«بدأ الحديث عن الانتخابات وتعاطي الأطراف المعنية مع بعضها لكن ببطء». بهذه الكلمات أجاب رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر، عن سؤال بشأن انتخابات الاتحاد في 22 تموزخلال المؤتمر الصحافي لإعلان مباراة اعتزال رضا عنتر.
كلام حيدر جاء عقب إعلان نادي الراسينغ ترشّح أمين صندوقه جورج حنا لانتخابات اللجنة الإدارية ليكون التحرّك الرسمي الأول من نوعه على صعيد الترشّح للجنة التنفيذية، والثاني على صعيد الانتخابات بعد تقديم الطلب الرسمي للرئيس حيدر لولاية رابعة كرئيس للاتحاد والذي ما زال الطلب الوحيد حتى الآن، ومن المستبعد جداً أن يكون هناك طلب ثانٍ.
ترشّح حنا بدا مفاجئاً في طريقته. صحيح أنه جاء بعد اجتماع للجنة الإدارية للنادي، لكنه لم يكن بالتنسيق مع المعنيين بالانتخابات الذين علموا بالخبر من خلال وسائل الإعلام. وهذا ما قد يعدّه البعض «فاول مع إنذار، ومن يبدأ المباراة بإنذار فقد ينهيها ببطاقة حمراء» بالمعنى المجازي.
طبعاً من حق حنا أن يترشّح بالطريقة التي يراها مناسبة، لكن من الطبيعي أن يتقبّل نتائج الانتخابات كما هي وفق الطريقة التي بدأ بها.
ترشّح حنا يفتح الباب على الحديث عن الانتخابات، وخصوصاً الأعضاء المسيحيين فيه، وعددهم أربعة، فقد كان هناك كلام سابق عن رغبة لدى قطاع الرياضة في التيار الوطني الحر أن يكون له الكلمة في اختيار الأعضاء انطلاقاً من التحالف الذي كان قائماً مع حركة أمل، اللاعب الرئيسي في انتخابات كرة القدم، في انتخابات الاتحادات الرياضية.
لكن يبدو أن هذا الكلام مرّ عليه الزمن، إذ إن واقع الحال تغيّر نتيجة ظروف مستجدة عدّة، ما فرض تغييراً في طريقة التعاطي مع الشأن الانتخابي الكروي.
منسّق الرياضة في التيار الوطني الحر جهاد سلامة، كشف لـ«الأخبار» أن لا نية لديه للتدخل في انتخابات اتحاد كرة القدم أو المشاركة في تسمية الأعضاء المسيحيين فيه. وبالسؤال عما إذا كان سيطالب بعضو للتيار، أجاب سلامة: «إذا أراد رئيس الاتحاد هاشم حيدر ورئيس مكتب الرياضة في الحركة مازن قبيسي تسمية عضو محسوب علينا، فهذا سيكون جيداً. وإذا لم يرغبا، فهذا شأنهما. فنحن لسنا بوارد فتح مشكلة في هذا الموضوع».
وكشف حيدر خلال المؤتمر الصحفي أن تغييراً سيحصل في الاتحاد نتيجة رغبة بعض الأعضاء في عدم الترشّح، فيما يرغب بذلك أعضاء آخرون.
كلام حيدر يحاكي الصورة القائمة، حيث هناك أربعة أعضاء مسيحيين حالياً: نائب الرئيس ريمون سمعان، الذي أكّد لـ«الأخبار» أنه سيترشّح لولاية جديدة، وسيقدم طلب ترشيحه الأسبوع المقبل، جورج شاهين الذي لا يرغب في العودة إلى الاتحاد كما أفاد أيضاً، وسمعان الدويهي الذي أيضاً لا يريد العودة، لكن هذا قد لا يتحقق في ظل ضغوطات من أصدقاء وحلفاء داخل الاتحاد لن يرضوا أن لا يكون «سيمون» على طاولة اللجنة التنفيذية في السنوات المقبلة.
رابع المسحيين هو الأرمني هامبارسوم ميساكيان الذي لا يملك صورة واضحة للولاية الجديدة، بانتظار قرار حزب الطاشناق، علماً أن المقعد الأرمني كما حال عدد الأعضاء المسيحيين هو عرفاً وليس قانوناً. أمرٌ قد يفتح الباب على تغيير في التوزيع الطائفي العرفي، بحيث قد ترتفع حصة طرف آخر، وللحديث صلة.