديال 1998، حين طرد في مباراة منتخبه ضد السعودية في الدور الأول بعدما داس بعنف أحد اللاعبين السعوديين.
وفي المونديال ذاته، نجح الأرجنتيني دييغو سيميوني بتمثيليته على الحكم، عندما خدعه مدّعياً بأنه تلقى ضربة متعمدة من بيكام، فكان أن طُرد الأخير من المباراة في الدور ربع النهائي.
طرد زيدان الأول مرَّ مروراً هادئاً أمام طرده في نهائي مونديال 2006. اللقطة الأخيرة للنجم الفرنسي في ملاعب كرة القدم كانت بطرده بعد نطحه بقوة صدر مدافع المنتخب الإيطالي ماركو ماتيراتزي.
أما سواريز، فطُرد من كأس العالم 2014 في البرازيل ككل، إثر قيامه بـ»عض» مدافع منتخب إيطاليا جورجيو كييلليني في كتفه خلال لقاء المنتخبين في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الرابعة.
وفي أبرز حوادث الطرد من البطولات العالمية، كانت في الدور الثاني من كأس العالم عام 1990 حين التقى منتخبا ألمانيا وهولندا، فدخل النجمان فولر ورايكارد في تلاسن حاد، جعل الأخير يبصق عدة مرات في وجه الأول، ليُطردا معاً ويواصلا التعارك في نفق الخروج إلى غرف الملابس.
وفي مونديال 1982، قام مارادونا، في مباراة منتخبه ضد البرازيل، والتي انتهت 3-1 لمصلحة الأخير، بحركة عنيفة تجاه البرازيلي باتيستا دا سيلفا وركله ليُطرد مباشرة.
بعد أحداث كهذه، وأجددها حادثة نيمار، يمكن اعتبار أن هذه اللقطات لنجوم الكرة ستبقى خالدة، الى جانب إنجازاتهم، لكن كنقطة سوداء في تاريخهم الكروي.




رونالدو ينتقد نيمار

انتقد «الظاهرة» البرازيلي رونالدو مواطنه نيمار بسبب تصرفاته، وتحديداً عند نيله البطاقة الحمراء في المواجهة مع كولومبيا حيث شتم أيضاً خوان زونيغا قبل أن يتعارك مع كارلوس باكا. وقال رونالدو لشبكة «غلوبو» البرازيلية: «ما قاله ليس مبرراً وما فعله أيضاً. يمر حالياً في فترة صعبة». وتابع هداف برشلونة وريال مدريد الإسبانيين سابقاً: «يتصرف بعدوانية مفرطة راهناً ولا يتقبّل حدوث أي شيء. عندما ترتدي قميص البرازيل لا يمكنك القيام بهذه الأمور».