قد يعتقد كثيرون أن تماثيل نجوم لعبة الفوتبول من لاعبين ومدربين ومؤثرين في الإنجازات، هي مجرد ديكور لتزيين هذا الملعب أو ذاك، أو هذا الشارع أو تلك المدينة. لكنْ لهذه الثقافة، التي تركت أكثر من 350 تمثالاً كروياً حول العالم، أبعاد رياضية وسياحية وتسويقية لا يعرفها إلا من وقف أمام أحد هذه التماثيل متأملاً إياها ومستطلعاً موقعها وما يحيط بها.
من تمثال بوبي مور في "ويملبي"، مروراً بتمثال أوزيبيو في "ستاديو دا لوش"، ووصولاً الى تمثال تييري هنري في "ستاد الإمارات"، وغيرهم الكثير، تدرك أن الاتحادات الوطنية والأندية تهندس دولها الخاصة داخل الدول التي تنتمي إليها، حيث إن تمثال النجم هو أهم من صورة أو تمثال أي زعيم أو رئيس.
وهذه النقطة الأخيرة يمكن إيجادها بوضوح في خطوة الكشف عن منحوتة لرأس النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، فالرسالة واضحة هنا: "سي آر 7" خرج من عالم الفقر ليحكم عالم الكرة ويصبح النجم الأول فيه. وما تسمية مطار جزيرة ماديرا باسم رونالدو وتقديم منحوتة تمثله سوى رسالة الى أبناء تلك الجزيرة بأن لا شيء مستحيل في الحياة، وهم سيتذكرون بلا شك هذه العبارة في كل مرّة يكونون فيها في المطار أو يمرّون عبر تلك المنحوتة التي أثارت الكثير من اللغط كونها لا تشبه رونالدو، بل إن الفنان الذي عمل عليها شوّه وسامة هداف ريال مدريد بحسب الكثيرين.

نجوم الكرة ليسوا
مجرد مشاهير، بل هم أبطال حقيقيون تركوا إرثاً لا يقدّر بثمن


المهم أن مسألة زرع التماثيل البرونزية هنا وهناك لها أسباب تخدم المصلحة العامة، ففي هذا المجال لا يقاس الأبطال بعدد أهدافهم أو بمتعة مهاراتهم التي أفرزت تماثيلهم، بل في جوانب أخرى أيضاً تعطي دروساً من نوعٍ آخر، ومنها الوفاء الذي يعكسه بعض النجوم إن كان بعدم تركهم لفرقهم الأمّ وارتباطهم بها طوال مسيرتهم، أو من خلال صناعتهم لتاريخ هذه الأندية التي تكرمهم بتمثال، تماماً كما فعل مانشستر يونايتد في ملعبه "أولد ترافورد" بوضعه تمثالاً للثلاثي الشهير بوبي تشارلتون، ودينيس لاو، والإيرلندي الشمالي جورج بست.
ومهما يكن من أمر، فإن هناك أسباباً تجارية أيضاً للخروج بهذه التماثيل، فمواقعها أحياناً تدلّ على هذا الأمر، وخصوصاً عندما يتم تنصيبها على مدخل متجر النادي، وذلك في عملية تسويق غير مباشرة لشدّ المشجعين الى داخل هذا المتجر، وهم القادمون أساساً لإلقاء نظرة على التمثال أو التقاط صورة تذكارية الى جانبه.
كذلك، تذهب بعض الدول أحياناً الى وضع تماثيل لنجومٍ لم يمثّلوها يوماً، وذلك لجذب الانتباه السياحي إليها، فتمثال للأرجنتيني ليونيل ميسي في الصين مثلاً، هو أمر مثير لاهتمام الزائرين أكثر من ملعب "عش الطائر" الذي عرف شهرة خلال استضافة بكين لدورة الألعاب الأولمبية عام 2008.
بطبيعة الحال، تحضر النوستالجيا أيضاً في هذه الخطوة التكريمية التي تكون عادةً بعد 20 أو 30 سنة على اعتزال النجم أو بعد رحيله. لكن حالات رومانسية بدّلت من هذا التقليد رغم الخرافة الموجودة في بعض البلدان الأوروبية الشرقية التي تشير الى أن نحساً سيصيب صاحب التمثال في حال تنصيبه له وهو على قيد الحياة. هذه الخرافة دحضها النجم الفرنسي تييري هنري عندما سجل عودة ناجحة الى "ستاد الإمارات" حيث احتفل في "ستاد الإمارات" كأسطورة حيّة في وقتٍ كان فيه المشهد منسوخاً خارج الملعب بتمثال برونزي لاحتفاله التقليدي بأهدافه الكثيرة التي سجلها بقميص "المدفعجية".
هو العشق لهذا النجم تقديراً للوفاء ورسالة للأجيال لكي تسير على خطاه، لذا قد لا يكون مستغرباً أن نرى مستقبلاً تمثالاً للإيطالي باولو مالديني في ميلانو التي لم يفارقها، وللإسباني راوول غونزاليس في مدريد، حيث لم يرتدِ غير القميص الملكي، وللإيطالي الآخر فرانشيسكو توتي الذي ارتبط بعلاقة عاطفية أزلية بروما، رافضاً كل العروض من أكبر الأندية لترك فريق العاصمة الإيطالية. وكذلك الأمر بالنسبة الى الإنكليزي ستيفن جيرارد وزواجه من ليفربول دون سواه...
الأمثلة كثيرة، والعِبر أكثر من هذه النوستالجيا لأسماء ولحظات علقت في الذاكرة وجرى تخليدها لاحقاً بتماثيل تعكس بضخامتها ضخامة إنجازاتها وحب الشعب لها ولتضحياتها. فلاعبو كرة القدم ليسوا مجرد مشاهير لدى العامة، بل هم أبطال حقيقيون تركوا إرثاً لا يقدّر بثمن.




برنامج البطولات الأوروبية الوطنية

إسبانيا (المرحلة 29)

- الجمعة:
إسبانيول × ريال بيتيس (21,45)

- السبت:
فياريال × إيبار (14,00)
أوساسونا × أتلتيك بلباو (17,15)
ريال سوسييداد × ليغانيس (19,30)
ملقة × أتلتيكو مدريد (21,45)

- الأحد:
إشبيلية × سبورتينغ خيخون (13,00)
ريال مدريد × ألافيس (17,15)
فالنسيا × ديبورتيفو لاكورونيا (19,30)
غرناطة × برشلونة (21,45)

- الاثنين:
سلتا فيغو × لاس بالماس (21,45)

ألمانيا (المرحلة 26)

- الجمعة:
هيرتا برلين × هوفنهايم (21,30)

- السبت:
بايرن ميونيخ × أوغسبورغ (16,30)
شالكه × بوروسيا دورتموند (16,30)
هامبورغ × كولن (16,30)
فرايبورغ × فيردر بريمن (16,30)
لايبزيغ × دارمشتات (16,30)
أينتراخت فرانكفورت × بوروسيا مونشنغلادباخ (19,30)

- الأحد:
إينغولشتات × ماينتس (18,30)
باير ليفركوزن × فولسبورغ (20,30)

فرنسا (المرحلة 31)

- الجمعة:
غانغان × نانسي (20,00)
- السبت:
مرسيليا × ديجون (18,00)
باستيا × ليل (20,00)

- الأحد:
رين × ليون (16,00)
لوريان × كاين (18,00)
مونبلييه × تولوز (18,00)
نانت × أنجيه (18,00)
نيس × بوردو (22,00)
موناكو × سانت إتيان (تأجلت)
متز × باريس سان جيرمان (تأجلت)

كأس الرابطة الفرنسية (النهائي)

- السبت:
موناكو × باريس سان جيرمان (22,00)