تأهل شباب لبنان في كرة الصالات إلى ربع نهائي بطولة آسيا في تايلاند بعد تعادلهم مع منتخب أوزبكستان 4-4 ضمن المجموعة الثالثة. وسجل جورجيو الخوري (12) وستيف كوكزيان (17 و38) وحسين البابا (18) أهداف لبنان، فيما أحرز الأهداف الأوزبكية ميشال صابر خطأً في مرماه (15) وأكبر عثمانوف (17) وحسن الدين نيشونوف (25) ورافشان عصمة الله ييف (31).
وضمن المجموعة عينها، فازت هونغ كونغ على قطر 3-2 وغاب منتخب ميانمار عن هذه الجولة، على أن يلتقي نظيره اللبناني في الجولة الختامية اليوم السبت.
وبهذه النتيجة بقي المنتخب الأوزبكي في صدارة المجموعة الثالثة بـ 7 نقاط من ثلاث مباريات، بفارق الأهداف أمام لبنان، مقابل 6 نقاط من أربع مباريات لهونغ كونغ و3 لميانمار، فيما بقي رصيد قطر خالياً من النقاط. وسيختتم العنابي مبارياته بلقاء أوزبكستان. وعلى الأرجح ستتصدر أوزبكستان المجموعة، إلا إذا حصلت المفاجأة وتعثرت أمام قطر، أو أن يلعب فارق الأهداف لمصلحة لبنان في ضوء نتيجتي المباراتين الباقيتين.
ويتأهل الأول والثاني من المجموعات الأربع إلى الدور ربع النهائي، وتقام مبارياته يوم الاثنين المقبل 22 أيار. كذلك سيمنح المنتخب الذي يحرز اللقب مع وصيفه بلديهما بطاقتي مشاركة مباشرتين في مسابقة كرة الصالات ضمن أولمبياد الشباب 2018 في بيونس آيريس، على أن يتمثلا بمنتخب للاعبين ما دون 18 عاماً.
وقد حملت المباراة عناوين كثيرة وأرقاماً بارزة، لكن الأهم يبقى أن شباب الأرز قدموا ملحمة كروية توقفت عندها عائلة الفوتسال الآسيوية طويلاً. وبدا واضحاً أن الجهاز الفني للمنتخب اللبناني استعدّ كثيراً للمباراة بعد أن راقب خصمه وأعد السيناريو المناسب للانقضاض عليه ولم يكتفِ فقط بمراقبة مفاتيح لعبه.
وأجرى الفريق تدريباً اضطرارياً عشية المباراة لمدة ساعتين، خُصصتا للتعرف إلى طريقة لعب الخصم، وهو ما لم يكن مقرراً. وتقدم لبنان خصمه 3 مرات، وأهدر ركلة جزاء عن بعد 10 أمتار هي الثالثة في البطولة. وهذا دليل على أن شباب الأرز يجبرون خصومهم على ارتكاب الأخطاء لإيقافهم.
ولم يجرِ المدرب الإيراني شهاب الدين سوفلمانيش أي تعديل على تشكيلته الأساسية، لكنه ركز على عناصرها ومنحهم الوقت الأطول من اللعب، وكانت ثقته بمحلها.
أمام المرمى وقف الحارس كريم جويدي بصلابة، وكان صمام الأمان العنيد خلف قائد الفريق محمد حمود الذي انطلقت معظم الهجمات من عنده ولعب كعادته دور ضابط الإيقاع. وقد أشعل حسين البابا أرجاء الملعب بحيويته ونشاطه واختراقاته وتسديداته، وكان أهمها الهدف الثالث الذي أدخل فريقه غرفة الملابس متقدماً.
وكان اعتماد اللبنانيين في الإسناد هجوماً على سيرج قيومجيان للاستفادة من بنيته الجسدية وتحركاته الخطيرة، الأمر الذي أحدث توازناً في السيطرة، خصوصاً لدى اعتماد الأوزبكيين خطة الضغط في المنطقة اللبنانية، فتكفل قيومجيان بمساعدة فريقه الخروج من منطقته.
وأصر ستيف كوكزيان على الاحتفال بعيد ميلاده على طريقته الخاصة، فاختير أفضل لاعب في المباراة من قبل لجنة الإحصائيات والتقويم الرسمية في البطولة التي يشرف عليها أسطورة مدربي كرة الصالات في آسيا الإيراني حسين شمس.
وإذا كان كوكزيان قد خطف الأضواء، فإن آسيا بأكملها ستتحدث عن هدف جورجيو الخوري الذي افتتح التسجيل لشباب الأرز بعد أن غربل ثلاثة لاعبين أوزبكيين وزرع الكرة بيسراه داخل المرمى في أول مؤشرات العرض الخرافي في تلك الصباحية.
وبعد المباراة توقف سوفلمانيش طويلاً عند أداء لاعبيه، مشيراً إلى أن إيمانه بهم لم يتوقف أو يهتز للحظة، لأنه يدرك دائماً أن من يريد أن يصبح نجماً وبطلاً عليه أن يجاري من يتفوقون عليه بالمستوى. وأضاف: «لقد اهتزت شباكنا في الشوط الأول نتيجة أخطاء فردية ناجمة عن قلة الخبرة، وهذا طبيعي. ولم نكن محظوظين في ترجمة الفرص التي لاحت لنا. وبعد هذه التجربة علينا أن نجهز أنفسنا للدور الإقصائي. هذه هي البداية والجميع سيكون فخوراً بهذا الجيل الجديد الذي سيكمل مسيرة كرة الصالات اللبنانية، وآسيا بأكملها عليها أن تخشى لبنان من الآن فصاعداً، لكن النجاح لن يأتي بسرعة، إذ علينا أن نتحلى بالصبر، وأن نواصل إيماننا بهذا المشروع، والاتحاد اللبناني قدم كل شيء متوافر، وعلينا أن نوجه التحية إليه ونشكر ثقته ونعده بالمزيد».
مثل منتخب شباب لبنان: كريم جويدي، محمد حمود، حسين البابا، حسن علامة، ستيف كوكزيان، جورجيو الخوري، جمال سلوان، سيرج قيومجيان وميشال صابر.