لم يُخفِ أولي هونيس، رئيس بايرن ميونيخ الألماني، أول من أمس حماسته لرؤية الوافد الجديد الفرنسي الشاب كورونتان توليسو يلعب للفريق البافاري، مشيراً إلى أن الحصول على لاعب بسنّ 22 عاماً هو مخاطرة أفضل من صرف 60 أو 70 أو 80 مليون يورو على لاعبين أصحاب خبرة بسنّ 27 أو 28 أو 29 عاماً.
هكذا فإن قصة فرنسية جديدة ولدت قبل أيام من كأس القارات في مقاطعة بافاريا، بعد أن تعاقد بايرن مع لاعب ليون السابق. صفقة رغم أنها لم تكن منتظرة، إلا أنها تبدو مميزة، حيث حصل المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي على لاعب يُعَدّ من المواهب الصاعدة في الكرة الفرنسية في الجيل الحالي الذي يزخر بهؤلاء، وهو لاعب «جوكر» بإمكانه اللعب في منطقة الوسط أو في مركز الظهير.
إذاً، لاعب فرنسي جديد في بايرن. بين البافاري واللاعبين الفرنسيين قصة عشق ونجاح، إذ مع وصول توليسو باتت التشكيلة البافارية تضم 3 لاعبين فرنسيين بوجود فرانك ريبيري وكينغسلي كومان.

ثلاثة لاعبين فرنسيين
حالياً في بايرن إضافة إلى
مساعد مدرب فرنسي

التألق الفرنسي في بايرن ساطع كسطوع الشمس ولا غبار عليه. بدءاً من ريبيري الذي مضى على وجوده 10 أعوام في ملعب «أليانز أرينا» حيث دوّن اسمه كأحد أفضل اللاعبين في تاريخ النادي، مقدماً لمحات لن تُنسى وقائداً لانتصارات لا تُحصى، أبرزها التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2013.
ريبيري يشكّل تجسيداً لتلك العلاقة الخاصة بين بايرن والفرنسيين، إذ يكفي القول إن اللاعب تشرّب حب بافاريا، حتى أنه بات يتقن لغتها ويتحدثها حتى عند زيارته بلاده، وهذا ما أغضب الفرنسيين مراراً. أما حب جماهير بايرن لريبيري، فعبّر عنه منحهم إياه لقب «القيصر فرانك»، وهذا غير قليل، إذ إن حامل لقب «القيصر» ليس إلا الأسطورة فرانتس بكنباور.
أما بالنسبة إلى كومان، فإنه ترك أثره سريعاً في ملعب «أليانز أرينا» منذ موسمه الأول في الفريق، رغم أنه لاعب احتياطي، ويقيناً لو أنه حصل على مركز أساسي، فإن إنتاجيته ستتضاعف، وهذا ما يطمح إليه البايرن بعد أن وجد في اللاعب الشاب مشروعاً مستقبلياً واحتفظ بخدماته بعد أن قام بتفعيل بند شرائه من يوفنتوس الإيطالي.
وبالعودة إلى الوراء، فإن بدايات الفرنسيين مع بايرن كانت مع النجم جان – بيار بابان الذي التحق بصفوفه عام 1994 بعد تجربة في ميلان الإيطالي الذي قدم إليه من مرسيليا، حيث بروزه وتألقه الكبيران، ما جعله من أفضل المهاجمين في العالم، وقد حصل على جائزة الكرة الذهبية. التجربة في بايرن لم تكن مثالية لـ «جي بي بي»، وكان يمكن أن تكون أفضل لولا الإصابات التي لاحقته، لكن رغم ذلك فإنه ترك بصمة بتسجيله أحد أروع الأهداف بتسديدة أكروباتية «دابل كيك» من تلك التي كان يشتهر بها، وجاءت في المباراة أمام أوردينغن في «البوندسليغا» في موسمه الثاني والأخير في بافاريا.
وبعد بابان مباشرةً، كان بايرن على موعد مع لاعب فرنسي حقق نجاحاً منقطع النظير في ملعب الفريق السابق «أولمبياشتاديون»، ألا وهو بيشنتي ليتزارازو الذي قدّم الكثير للبافاري، وعُدّ أحد أفضل الأظهرة في تاريخه، حيث حصد معه الكثير من الألقاب، كان أبرزها دوري أبطال أوروبا عام 2001. بايرن لم ينسَ تضحيات لاعبه النشيط السابق، وعيّنه أخيراً سفيراً له.
وفي تلك الفترة التحق لاعب فرنسي آخر ببايرن، وشكّل ثنائياً مع ليتزارازو بشغله الميمنة، هو ويلي سانيول الذي حصد بدوره نجاحات مع الفريق، وكان أحد أبطال اللقب الأوروبي عام 2001.
قلنا سانيول؟ المفارقة أن هذه الطفرة الفرنسية الحالية في بايرن تترافق مع عودة سانيول إلى الفريق ليشغل منصب المساعد لأنشيلوتي، وليكوّن بذلك رباعياً مع مواطنيه اللاعبين، حيث إن وجوده سيكون مؤثراً إيجابياً عليهم أولاً، وعلى الفريق ثانياً، نظراً إلى تجربته الغنية في النادي ومعرفته بكل خباياه، والأهم لإتقانه اللغة الألمانية، ما يسهّل عمله ونقل أفكاره التي بدأت تتضح عندما أشرف على بوردو قبلاً.
من يعلم؟ فقد يكون قدوم توليسو فأل خير على بايرن، ويعيد إليه الزعامة الأوروبية، إذ إن البافاري حقق لقب «التشامبيونز ليغ» مع أبرز لاعبيه الفرنسيين.