أضاءت مجلة «كيكر» الألمانية على «ظاهرة» انتشار الوشم في الدوري الألماني لكرة القدم، حيث تحوّل إلى «إدمان» في بلاد أظهرت فيها الدراسات أن 10% من شعبها يحملون أوشاماً على أجسادهم.
وانتشر الوشم بين لاعبي «البوندسليغا» لدرجة أن الاستثناء الآن هو أن يكون هناك لاعب لا يوجد على جسمه وشم، بحسب ما نقلت «كيكر» في عددها أمس عن ماتياس برِم، وهو طبيب فريق نادي نورمبرغ.
ويقول خبير الوشم يورغن إلزنبروخ في حديث مع «كيكر» إن الحضور الإعلامي الكبير للاعبي الكرة والوشم على أجسادهم أدى إلى انتشار الوشم في المجتمع الألماني.
ويقوم إلزنبروخ منذ عشرات السنين برسم الوشم لزبائنه، ويتردد عليه بعض نجوم كرة القدم أيضاً، ومن أشهرهم الدولي ماركو رويس مهاجم بوروسيا دورتموند، وهو يشرح: «الوشم هو عملية جراحية صغيرة، إنه جرح، وفي رأيي أن نجوم كرة القدم يتعاملون معه باستخفاف كبير».
هذا الاستخفاف قد يؤدي إلى انتقال أمراض فيروسية خطيرة عبر إبر الوشم غير المعقمة، مثل الإيدز والالتهاب الكبدي الوبائي.
وينصح إلزنبروخ اللاعب بعدم دق وشم بأي حال من الأحوال عندما يكون في مرحلة نقاهة: «الجسم يحتاج إلى طاقة كبيرة لكي يتعافى من هذا الجرح، ومن ثم يصبح من الصعب أن يقدم أداءً بنسبة مئة في المئة».
ويتمتع إلزنبروخ بثقة المسؤولين واللاعبين في نادي بوروسيا مونشنغلادباخ، لدرجة أنه أصبح المتعهد بوشم لاعبي الفريق.
ويرفض الرجل وشم اللاعبين قبل المباريات المهمة، إذ يذكر أنه جاء إليه المهاجم الأرجنتيني راوول بوبادييا عندما كان لاعباً في مونشنغلادباخ قبل سنوات، ورجاه أن يرسم له وشماً، موضحاً له أنه خارج تشكيلة المباراة القادمة لفريقه. ونفّذ إلزنبروخ للاعب رغبته، فوشمه في قدمه، لكن بوبادييا شارك بعدها في المباراة، ليجري تغييره خلالها، فقد شعر بالوهن «وقد كنت في منتهى الغيظ» لما حدث، وتعلمت الدرس، يوضح إلزنبروخ.
من جهته، يشرح الطبيب برِم أن ألوان الوشم يعتبرها الجسم شيئاً غريباً عنه في البداية «لذلك من المؤكد إلى حدٍّ ما أنه سيقوم برد فعل مناعي في مكان الوشم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى حساسية». ويضيف الطبيب الألماني: «حتى لو لم تظهر حساسية، فإن الجسم ينشغل بالتعافي من الجرح المفتوح، ومن ثم ينخفض الأداء على أرض الملعب».