هو يوم الحسم على أكثر من صعيد في الدوري اللبناني لكرة القدم. من المؤكّد أنه يوم الحسم بالنسبة إلى تحديد هوية الفريق الذي سيرافق الاجتماعي الى الدرجة الثانية. ومن المحتمل أن يكون يوم الحسم بالنسبة إلى حل مشكلة مباراة النجمة والعهد التي كان من المفترض أن تلعب في الأسبوع الواحد والعشرين الماضي، ولم يحضر النجمة اليها.
اليوم سيلتقي فريق شباب الساحل وضيفه الإخاء الأهلي عاليه في افتتاح الأسبوع الثاني والعشرين الأخير من عمر الدوري. سيلتقي الفريقان على ملعب العهد عند الساعة 16.30 في مباراة مصيرية للطرفين. فالإخاء يحتلّ المركز التاسع برصيد 26 نقطة والساحل يقبع خلفه بفارق نقطة في المركز العاشر، أمام طرابلس بفارق المواجهات. إذاً يحتاج الإخاء الى التعادل كي يضمن بقاءه في الدرجة الأولى، في حين لا يملك الساحل خياراً سوى الفوز. هذا السيناريو يفرض نفسه انطلاقاً من أن طرابلس الذي يحتل المركز الحادي عشر، والذي يهبط صاحبه الى الدرجة الثانية، سيواجه الاجتماعي في التوقيت عينه على ملعب طرابلس. ومن المعروف أن الاجتماعي فقد الحافز وتمارينه لم تعد جدية بعد تأكّد هبوطه وفي رصيده ثماني نقاط، وبالتالي فإن كفة طرابلس أرجح بكثير كي يحصد نقاط المباراة، ما يجعل بطاقة النجاة معلّقة بين الإخاء والساحل.

منطقياً، ستكون بطاقة النجاة
محصورة بين الإخاء وشباب الساحل



حسم آخر قد يحصل اليوم في حال اجتمعت اللجنة التنفيذية واتخذت قراراً في ما يتعلّق بلقاء النجمة والعهد. فاليوم هو الأخير قبل عطلة نهاية الأسبوع، وبالتالي الفرصة الأخيرة للاتحاد كي يتخذ قراره ويجنّب الدوري أزمة كبيرة في ظل تهديد الأنصار بعدم خوض لقائه مع العهد في حال لم يتخذ الاتحاد قراراً في لقاء النجمة والعهد مهما كان نوعه. فالمهم بالنسبة إلى الأنصاريين أن يكون هناك قرار ما حفاظاً على القانون الذي ينص على عدم جواز إقامة مباريات مرحلة ما دون انتهاء أو بتّ جميع المباريات السابقة.
وعليه، فإن الوقت ما زال متاحاً أمام اللجنة التنفيذية للقيام بدورها واتخاذ قرار ما تجنّباً للمزيد من التأزّم وتفاقم المشكلة.
اللجنة ستكون أمام ثلاثة خيارات اليوم في حال اجتمعت، وهو ما يتمناه كثيرون؛ فإما أن تقرر إعادة المباراة، وهذا من سابع المستحيلات لعدم وجود أي مسوّغ قانوني أو منطقي لهذا القرار، أو تنفيذ المادة 1/7 وتخسير النجمة مع شطب ست نقاط من رصيده، أو تنفيذ المادة 1/18 والتي تنص على إسقاط النجمة الى الدرجة الثانية كونه تغيّب عن مباراة من إحدى مباريات الأسابيع الأربعة الأخيرة كما تنص المادة.
المنطق والعقل يقول بتنفيذ المادة 1/7 لأكثر من سبب، أهمها أن المادة الثانية لها أسبابها والدوافع الكامنة وراء وضعها من قبل المشرّع، وهي تشدد على الأسابيع الأربعة الأخيرة بهدف منع أي من الفرق من عدم المشاركة، إما لعدم إفساد المنافسة أو لعدم إفادة فرق وإلحاق ضرر بفرق أخرى نتيجة عدم الحضور لأي مباراة. وهذا لا ينطبق على حالة النجمة الذي لم يؤثّر تخلفه على أي فريق، باستثناء النجمة نفسه الذي فقد آماله في إحراز اللقب، وحتى في احتلال المركز الثاني المؤهّل الى كأس العالم العربي للأندية.
أضف الى ذلك أن من غير المقبول بتاتاً الحديث عن إسقاط النجمة بحجة تطبيق القانون الذي لم يطبّق في أكثر من حالة هذا الموسم، وتحديداً في لقاء الأنصار والإخاء الأهلي عاليه الشهير. كذلك فإن المادة 1/18 لم تطبّق مطلقاً، لا في هذا الموسم، وتحديداً مع الرياضية والأدب الذي تخلف عن مباراته في الأسبوع ما قبل الأخير من دوري الدرجة الثانية، ولا في المواسم الماضية. والسبب الرئيسي وراء ذلك هو أن الهدف الأساسي لوضع هذه المادة لا ينطبق على حالات حصلت.
ستكشف الساعات المقبلة ما إذا كانت الكرة اللبنانية ومسؤولوها سينجحون في تخطّي الأزمة القائمة أو تشتد أكثر في حال لم يُتّخذ القرار المطلوب.